هل الديانة المسيحية ألغت الديانة اليهودية؟!
نادر: البعض يتساءل هل يوجد أكثر من ديانة؟ وهل الديانة المسيحية ألغت الديانة اليهودية؟
منير: اسمحوا لي أن أجيب علي هذا التساؤل:
الذي يسأل هل يوجد أكثر من ديانة نجيب عليه بسؤال: هل يوجد أكثر من إله..؟ بالطبع لا.. مادام الله واحد إذن الدين واحد لا أكثر.. وهنا نتوقع أن نستمع لسؤاله الثاني:
إذن لماذا توجد الديانة اليهودية والديانة المسيحية؟
وهنا أيضًا نجيب عليه بسؤال:
هل المسيحيين قدسوا الإنجيل ورفضوا التوراة؟ قطعًا لا، لكن المسيحيين بإرشاد إلهي ضمَّنوا الكتاب المقدس العهد القديم والعهد الجديد مدركين جيدًا أن اليهودية كانت تمهيدًا للمسيحية، حقًا كقول الإنجيل "لأن غاية الناموس هي المسيح" (رو 10: 4). إن اليهودية كانت مرحلة تمهيدية للمسيحية، وإن الله يقود البشرية كما رأينا في طريق الكمال من العهد القديم إلى الجديد إلي الملكوت. وإن كانت المسيحية هي البناء الشامخ فإن اليهودية هي أساسات هذا البناء، وإن كانت المسيحية هي الشجرة اليانعة التي تمتد فروعها للسماء، فإن اليهودية هي جذور هذه الشجرة، ولهذا قال السيد المسيح " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئتُ لأنقض بل لأكمَّل"(مت5: 17).
وأوصى الرب يسوع بقراءة كتب العهد القديم "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي" (يو 5: 39).
وكان السيد المسيح له المجد يقول دائمًا في أحاديثه (مكتوب) أو (أما قرأتم) أو (لا يمكن أن ينقض المكتوب) أو (ينبغي أن يتم المكتوب) وكثيرًا ما تحدَّث عن مواقف حدثت في العهد القديم، وأيضًا تحدث عن عشرين رجلًا من رجال العهد القديم.