منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 06 - 2014, 04:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
القمص أثناسيوس فهمي جورج
مقدمة

يعد التقليد الآبائي من كنوز الكنيسة المقدسة التي ادخرتها على مر العصور كلها، فهو خبرة شخصية حقيقية قدمها الآباء والمعلمون في كتاباتهم وأقوالهم، وجاءت تحمل سمة التنوع والتكامل، إذ كان للآباء خطوط تعليمية يتفقون فيها، وأيضًا انفرد كل منهم بحط واضح متميز، وذلك نتيجة لتنوع خبراتهم وتعدد ثقافاتهم وتفرد استيعابهم للحقائق، ذلك أن بعضهم درس الفلسفات السائدة في عصرهم فتأثروا بها وأثروا فيها، الأمر الذي ساعدهم على الارتقاء بمستوى الإنسان الروحي والمعرفي، والارتفاع به إلى الفلسفة المسيحية السماوية الحقيقية غير الفاسدة، مقدمين إيمانًا إلهيًا كاملًا.
ونجد من الآباء من هو أديب ومن هو شاعر ومن هو كاتب ومن هو فنان ومن هو خطيب ومن هو فيلسوف (محب للحكمة)، وإذا نظرنا إلى الفرق بين فلسفة الآباء وبين فلسفة فلاسفة هذا العالم، نرى الآباء يعلنون الحقيقة الإلهية غير الكاذبة، أما الفلاسفة فليس عندهم حق حقيقي، بل هم فقط يبحثون عن الحق.
وكان اقتناء الآباء للمعرفة الإلهية والحكمة العلوية، ثمرة لصلوات وطهارة ودموع وجهاد وخبرة حياة، كما صارع يعقوب الله حتى طلوع الفجر.

كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
ولم يقف الآباء معلمو البيعة موقف المتفرج السلبي أمام التيارات الفكرية، بل جابهوا الفلاسفة والوثنيين بنفس مهجهم وبذات فلسفاتهم واستطاعوا بذلك أن يربحوا الكثير من أساطين الفلسفة الذين دخلوا إلى حظيرة الكنيسة، وهكذا قدم الآباء التعليم اللاهوتي والفلسفي من أجل بلوغ الحق الإلهي، وحثوا تلاميذهم على الدراسة والاجتهاد في عمق وبساطة، عمق المعرفة وبساطة القلب المؤدية إلى بلوغ الكمال المسيحي.
ومن بين الفلاسفة المسيحيين الأُوَل، كان العلامة لاكتانتيوس الذي عرضنا لسيرته وأعماله في هذا الكتاب، وهو الشخصية الإفريقية المشهورة التي كانت صاحبة أول محاولة لتقديم الإيمان المسيحي في إطار منهجي باللغة اللاتينية، لكنه ليس لاهوتيًا أصيلًا، إذ يفتقر إلى المعرفة العميقة، وهو يقدم المسيحية كمجرد نوع من الأخلاقيات، ويتحمس جدًا للاستشهاد والمحبة الله والقريب، ويؤكد على فضائل الرحمة والعفة، لكنه نادرًا ما يذكر عطية النعمة الفائقة، وكذا يتحدث عن التغير الذي يهبه الإيمان الجديد دون أن يعطى اهتمامًا بعمل الفداء الذي تممه مخلصنا الصالح من اجل البشرية، ونجد أفكاره الأخلاقية مؤسسة على الفلسفة أكثر منها على الإيمان والروحانية المسيحية، والفكر الذي يسود كل أعماله هو فكر العناية الإلهية وعمل الله وتدبيره للعالم.
وقد شاب فكر العلامة لاكتانتيوس بعض الأخطاء الفكرية التي لا تتمشى مع الإطار العام لعقيدة الكنيسة، لأنه لا يقدر أحد أن يدعى العصمة، لهذا لا نقبل إلا ما تعلنه الكنيسة في تعليمها الإنجيلي الكنسي الليتروچى العقيدي المقدس.
نقدم هذه السيرة ضمن سلسلة ΙΧΘΥΣ، فهي سيرة ترسم نموذجًا للمعرفة المسيحية ومحبة الحكمة القادرة على مواجهة التيارات الفكرية المتعددة، إذ أن المسيحية ليست ديانة السلبية والسذاجة بل هي ديانة الجهاد والكمال والحكمة، حكمة الحيات وبساطة الحمام.
وقد اعتمدت في هذا البحث على ما كتبه عالم الآباء المشهور چونز كواستن Johnnes Quasien في كتابه "باتروچى Patrology" المجلد الثاني.
والكنيسة كلها ترنو باهتمام وشغف قلب إلى شخص قداسة البابا شنودة الثالث معلم هذا الجيل، حفظه الله بركة وذخرًا، فإن قداسته المعلم والعلامة الذي يقف نموذجًا فذًا في مضمار العلم والمعرفة، وكلنا يعلم النهضة الروحية والتعليمية التي عمت الكنيسة القبطية في عهده المبارك.
الرب الإله يجعل هذا العمل سبب بركة ومعرفة روحية، بصلوات البابا القديس الأنبا شنودة الثالث وشريكة في الخدمة الرسولية أبينا الأسقف المكرم الأنبا بنيامين، ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...
الصوم الكبير
1992 م
1708ش
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب العلامة يوسابيوس القيصري - أبو التاريخ الكنسي
كتاب العلامة يوسابيوس القيصري، أبو التاريخ الكنسي
العلامة لاكتانتيوس
كتاب العلامة بنتينوس السكندري
كتاب العلامة ترتليان، من آباء أفريقيا


الساعة الآن 06:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024