رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الخوف الخوف نوعان : خوف سافل ... وخوف نقي ، أحدهما يخشى أن يفقد البر والأخر يخشى العقاب. الخوف السافل : هو خوفُ من يخشى الاحتراق مع الشيطان ، والخوفُ النقي هو خوف من يخشى عدم مرضاة الله. وأين العظمة في أن يخشى الإنسان العقاب؟ تلك حالُ العبد الخاطئ واللص الشرس . لا عظمة في أن يخشى الإنسان العقاب ؟ تلك حالُ العبد الخاطئ واللص الشرس . لا عظمة في أن يخشى الإنسان العقاب إنما العظمةُ في أن يحبَّ البر . وكم من يحبّ البرّ لا يخشى العقاب بل يخشى فقدان البر. اللصّ : يخشى العقاب إنما لا يخشى الإثم : إنه يسرق حين لا يستطيع أن يسرق ، مع أنه سارق. الذئب : يسطو الذئب على حظيرة الخراف ويحاول أن يدخل ويقتل ويفترس ؛ وبما أن الرعاة يسهرون ، والكلاب تنبح ، فلا يستطيع أن يخطف أو يقتل ، إنما يخرج ذئباً كما جاء ذئباً. الأنة لم يستطع أن يسرق نعجةً نقول : جاء ذئباً وعاد نعجة؟ لقد جاء ذئباً محتدماً غضباً ، وعاد ذئباً ، مرتجفاً فزعاً ، ومع ذلك فهو ذئب ، غاضباً كان أم خائفاً لا خطف فريسة ولا تخلًّي عن خبثه . إن كانت تلك هي حالك فإنك تفكر بألا يعذبك البر. أنت واللص .. الفرق بين خوفك وخوف اللص ، هو أن اللص يخشى قوانين البشر فيسرقَ أملاً في أن يخدعها ؛ وأنت تخشى شرائع وعقاب من لا يسعك أن تخدعه . ؟؟ سؤال : هب إنك استطعت أن تَغُشَّ ، ألا تغش؟ المحبة لا تنزع منك الشهوة ؛ إنما الخوف ، وحده يكتبها . إن من قيَّده الخوف يضل ذئباً . تحوًّلْ أنت إلي نعجة ـ ذاك ما صنعة الرب ببر منه لا منك. وطال ما إن لك برك ، فاخشَ العقاب ولا تحبّ البر . إني أطرح عليك سؤلاً : تفحَّص سؤالي المدويّ ؛ وأجعل لك من نفسك سؤالاً صامتاً . لك أقول : إن لم يرَك الله حين تعمل فهل تعمل إذاً لم يكن ، يومَ الدين ، من يقنعك بإنك عملت شراً ؟ تأملَّ نفسك بنفسك إذ لا يسعك أن تجيب على كل ما أقول . تأملًّ نفسك ، أتفعل ؟ إن فعلتَ ، كان ذلك خوفاً من العقاب وليس حباً بالبر ، ولم تكن على شيء من المحبة لأنك تخاف كعبد : إنه الخوف من الشر وليس الحب للخير . وبرغم ذلك ؛ يجب عليك أن تخاف خوفاً يؤدي بك إلي المحبة . إن خوفك هذا يجعلك تخاف من جهنم ويمنعك عن الخطيئة ويغمرك من كل جانب ولا يدع فكرك الباطني الحر يريد الخطيئة. وبالتالي ، فالخوف هو كالحارس والمعلم في السنَّة ، التي كان حرفها يهده قبل أن تنجده النعمة . فليحفظك هذا الخوف من السوء ؛ ولتدخل المحبة قلبك ؛ إذ بقدر ما تكون فيه بقدر ذلك يخرج منه الخوف. وطال ما إن الخوف يحفظك من السوء ، فالمحبة تستأصل ما فيك من رغبة في الإثم ؛ ولو استطعت أن تعمل دون أن يطول العقاب. عانقْ المحبة وأدخل فيها ، اقبلهْا تفادياً للخطأ ؛ كفَّ عن الخطيئة واقبل المحبة واحَي حياة صالحة. ومتى دخلتَ في المحبة بدأ الخوف يخرج ؛ وكلما ازدادت ولوجاً في المحبة ازداد الخوف تراجعاً . ومتى دخلت بكليتك تلاشى الخوف :(لأن كمال المحبة يطرد الخوف خارجاً) "يوحنا 1يو18:4". للمحبة خوف نقي خاص بها يثبت إلي جيل الأجيال . الرجل الصالح ولو استطاع أن يحفظ قول الله لما أحزن عيني أبيه القائل له : (أراك حين تخطأ فلن أعاقبك إنما لست أرضي بك.) والرجل الصالح يخشى أن يغيظ محبوبة بمعزل عن صرامة القاضي ، لأنه لو أحب الأب حقاً كما يحبه الأب لاعترف به رباً ولما عصا له أمراً. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً .. وأبداً .. آمين |
|