لا تقلق بشأن قراراتك

[بيدو توما]

لا تقلق بشأن قراراتك

عندما تأخذ قرارًا ما لا تستغرق وقتاً طويلاً لتفكّر فيه ما دمت تعلم أنّ قرارك لن يؤذيك أو يؤذي الآخرين. أعتقد أنّك عندما تفكّر كثيراً وتعطي القرار وقتاً أكثر من اللازم سترهق نفسك وعقلك وتشعر بالضيق والحيرة قبل أن تصل إلى حلّ نهائي، وفي النهاية من الممكن أن تكون النتيجة سلبية لأنك أخذت القرار وأنت حائر.

من الأفضل أن تأخذ الموضوع بكل بساطة وحكمة وأن لا تجهد نفسك بالتفكير فيه. لا تعتمد فقط على تفكيرك أنت، لأنك ستخسر في النهاية، بل اطلب مشورة الله فيما إذا كان ذلك القرار هو الخيار الأفضل أم لا. من المؤكّد أنك إذا وضعت ثقتك في الله وطلبت مشورته في قراراتك الشخصية بحيث هو يختار لك، سوف يختار الأفضل لأنه فائق الحكمة. لماذا لا تطلب الحكمة من خالقك الذي يريدك أن تثق فيه لأنه يفهمك ويعرف تفاصيل حياتك أكثر منك؟
وهذا ما ينصحك به سليمان الحكيم:
"تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ"
(أمثال 3 : 5-6).

هذه دعوة مجانية لك لتذهب إلى الله وتطلب المشورة منه كي تسير في الطريق الصحيح في حياتك. كثيراً ما نثق في البشر وفي مشورتهم وكثيراً ما نأخذ بآرائهم في اتّخاذ القرارات المهمة في حياتنا. ولو أنك أردت الذهاب إلى أخصائي مشورة لا تعتقد أن ذلك سيكون سهلاً بل ستحتاج إلى أن تأخذ ميعاد مسبق وأن تدفع مبلغاً من المال مقابل هذه المشورة. ولكن إذا ذهبت إلى الله، إلى ذلك المستشار السماوي الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يمنّن، فأنت لا تحتاج إلى أخذ أي ميعاد أو دفع أي ثمن لأخذ الاستشارة الصحيحة، فالله يسمع صلاتك في أي وقت تحتاج إليه.

ولكن كيف تستطيع أن تعرف إذا كان القرار النهائي هو القرار الأمثل أم لا ؟

من رأيي أنك إذا طلبت مشورة الله بقلب صادق وتأكدت أن ما ستأخذه من قرارات لا يتناقض مع كلمة الله، وأنك تمكنت من أن تأخذ ذلك القرار بكل سهولة وبدون أي عوائق، حينئذ سيكون ذلك ما يريده الله لك. على أيّة حال، من المهم أن تثق في ترتيب الله لحياتك لأننا
"... نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ"

(رومية 8: 28)
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً .. وأبداً .. آمين