(د) الهلال الخصيب:
منذ فجر الحضارة والإنسان عاكف على استغلال البيئة وتدميرها، لكن تأثيره فيها يختلف من بلد إلى بلد ومن عصر إلي عصر. ففي بلاد بين النهرين -على سبيل المثال- سمحت فترات الهدوء والسلام النسبيين بظهور المدن الكبرى والحضارات التي قامت على أساس الزراعة الناجحة، فاختفى الكثير من النباتات والحيوانات البرية، وقد أحدث انتشار الجفاف -في وقت ما- تدميرًا للبيئة لا رجعة فيه. ولكن هذا الجفاف لم يصب مصر لأن نهر النيل كان يجدد كل سنة خصوبة الأرض ويرويها بمياهه الوفيرة.
وقد أمكن للغالبية من الحيوانات، العيش في بعض المناطق مثل الجبال والصحاري حيث توافرت لها الحماية الطبيعية، كما عاشت في المناطق التي يحرم فيها الصيد، التي حددها الملوك وحافظوا عليها لمتعتهم الشخصية.