منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 04 - 2014, 04:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,892

كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس

مقدمة

العبادة المقبولة في كنيستنا الأرثوذكسية لها أركان ثلاثة هامة ورئيسية وهى حسب الترتيب الذي رتبه مخلصنا الصالح في موعظته على الجبل الإصحاح السادس من إنجيل معلمنا متى الرسول - الصدقة، والصلاة والصوم. ووَضْع الصلاة بين الصدقة والصوم يُشبِّهه بعض المفسرين بطائر لأنَّ الصلاة كما يقول يوحنا الدرجي هي طيران عقولنا إلى الله وهذا الطائر الذي هو الصلاة له جناحان كبيران هما الصدقة والصوم، بواسطتهما يُحلِّق في الأجواء العليا بلا مانع ولا عائق.
وكما أنَّ الطائر العادي إذا كان جناحاه قوييْن سليميْن يطير بهما بسهولة أمَّا إنْ ضعف أو انكسر أحدهما أو كلاهما فإنَّه يضعف ولا يستطيع الطيران وإنْ حاول الطيران يسقط ثانية ويظل هكذا يتخبط حتى يموت. هكذا الصلاة إنْ فقدت أحد جناحيْها اللذيْن هما الصدقة والصوم تضعف وتفتر. أمَّا إنْ ظلَّ جناحاها قوييْن تصبح صلواتنا قوية متكاملة تستطيع بنعمة الله أنْ تدخل إلى ما داخل الحجاب وتصل إلى عرش النعمة وبذلك نصلى ونعبد الله بأرواحنا.

كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
وبالصدقة نعبد الله بأموالنا نقدمها له ذبيحة مقبولة على مذبح الرحمة والعطاء متذكرين نصيحة الرسول القائل "لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ" (عب 16:13) ونصيحته القائلة "مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ" (رو 13:12).
وبالصوم نعبد الله بأجسادنا فنقدم أجسادنا ذبائح حية كاملة مرضية أمام الله على مذبح الصوم والتذلل. وبذلك تكون عبادتنا كاملة لأنَّها عبادة مثلثة بالصدقة والصلاة والصوم وكما هو معروف أنَّ الثلاثة عدد كامل ومقدس، وكل شيء بالثالوث يكمُل.
وبهذه العبادة المثلثة المقبولة ننال رضى الله وننعم ببركاته فيكون لنا:
فى الصدقة تركة
وفى الصلاة شركة
وفى الصوم بركة
من أجل هذا الارتباط العضوي بين هذه الأركان الثلاثة للعبادة المسيحية تُعلمنا الكنيسة أنَّ الإنسان المؤمن حينما يذهب إلى الكنيسة للصلاة والعبادة يجب أنْ يكون صائماً لا يتناول أيّ شيء قبل ذهابه إلى القداس،حتى لو كان في أيام الإفطار وحتى لو كان ليس في نيته التقدُّم للتناول من الأسرار المقدسة، يجب أنْ يحضر القداس وهو صائم في كافة الأحوال.
كذلك تُعلمنا الكنيسة أنْ لا نذهب إلى بيت الرب فارغين حسب قول الرب: لا تظهروا أمامي فارغين (خر 15:23) بل يجب أنْ نضع العطاء في صناديق الكنيسة المخصصة لذلك كما نحمل إلى الكنيسة بعض العطايا العينية مثل البخور والستور والأباركة والزيت والشموع وخلافه.
وبذلك نكون في القداس الواحد قد عبدنا الله العبادة المثلثة الكاملة. نصلى ونحن صائمين ثم نضع تقدماتنا ونذورنا النقدية أو العينية في الأماكن المخصصة لها بالكنيسة.
الرب يعطينا أنْ نعبده عبادة كاملة مرْضية بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا (لو 75:1) فيشْتَم الرب من عبادتنا رائحة الرضا والسرور ويكون نصيب عبادتنا الاستماع والقبول. بصلوات حضرة صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث ونعمة الرب تشملنا جميعاً.
متاؤس
(أسقف دير السريان العامر)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب تاريخ القديس البابا متاؤس الأول - الأنبا متاؤس
كتاب القديس كرنيليوس قائد المائة - الأنبا متاؤس
كتاب العبادة فى كينستنا - الأنبا يوأنس أسقف الغربية
كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
تأملات فى مزامير صلاة النوم كتاب لنيافة الأنبا متاؤس


الساعة الآن 01:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024