رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأسباب البيولوجية للإدمان ثانيًا: الأسباب البيولوجية للإدمان هذه العوامل البيولوجية تمثل عاملًا مساعدًا يدفع الإنسان للإدمان فمثلًا: أ- الإنسان لديه مصنع طبيعي لإنتاج الأفيونات تعرف باسم الاندورفينات Endorphins والانكفاليناتEncephalins هذه المواد تسكن الآلام التي يتعرض لها الإنسان سواءً آلامًا عادية أو غير عادية، فحركة المفاصل بدون هذه الافيونات غير محتملة، وعندما يتعرض الإنسان إلى حادثة أو كسر في العظام فإن المخ يعطي أوامره الفورية للخلايا فتنتج هذه الافيونات الطبيعية على وجه السرعة، وهذه الافيونات تعمل على تسكين الآلام، ولكن أحيانًا يوُلَد الإنسان ويكون حظه من هذه الافيونات غير كاف، فيميل مثل هذا الإنسان لتعاطي المخدرات ليعوض نقصه من الافيونات الطبيعية. ب- تحمل خلايا الإنسان الكرُموزُمات Chromosome، وهذه الكرُموزُمات تحمل الجينات Genes التي تتحكم في الصفات الوراثية للإنسان، وهذه الجينات قد تظل صامته لمدة سنين طويلة، ولكن تحت ضغط البيئة والظروف فإنها تبرز الاستعداد البيولوجي للإنسان(1)، ولذلك فإن الأطفال المولودين من أمهات مدمنات للخمور تكون قابليتهم للإدمان أربعة أمثال الأطفال المولودين من أمهات غير مدمنات، ولذلك كثيرًا ما يكون أبناء المدمنة مدمنين. ج- قد يعاني الإنسان من بعض الآلام في المفاصل، أو صداع مزمن، أو من آلام نتيجة بعض الأمراض، ولكيما يتخلص الإنسان من هذه الآلام يلجأ إلى المخدرات لتسكين آلامه.. جاء في كتاب إمبراطورية الشيطان(2) قصة إحدى السيدات في الثلاثين من عمرها ظهرت صفراء اللون، نحيلة الجسم، محنية الظهر، تعيسة المظهر، يائسة، يغلفها حزن قاتل.. فماذا دهاها..؟ لقد سافر زوجها إلى بلد عربي طلبًا لمزيد من المال، وفي غياب الزوج عانت هذه الزوجة المخلصة من الأرق، فقدمت لها صديقتها حقنة منومة، وتعودت على هذه الحقنة يوميًا للتخلص من الأرق ولتستطيع النوم.. بل إنها أكثرت منها وهي لا تدرى أن هذه الحقنة من مشتقات المورفين، وعندما عاد زوجها ثار ثورة عارمة، ومنعها من هذه السموم فتحسنت نفسيتها واستعادت نضارتها وحيويتها.. ولكن بعد أن سافر زوجها عادت للإدمان بصورة أقوى وأشد، وزوجها يرسل لها المال فتطمئنه وتكذب عليه، وهي تستنفذ ماله خلال سنتين، وفي بلاهتها عندما اشتكت أمها من بعض الآلام أعطتها حقنة مورفين، ويومًا فيومًا صارت الكارثة كارثتين.. عاد الزوج ولم يحتمل هول الصدمة فعاد أدراجه للغربة، وانقطع وصول المال إليهما، فذهبا إلى الابن ولكن زوجته ضجت منهما، وذهبت الأم تتسول لتوفر ثمن حقنة المورفين، وماتت بعد سنة، والزوجة الجميلة النشيطة حلوة المعشر صارت حطامًا وبعد أن فقدت زوجها تنتظر اللحاق بأمها. وفي نفس الكتاب(3) جاءت قصة الممرضة التي تحولت إلى عاهرة، وكانت البداية هي استسهال تناول الحبوب المسكنة كلما شعرت بالصداع، ومع الأيام احتاجت إلى مسكن أقوى فبدأت تأخذ مشتقات المورفين من الحبوب التي وصل عددها يوميًا إلى عشرة أقراص تبدأ من الاستيقاظ وحتى النوم، وعندما أصيبت بألم حاد في ظهرها لجأت إلى حقن المورفين، وفي البداية كانت تحتال وتسرق هذه الحقن من مقر عملها بإحدى المستشفيات، وعندما إنكشف أمرها باعت نفسها للشيطان لكيما تحصل على المورفين، وباعت كل ما تملكه من مجوهرات بل وباعت أثاث المنزل، وامتهنت الدعارة والفجور والإدمان. وحكى د. احمد عكاشة في كتابه الإدمان خطر(4) قصة طالب جامعي من أسرة غنية أُصيب بمغص كلوي عدة مرات، وكان يتغلب على الألم بحقن مسكنه، حتى كاد يتكرر الحقن يوميًا، وعندما تعب هذا الطالب من الحقن نصحه أحد الأصدقاء باستخدام الأفيون، وضعفت قوته على الاستذكار، ولأول مرة يتعرض للرسوب، فبكى وندم أشد الندم، وأراد أن يقلع عن الإدمان ولكنه وقف عاجزًا، لأنه انحدر بواسطة أصدقاء السوء من الأفيون إلى الهيروين، ومد يده ليسرق بيته، والشبهات تدور حول الخادم والبواب والمكوجي، ولم يكن أحد من أسرته يتوقع ما يجري، إلى أن عاوده المغص الكلوي بشده، فنُقل إلى المستشفى، ولم تفلح معه المسكنات، فأجريت له عملية جراحية ذاق خلالها الأمرين لأن تأثره بالبنج كان ضعيفًا، وتحمل آلامًا مبرحة، وأصيب بتشنجات، ودخل في غيبوبة، واكتشف الأطباء أنه مدمن هيروين، وبعد شفائه من العملية الجراحية تعالج من الإدمان، وإذ كانت له الإرادة الجادة تماثل للشفاء. وحكى لي أحد الأطباء عن شاب قوي البنية على مستوى مرتفع من الثقافة والتدين، وأُصيب بمرض بلجرBerger’s Diseose وهو عبارة عن ضيق في شرايين الساقين، ينتج عنه آلامًا شديدة لا تحتمل، حتى أنه كان ينام وهو جالس على سريره ورجلاه مدلاة لأسفل، ولم تفلح معه المسكنات القوية، وعندما مرت الأيام ولم يقوَ على تحمل الآلام وافق على بتر ساقه. ثم دخل في دائرة الاكتئاب، ورغم أنه لم يعد محتاجًا للمخدر طبيًا، لكنه لم يمكنه الاستغناء عنه نفسيًا.. كان يملك مصنع ملابس جاهزة أستهلك ما فيه، ثم قام ببيعه وساءت حالته المادية.. فكر فيما كان فيه وفي حالته الآن، وليس له عذر لأن سبب الألم قد زال فقرر العلاج، طبيًا ونفسيًا واجتماعيًا، وهو الآن يتماثل للشفاء، والنقطة البيضاء في حياته إنه راضٍ عن وضعه الحالي ويشكر الله. _____ الحواشي والمراجع :(1) د.عادل صادق - الإدمان له علاج (2) كتاب إمبراطورية الشيطان - الإدمان وتعريفه - دار لبنان للنشر ص373-375 (3) ص376-378 (4) د. احمد عكاشة - كتاب الإدمان خطر(4) ص112-114 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخليقة البيولوجية |
ثم تنفجر لأتفه الأسباب لأنك أمام الأسباب الكبيرة كتمت |
ما هي الساعة البيولوجية ؟ |
الساعة البيولوجية |
الساعة البيولوجية |