رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
أ. بولين تودري
مقدمة
رهبنة البنات أخذت كل أشكال الرهبنة في بلاد البحر المتوسط، وفي مصر، وفلسطين، وآسيا الصغرى، وأيضًا في شمال أفريقيا.
فمثلا في فلسطين: وجدت حياة نسكية غنية للبنات، حيث كانت هناك أديرة للبنات والرجال. وقد كانت رعاية أديرة البنات تخضع لإشرافهن، ولا تتبع أديرة الرهبان، إذ كانت أكثر استقلالًا من الأديرة التي تجمع الرهبان والراهبات في مصر، ليس لها أي رقابة أو رئيس من الرهبان. وهذا الفصل الإداري لا يتطلب نظام صارم للفصل بين الرهبان والراهبات، كما في مصر. فمثلا في دير القديس بولس، الراهبات يمكنها مشاركة الرهبان في الصلوات وتلاوة المزامير. وأيضًا الراهبات القائدات كن يتمتعن بحكمة وكفاءة، وكن قادرات على تهدئة أي اضطراب في الجماعة، ولهن قدرة على قيادة بقية الراهبات نحو حياة روحية كاملة.
وأيضًا كتالوج مكتبة الأب ايلياس، يذكر حياة القديسة "ماكرينا"، والتي كتبها أخوها القديس غريغوريوس النيسي. هذا العمل يشرح حياة ماكرينا كراهبة متوحدة، ورئيسة لمجموعة متدينة، وهذه السيرة توضح تطور رهبنة البنات في فلسطين في القرون الأولى للمسيحية.
وأيضا في شمال أفريقيا، معروف أنه يوجد هناك عدة أديرة للبنات. عمومًا، نستطيع أن نقول إن استقلالية أديرة البنات هي القاعدة المتبعة في أي مكان وجدت فيه هذه الرهبنات، ماعدا مصر، ففي أديرة القديس باخوميوس والأنبا شنودة كانت رهبنة البنات تتبع أديرة الرهبان، كما سنرى فيما بعد ذلك. ولسوء الحظ، فإن دراسة رهبنة البنات في العصور الأولى في مصر لم تكن متوافرة بالقدر الكافي، وربما نضع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت المزيد من الدراسات حول رهبنة النساء عبر العصور..