انتشار الكتاب المقدس
والحقيقة أنني أود التحدث عن انتشار الكتاب.
نادر: أي كتاب تقصد يا بيتر؟
بيتر: عندما نقول الكتاب فنحن نقصد الكتاب المقدس، لأنه لا يوجد كتاب عُرف خلال الأزمنة الماضية وسيظل معروفًا حتى المجيء الثاني مثل الكتاب المقدَّس الوحيد الفريد.. إنه حقًا كتاب الله الفريد.
ثم استكمل بيتر حديثه حول البند السادس الخاص بالانتشار قائلًا:
لم يحدث على الإطلاق أن انتشر كتابًا علي مستوى المسكونة مثل الكتاب المقدَّس، فقبل عصر الطباعة تُرجم الكتاب إلى عشرات اللغات، وأما بعد عصر الطباعة فقد تم طباعة الكتاب بألف وخمسمائة لغة ولهجة والآن نستطيع أن نقول أن الكتاب تُرجم إلي ألفين لغة ولهجة.. فأي كتاب مثيل له؟!!... لا يوجد علي الإطلاق. يكفي أن نعرف أن جمعية التوراة بمفردها قد وزعت منه 500 مليون نسخة منذ نشأتها سنة 1804 م. حتى سنة 1970 م.. فعلًا يا أصدقائي إننا نرى كلام ربنا يسوع يتحقق بالحرف الواحد عندما قال " ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى " (مت 24: 14).
لقد ظن ذات مرة أحد العلماء الفرنسيين أنه يستطيع أن يكتب كتابًا عظيمًا يضارع الكتاب المقدَّس، بل يجعل الناس ينصرفون عن الكتاب إلى كتابه هو، وظل عشر سنوات في البحث والكتابة حتى نجح في نشر كتابه.. تعجب جدًا العالِم الفرنسي، لأن الناس لم ينصرفوا عن الكتاب المقدَّس، كما إن كتابه لم يجد قبولًا وانتشارًا في التوزيع، كما كان يظن... سأل هذا العالِم صديقًا له مسيحيًا: لماذا لم يجد كتابي قبولًا لدى الناس مثل الكتاب المقدس؟
أجابه الصديق: لأنك لم تفعل مثلما فعل صاحب الكتاب المقدَّس.
العالِم: وماذا فعل صاحب الكتاب المقدَّس؟
الصديق: إنه تنازل من مجده، وجاز في الألم والهوان حتى الصلب والموت من أجل الإنسان، ثم إنه قام وانتصر علي الموت ومنح الإنسان المائت القيامة الحقيقية والحياة الأبدية.
العالِم: لا... لا أستطيع أن أفعل شيئًا من هذا.
الصديق: وأنا أقول لك إن كتابك لن ينتشر مثل كتابه.
نادر: يقول البعض أن ترجمة الكتاب المقدس إلى لغات العالم ساعد على تحريفه، وكان من الأفضل أن يظل بلغاته الأصلية بدون ترجمات.
منير: أريد يا نادر أن أقول العكس أن ترجمة الكتاب المقدس للغات العالم المختلفة ساعدت علي انتشاره، وبذلك صارت هناك استحالة في تحريفه... من يتصوَّر أن أي ملك يستطيع أن يجمع جميع نسخ الكتاب المقدَّس من كافة أرجاء العالم ليُحرَقها ويعيدها لأصحابها؟!!