رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام مقدمة الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا وأبي قرقاص ورئيس دير البرموس كثيرون هم الذين يفكرون في الحياة الرهبانية ومنذ الصغر يشتاقون أن يكون لهم نصيب في هذا الطريق بل قد يصل بهم الحد إلى التفكير خطأ أن هذا هو الطريق الوحيد والسليم للخلاص ولغلبة العالم.. ولكن طوبى لأولئك الذين يتلامسون مع رب المجد يسوع عن قرب ويسمعونه ينادى ويقول أنا هو الطريق (يو14: 6) يتبعونه حيث شاء ويسلمون حياتهم بالكامل لذاك الذي يستطيع أن يكشف لهم حقيقة معدنهم، وما هو الطريق المناسب لهم.. من خلال شخصه المبارك. الحياة الرهبانية هي علاقة حب تربط الإنسان أمينا في مراجعة نفسه والدخول إلى أعماقها خلال فترة التفكير في هذا الطريق وهو مازال في العالم. وبالأكثر خلال فترة الاختبار –مهما طالت- ويكون صادقا جدا في كشف مشاعره أمام الله وأمام اعترافه في الإحساس أن الدافع الوحيد الذي يدفعه للسير في هذا الطريق هو محبته الخالصة لله ورغبته الأكيدة أن يقضى معه كل دقائق الحياة ومعه لا يريد شيئا (مز 73: 25) والوسيلة التي يتعامل بها مع الكل. مع الله أولا ومع الآخرين ثانيا هي أيضا الحب. ويراجع نفسه كل يوم في ضوء ما سبق أن قاله القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك (تأمل يا أرسانى فيما خرجت لأجله). ويتذكر دائما قول الرب يسوع لملاك كنيسة أفسس: "أذكر من أين سقطت وتب وارجع إلى محبتك الأولى (رؤ 2: 5) بل أكثر من هذا أقول: يجب أن يكون الهدف الذي يريد أن يحققه من حياته الرهبانية هو الحب "لأن الله محبة ومن يثبت من المحبة يثبت في الله والله يثبت فيه" (2يو 2: 16). والراهب العمال هو الذي في كل يوم يزداد حبا لله ويزداد حبا للآخرين من خلال علاقته الخاصة بالله ومن خلال طاعته وقبوله أي عمل يسند إليه واحتماله بشكر كل ما ينتابه من آلام خلال هذا العمل. الحياة الرهبانية هي تلمذة لشخص الرب يسوع المسيح من خلال الوصايا التي أعطانا اياها في الكتاب المقدس ومن خلال حياة وأقوال الآباء الذين سلكوا الطريق من قبل ومن خلال الممارسة العملية بالروح والحق،وفيها تصبح المزامير والتسبحة والألحان والقداسات ليست مجرد تلاوات ولكنها أصبحت حياة، تظهر واضحة في السلوك العملى والتعامل اليومى مع الآخرين. نرجو أن يعمل الروح القدس بقوة في كلمات هذا الكتاب لكى تكون بركة في حياة كل من يقرأها ولكى يعطى فهما حقيقيا لفكرة الرهبنة في أذهان الجميع. الرب يبارك في كل عمل لكى يؤول لمجد اسمه القدوس ولخلاص كثيرين. له المجد في كنيسته إلى الأبد آمين. أرسانيوس اسقف المنيا وابى قرقاص ورئيس دير البرموس |
|