كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
أ. حلمي القمص يعقوب
تقديم
الأمر الذي دفعني للكتابة في موضوع الإلحاد، أن شجرة الإلحاد مازالت حيَّة، تطرح ثمارها السامة في الغرب وفي الشرق أيضًا، فكل فتى أو شاب يقرأ كتابين أو ثلاثة عن الإلحاد، أو يدخل إلى المواقع الإلحادية على شبكة الإنترنت، يتشكَّك في إيمانه، ويقول لك: أثبت لي أن ربنا موجود، ولماذا لا يكون الله هو وليد فكر الإنسان بهدف أن يهرب من الواقع المر الذي يعيش فيه، والسماء والحياة الأخرى ما هي إلاَّ خدعة يخدع بها رجال الدين والحكماء البسطاء ليصرفونهم عن واقعهم المؤلم ويعطونهم الرجاء الكاذب في حياة لا وجود لها، ومادام ليس هناك إله، ولا حياة أخرى، ولا ثواب ولا عقاب، فما الفائدة من هذه الحياة..؟ ولماذا أتحمل فيها عناء الدراسة والتمسك بالفضيلة..؟ لماذا أتعب من أجل حياة تؤول إلى العدم..؟! ما فائدة هذه الحياة، والأيام تسرع بنا إلى الفناء الذي ينتظرنا بشغف عند باب القبر..؟! لماذا لا نشجع على الانتحار وموت الرحمة..؟! ويطرح عليك أفكار شوبنهور التشاؤمية، وأفكار نيتشه الصادمة..
ويأتي آخر ليقول: لو كان الله موجودًا، فمن الذي أوجده؟ ولماذا لا يعلن عن ذاته بصورة محسوسة؟ ولماذا يترك الإنسان للمتاعب والآلام والحروب والأمراض والموت؟ هل هو غير قادر أم غير محب؟!
ويأتي ثالث ليقول: حتى لو كان الله موجودًا، وهو قد حدَّد مصيري مسبقًا إذا كان الملكوت أو جهنم النار، فلماذا أتعِب نفسي في جهاد روحي من صوم وصلاة وتمسك بوصايا الإنجيل.. إلخ.
من أجل هذا، كان هذا الكتاب "رحلة إلى قلب الإلحاد" كمحاولة متواضعة، شمعة صغيرة، لعلها تفضح ظلمة الإلحاد، إله القتل والهلاك، وتنير الطريق للمعرَّضين للشكوك والإلحادية، ولعلها تكون فرصة نجاة لشبابنا الذين يتلظون بنيران الإلحاد، لعلهم يعيدون ترتيب أفكارهم، ويهربون من سجن الإلحاد القاسي، سجن الكآبة وظل الموت، سجن الضيق والضجر وصغر النفس، سجن التيه والضياع، ويلقون بأنفسهم في الأحضان الأبوية التي تنتظر عودتهم بشغف زائد، فيعودون إلى بساطة الإيمان،ويستردون بهجتهم التي ضاعت وفرحتهم التي سُلبت منهم، ويلتفتون إلى الوزنات التي أودعها الله إياهم، فيتاجرون ويربحون، واثقين أنه ينتظرنا باشتياق كبير على أبواب الملكوت فاتحًا أحضانه لنا لنكون معه في كل حين في سعادة أبدية لا تنتهي.
يا ربي يسوع المسيح.. يا ليت كتابي هذا يكون بلسمًا شافيًا لمن لدغته الحيَّة القديمة، ويكون وقاية لأولادنا لئلا ينزلقوا في هوة الإلحاد التي طالما ابتلعت عمالقة الفكر والذكاء، وابتلعت الملايين ولا تشبع.. يا ليت دماء ملايين شهداء الشيوعية المُلحدة تشفع من أجل كل شاب ضل الطريق، فالدماء الصارخة من الأرض لها قوتها وقدرتها، وأنت يا إلهي على كل شيء قدير، لأن لك المجد الدائم إلى الأبد آمين.
والآن أتركك يا صديقي مع كتابك هذا " رحلة إلى قلب الإلحاد " ولكيما تسهل مطالعته رأيت تقسيمه إلى جزئين:
الجزء الأول: الإلحاد.. بذار ورجال
ويدور حول أسباب الإلحاد، ورجال زرعوا الإلحاد، وذلك من خلال بابين:
الباب الأول: بذار الإلحاد
ويتناول ستة فصول هي:
الفصل الأول: الصراع البروتستانتي الكاثوليكي
الفصل الثاني: نظرية التطوُّر والبقاء للأصلح
الفصل الثالث: الظُلم والطُغيان
الفصل الرابع: شهوة الكبرياء
الفصل الخامس: الكوارث والحروب والعقاب الأبدي
الفصل السادس: الخلط بين المسيحية والشيوعية
الباب الثاني: رجال زرعوا الإلحاد
ويتناول شخصيات كان لهم دورهم في إرساء مبادئ الإلحاد وهم:
-
كارل ماركس (1818-1883م.)
-
لينين (1870-1924م.)
-
ستالين (1879-1953م.)
-
هولباخ (1723-1789م.)
-
جورج هيجل (1770-1831م.)
-
آرثر شوبنهَور (1788-1860م.)
-
فريدريك نيتشه (1844-1900م.)
-
آدولف هتلر (1889-1945م.)
-
ماوتسي تونج (1893-1876م.)
-
برتراند راسل (1872-1970م.)
-
جان بول سارتر (1905-1980م.)
الجزء الثاني: ثمار الإلحاد
ويدور حول الثمار المرة التي طرحتها شجرة الإلحاد، أي المبادئ الفاسدة التي أرساها الإلحاد، فنطرحها على بساط البحث، ونناقشها، ونرد عليها من خلال الباب الثالث والذي يشمل خمسة فصول:
الفصل الأول: إنكار وجود الله
الفصل الثاني: الاعتقاد بأزلية المادة وتطورها
الفصل الثالث: تأليه الإنسان ورفض السلطة الإلهيَّة
الفصل الرابع: الدين أفيون الشعوب
الفصل الخامس: الكتاب المقدَّس و سفر الإلحاد
ويبدأ كل باب بجزء من قصة ذئب شيوعي تصطاده الحملان، وينتهي الباب الأول والثاني بنظرة تأمل. أما الجزء الثاني فينتهي كل فصل فيه بلقطة للتاريخ بالإضافة إلى نظرة تأمل.