رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب القديس ديديموس الضرير القمص أثناسيوس فهمي جورج مقدمة خلال هذه السلسة نستشف واقعية الكنيسة الأولى، بالرجوع إلى الفكر الآبائي الأصيل، فنحيا بروح الآباء ونتمتع بفكرهم وسيرتهم ونتلمس حياتهم ومنهجهم الذي عاشوه. وإنني أجد نفسي لست أهلًا لأنحني مطوبًا آبائي القديسين الأولين في الكنيسة الأولى، فإن سيرتهم حلوة وحياتهم عذبة تستريح لها النفس وتشتم من خلالها رائحة المسيح الذكية. والقصد من هذه السلسة تقديم الفكر الآبائي الأصيل، لعلنا بهذا نقدم عملًا علميًا يفيد المهتمين بالتراث والأدب الآبائي الثمين، الآب: سيرته، منهجه اللاهوتي، والكتابي، والكنسي، والرعوي، والنسكي، والسلوكي وفكره الروحي إذ أن علم آباء الكنيسة، ليس مجرد تاريخ الكتابات المسيحية، بل هو علم اللاهوت الآبائي. إننا في حاجة إلى الغوص في الفكر الآبائي المتكامل.. من خلال حياة لصيقة بأنفاس هؤلاء الآباء والمعلمين، وبين يدينا سيرة القديس ديديموس الضرير ناظر مدرسة الإسكندرية اللاهوتية في عهد البابا أثناسيوس الرسولي ومن أعظم اللاهوتيين في أيامه. فإذا كانت الإسكندرية مركزًا للحياة الفكرية المتألقة والتعليم المسيحي والعلوم القدسية، فمن لا يعرف العلامة اللاهوتي ديديموس لم يعرف المدينة العظمى الإسكندرية بعد، وإذا كانت الإسكندرية بيتًا للعلم فإن القديس ديديموس سكب عليها من تعاليمه لتثقيف الشعب ليلًا ونهارًا، رئيسًا لمدرسة الإسكندرية حصن الإيمان القويم. كان ضريرًا مبصرًا متحدًا بالنور الحقيقي والعقل الكامل، عصاميًا ممارسًا للنسك بغيرة صديقًا للأنبا انطونيوس، فكانت حياته فردوسًا، وتتلمذ على يديه القديس ﭼيروم الذي أتى للإسكندرية لذلك،والمؤرخ الشهير روفينوس وبلاديوس والقديس أغريغوريوس النزينزى.. وقد اعتمدنا بالأكثر في هذا البحث على ما ورد في كتاب (الباترولوچي Patrology) لمؤلفه ﭼونز كواستن Johannes Quasten المجلد الثالث. نقدم هذه السيرة الحلوة لتكون سبب بركة لحياتنا جميعًا، مع سجودنا القلبي للثالوث القدوس المبارك، الذي سمح بهذا العمل وأعاننا ليكتمل بهذه الصورة. وكلمة شكر ومحبة لأبينا الحبر الجليل الأنبا بنيامين أسقف كرسي المنوفية والنائب البابوي بالإسكندرية، الذي يشجعنا بمحبته ويسندنا بصلواته. واعتراف بالجميل لأخوتي الذين شاركوا وتعبوا في هذه السلسلة ليعوضهم الرب بالأجر السمائي، بصلوات أبو الآباء وراعى الرعاة بطريركنا المحبوب البابا شنودة الثالث، ولربنا كل المجد والكرامة إلى الأبد آمين. الصوم الأربعيني الكبير 1992 م، 1708 ش |
|