|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام تفسير سفر المكابيين الثاني - المقدمة من الضروري لدارس العهد الجديد دراسة سفرى المكابيين، إذ تُعد هذه الفترة (القرنين الثاني والأول قبل الميلاد) تمهيدْ وتوطئة للعهد الجديد . كانت الأمة اليهودية قد وصلت إلى حالة سيئة من الضعف والتردى في تلك الأيام ، وذلك على أكثر من مستوى . ومع أن المكابيين قد قاموا بدورهام في سبيل إعادة الأمة إلى الله وتفعيل جذوة الحياة الليتورجية من جديد بعد توقف العبادة في الهيكل وترك الشعب الناموس وإهماله لخلاصه، إلا أن خلفائهم قد مالوا إلى السياسات التوسعية وسعوا إلى تحقيق مآرب شخصية، فحادوا عن الطريق وأهملوا شئون الأمة.. مما مهد السبيل للرومان لكي يضموا منطقة اليهودية إلى أملاكهم ومستعمراتهم.. ومع ذلك فقد أسهم الرومان بشكل غير مباشر ودون قصد منهم في تسهيل نشر المسيحية في ربوع الإمبراطورية الرومانية المترامية الأطراف.. وكان ذلك بتدبير من الله الذي يستثمر كل الأحداث وكل البشر في سبيل تحقيق مشيئته الصالحة وتدبير الخلاص لهم.. ذلك الخلاص الذي نظره آباؤنا من بعيد وصدقوه وحيوه. وبينما يتحدث سفر المكابيين الأول عن جهاد الإخوة المكابيين الخمسة، في سبيل تنقية الأمة من التأثير الوثني العقيدي الذي وضعه الحكام السلوقيين. فإن سفر المكابيين الثاني هنا يركز على جهاد يهوذا المكابى في نفس الفترة، والذي يعد القائد الأشهر في التاريخ اليهودي بعد داود النبي. كما قدم لنا سفر المكابيين الثاني باقة عطرة من الشهداء، والذين اعتبرتهم الكنيسة شهداءا مسيحيين قبل المسيحية. مثل المرأتين اللتين استشهدتا مع طفليهما لأجل الختان، والشهداء السبعة وأمهم وأبيهم، وكذلك رازيس الشيخ. هؤلاء الذين أشار إليهم القديس بولس في رسالته إلى العبرانيين قائلا: "الذين بالإيمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود. أطفأوا قوة النار. نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء. اخذت نساء أمواتهن بقيامة وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل. وآخرون تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضًا وحبس. رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين. وهم لم يكن العالم مستحقا لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض. فهؤلاء كلهم مشهود لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد. إذ سبق الله فنظر لنا شيئًا أفضل لكي لا يكملوا بدوننا." (11: 33-40) أشكر جميع الذين اشتركوا معي في إعداد هذا الكتاب سواء من جهة جلب المراجع أو ترجمتها أو مراجعة النصوص أو الأعمال التقنية وغيرها... الرب قادر أن يكافئ الجميع خيرًا عن تعبهم، بصلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الأنبا إيسوزورس، والذي تفضل بمراجعة الكتاب. ولإلهنا المجد دائمًا أبديًا آمين. مكاريوس الأسقف العام صوم الرسل الأطهار 2004م |
|