|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31 - 03 - 2014, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام -
مكابيين أول 10 - تفسير سفر المكابيين الأول الملوك السولقيون يتنافسون على التحالف مع المكابيينتبدلَت الأوضاع وأصبح يوناتان المكابى قائدًا عسكريا وزعيمًا سياسيا، وأصبحت اليهودية من ثمّ كيانا، يؤخذ من جديد في الاعتبار يتفاوض بشأنه الملوك، فقد سعى الحكام السلوقيون خلال صراعاتهم: على ضمّ اليهود إلى جانبهم، وأصبح اليهود - في المقابل - في وضع يسمح لهم باختيار الحليف الأفضل والذي يمنحهم مزيدًا من الحريات. رئاسة الكهنوت تتحول إلى المكابيين 1وفي السنة المئة والستين، صعد الإسكندر إبيفانيوس ابن أنطيوخس، وفتح بطلمايس فقبلوه فملك هناك. 2فسمع ديمتريوس الملك، فجمع جيوشا كثيرة جدًا وخرج لملاقاته في الحرب. 3وأرسل ديمتريوس إلى يوناتان كتبا في كلام سلم واعدا إياه بتعظيم شأنه. 4لأنه قال في نفسه: "لنسرع إلى عقد الصلح مع هؤلاء الناس قبل أن يعقدوه مع الإسكندر علينا، 5فإن يوناتان سيذكر كل ما أنزلنا به وبإخوته وأمته من المساوئ". 6وأذن له أن يجمع جيوشا ويصنع أسلحة ويقول إنه حليفه، وأمر أن ترد له الرهائن التي في القلعة. 7فجاء يوناتان إلى أورشليم وتلا الكتب على مسامع الشعب كله وأهل القلعة. 8فلما سمعوا أن الملك أذن له في جمع الجيوش، خافوا خوفا شديدًا. 9ورد أهل القلعة الرهائن إلى يوناتان، فردهم إلى ذوى قرابتهم. 10وأقام يوناتان في أورشليم وشرع في بناء المدينة وتجديدها. 11وأمر متعهدي الأعمال أن يبنوا الأسوار ويحيطوا جبل صهيون بحجارة منحوتة لتحصينه، ففعلوا. 12فهرب الغرباء الذين في الحصون التي بناها بكيديس، 13وترك كل واحد مكانه وعاد إلى أرضه. 14غير أنهم تركوا في بيت صور قوما من المرتدين عن الشريعة والفرائض، فإنها كانت ملجأ لهم. 15وسمع الإسكندر الملك بالوعود التي أرسلها ديمتريوس إلى يوناتان، وحدثوه أيضًا بما قام به هو وإخوته من الحروب وأعمال البأس وما كابدوه من المشقات، 16فقال: "أنجد رجلا يماثله؟ فلنتخذه صديقا وحليفا". 17وكتب كتبا وبعث إليه بها في هذا المعنى قائلًا: 18"من الملك الإسكندر إلى أخيه يوناتان سلام 19لقد بلغنا عنك أنك محارب باسل وجدير بأن تكون لنا صديقا. 20فنحن نقيمك اليوم عظيم كهنة في أمتك، ونسميك صديق الملك (وأرسل إليه أرجوانا وتاجا من ذهب) لكي تتبنى قضيتنا وتحفظ لنا صداقتك".21فلبس يوناتان الحلة المقدسة في الشهر السابع من السنة المئة والستين، في عيد الأكواخ، وجمع الجيوش وصنع أسلحة كثيرة. قضية الإسكندر إبيفانيوس: كان أعداء ديمتريوس الأول سوتير أكثر من مؤيديه، فقد وصل إلى الملك رغم معارضة مجلس الشورى الروماني، فعندما تزلّف إلى الرومان لتثبيته في المُلك هادنوه، ثم عاد وأرسل الهدايا والوعود بالخضوع التام وتسليمهم أولئك الذين قتلوا سفيرهم، فأقروه عند ذلك ملكًا على أنطاكية غير أنهم كانوا يضمرون الكراهية له، وقد تم ذلك من خلال صديقه "طيباريوس جراكاس" في سنة 160 سلوقية (وهى السنة التي تدور أحداثها من 20/12/153 إلى9/10/152ق.م) وعلى الرغم من ذلك فقد كان ديمتريوس شديد البأس استطاع في البداية أن يمسك بزمام الأمور في الإمبراطورية السلوقية المتصدعة، وتقويمها، وقد أرسلت له روما رسالة باردة اللهجة مفادها أنهم قد يمنون عليه بالمعاملة الطيبة شريطة أن يتصرف بما يتفق مع رغبات الشورى(1). ولكنه ما أن هدأت الحروب والصراعات قليلًا، حتى انصرف هو إلى اللهو والعبث والمجون، فبنى له قصرًا منيفًا في ضواحى أنطاكية وزوده بأربعة أبراج، وكان يصرف أكثر يومه في الملاذ والخمر، وأهمل بالتالي شئون البلاد وتجاهل مصالح الرعية فكرهوه. واستغل ذلك ثلاثة من الملوك كانوا يمقتونه، وهم: بطليموس فيلوماتور ملك مصر (بسبب الخلاف على قبرس) وأتالس الثاني ملك برغامس، وأرياراطس ملك الكبادوك(2)، ولما كان ديمتريوس قد تخلص من كل مناهضيه من نسل الأسرة، وأراد أولئك الملوك التخلص منه كانت المشكلة تتمثل فيمن يخلفه على العرش. عند ذلك قام أتالس بالكشف عن شخص في مقتبل العمر من عامة الشعب يدعى "الإسكندر بالاس" وهو من مواليد أزمير (أورودس) ويرى المؤرخ يوستينوس أن اسمه الأصلي هو "بالاس Balas " ولكن الأرجح أنه الاسم أعطى للاسكندر كلقب بعد توليه السلطة، ربما بسبب العلاقة بين الاسم واسم الاله الفنيقى بال " al ’ Ba". كما أن الترجمة الآرامية تعطيه اسم (بعلا). وحينئذ كلفوا سياسي قديم يدعى "هركليد" أو هيراكليدس (كان خازن الملك انطيوخس أبيفانيوس، وكان ديمتريوس هذا قد نفاه)، بأن يؤكد للناس أن الإسكندر بالاس هو ابن أنطيوخس أبيفانيوس، كما طلبوا من "لاوذيقة" أو "لاوديس" وهي ابنه حقيقية لأنطيوخس أبيفانيوس أن تدّعي أن الإسكندر هو شقيقها بالفعل. ويرى بعض المؤرخين أنه ابن أنطيوخس بالفعل، مثل يوسيفوس واسترابون، بينما يرى البعض الآخر أنه ابن احدى محظياته. ورغم الشكوك حول نسبة الإسكندر بالاس إلى العائلة السلوقية فإن الملوك الثلاثة الأعداء لم يكونوا بحاجة ماسة إلى شخص من سلالة السلوقيين للمطالبة بالعرش. وقد مضى هركليد ومعه لاوذيقة والإسكندر بالاس مع وفد من الوجهاء إلى روما، حيث عرضوا قضيتهم يؤيدهم في ذلك الملوك الثلاثة المذكورين، وقد اقتنع مجلس الشيوخ وأقر حق الإسكندر في استرداد العرش، وذلك في مطلع سنة 152 ق.م، وبذلك وجدت روما الفرصة لكي تحرم ديمتريوس من العرش الذي استولى عليه رغمًا عنها في سنة 162 ق.م. رغم ما أظهرته له من رضى مؤخرًا كما مر. وعاد الإسكندر بالاس إلى بلاده، حيث ساعده خطاب تزكية الرومان على حشد الجيوش، وقد استولى أولًا على بطولمايس (عكا) والتي قبلته ملكا،ً مؤثرة إياه على ديمتريوس، وذلك في صيف أو ربيع سنة 152 ق.م. ثم نادى بنفسه: "الإسكندر أبيفانيوس ملك سوريا" فانضم عندئذ إليه كثيرين من معارضى ديمتريوس. أقدم عملة عرفت للإسكندر كانت في سنة 162 سلوقية (من 28 سبتمبر 151 ق.م. إلى 17 أكتوبر 150 سنة). بطلمايس (عكا): Ptolemaisالاسم الذي أطلقه بطليموس الثاني المصري على عكا سنة 261 ق.م، وكانت تسمى فيما مضى "عكو" ومعناها "الرمل الساخن" وكانت عكا ثغرا فلسطينيا، وتقع على ساحل البحر المتوسط على مسافة 44 كم شمالي صور. وجعلها البطالمة المركز الرئيسى لحكامهم حيث كانت مدينة قوية سهلة التحصين، وكان لها ميناء يضاهى ميناء الإسكندرية، وبالتالي فقد كان من السهل على الإسكندر بالاس أن يقطع الطريق على ديمتريوس ويمنع عنه أية معونة، ولما حاول ديمتريوس اخراجه من هناك فشل بسبب كراهية جنوده له، ومن هنا يظهر لنا لماذا سعى في طلب ود يوناتان المكابى. انظر خريطة رقم (12). وتسمى عكا أيضًا "جوف سوريا" وهي التي حوّلها كلوديوس قيصر فيما بعد إلى مستعمرة رومانية ليقيم فيها قدامى المحاربين السوريين، ونظرا لموقعها الاستراتيجى فقد كانت مطمعًا للمستعمرين على الدوام. قد عرف عن سكانها في عصر المكابيين كراهيتهم الشديدة لليهود (2مكا 6: 8) فقد حرّضوا عليهم بقية الوثنيين مرارًا، وعندما أبرم أنطيوخس الخامس معاهدة صلح مع اليهود سنة 148 ق.م. غضبوا لذلك (2مكا 13: 23) وقد عمل بعض رجالها كجنود مرتزقة في جيش طيموتاؤس العمونى والذي قاوم اليهود كثيرًا (1 مكا 5: 15) ولكن اليهود هزموه وطاردوه إلى هناك في عكا (5: 21، 55). وفيما بعد تقابل الإسكندر بالاس فيها مع بطليموس السادس حين أعطاه الأخير ابنته زوجة، إلى هناك ذهب يوناتان المكاابى مهنّئًا ومقدمًا الهدايا (آيات 27 - 60). وبعد ذلك انتزعها ديمتريوس الثاني مع عرش سوريا (11: 22 - 24) وهناك ُاسر يوناتان قبل أن يُقتل على يد تريفون، وهكذا ظلت تتأرجح بطلمايس (عكا) بين البطالمة والسلوقيين إلى أن احتلها الرومان. والعجيب أن يُوهب ديمتريوس الأول هذه المدينة " بطليمايس" ليوناتان هنا، في حين أنها ليست خاضعة له وانّما لغريمه الإسكندر، ولقد كان من شأن موافقة يوناتان على ذلك: نشوب أزمة بينه وبين الإسكندر، وهكذا وبينما يعرض ديمتريوس تخصيص جزية المدينة وما يخص الملك منها، هدية إلى الهيكل، يتشكك اليهود في العرض كما سنرى. رسالة وديّة من ديمتريوس إلى يوناتان (آيات 3 - 7) أفاق ديمتريوس من غفلته على الكارثة المحيقة به، فقد وجد نفسه وملكه مهددًا بعصيان مدني، وبينما كان يعد العدة لمواجهة الإسكندر بالاس، فطن إلى ضرورة تأمين منطقة اليهودية، إذ كان نيره قد ثقل على اليهود، فعلى الرغم من فترة الهدوء التي نعموا بها، إلاّ أنه كان يدرك جيدًا أنهم مُرّى النفس منه ومن قواده الذين دمروا مدنهم وقتلوا الكثيرين، ولم يجد ديمتريوس مناصّا من الاعتراف بيوناتان كقائد مستقل. وقد شمل العرض المقدم منه ليوناتان سحب الحاميات السلوقية من اليهودية، وهى التي تركها بكيديس بعد الاستيلاء على كثير من الحصون بعد تقويتها، باستثناء القلعة التي في أورشليم وأن كان سيطلق سراح اليهود المحتجزين فيها، ثم التصريح بتكوين الجيوش وصنع الأسلحة وهو الأمر الذي لم يكن مسموحًا به من قبل، ولكنه وفيما ظن ديمتريوس أنه بذلك قد ضمن يوناتان كحليف له، كان الأخير في المقابل أكبر مستفيد من تلك الصراعات، والتي عرضت عليه المزيد من الامتيازات ليختار أفضلها، كما سنرى. وأغلب الظن أن رسالة ديمتريوس لم تكن وثيقة رسمية موجهة إلى يوناتان شخصيا،ً بل ربما كانت موجهة إلى الأمة لأن يوناتان حتى ذلك الوقت لم يكن قائدًا معترفًا به لدى الملك، وأن كان سيعترف بذلك ضمنا في الرسالة، ليتأكد مركز يوناتان لدى كل من الشعب والخونة (اليهود المتأغرقين) والأجانب (سكان القلعة). فقد جاءت الرسالة مُرهبة لكل هؤلاء. النتائج (آيات 7-14): عندما قرأ يوناتان كتاب ديمتريوس على مسمع من الشعب ومن السلوقيين الساكنيين في القلعة: عمّ الفرح بين الشعب بينما انتاب الحراس في القلعة الخوف فأطلقوا سراح المعتقلين لديهم، والذين أُعيدوا أدراجهم إلى ذويهم في البلاد، وثبت يوناتان نفسه كحاكم في أورشليم، بعد أن كان مقر إقامته في مكماش، كما مر. ثم أعاد التحصينات لاسيما في جبل صهيون ويتضح من النص أن بعضها قد هدم أو أصابته الأضرار من مجانيق السلوقيين، بعد أن كان يهوذا المكابى قد أقامها عقب تطهير الهيكل، وتدل عبارة (متعهدى " البناء" الأعمال) على نشاط قومى وحركة ازدهار تذكّرنا بما تم في عهد نحميا فيما يشبه (إعادة التعمير) وتعنى الحجارة المنحوتة: فخامة البناء وزينته حيث تحتاج إلى وقت ومال. ويذكرنا ذلك أيضًا بأعمال البناء الواسعة التي قام بها داود النبي حين قرر الاقامة في حصن مدينة داود، وكيف كان الرب معه (صموئيل ثان 5: 9،10) وكذلك ما فعله يوشيا الملك الصالح والذي استخدم أيضًا الحجارة الثمينة المنحوتة لترميم ما قد تهدم (أخبار أيام ثان 34: 11). وبتحصين يوناتان لجبل الهيكل والأسوار: أمّن البلاد مخاطر السلوقيين وجنود القلعة واليهود المتأغرقين. أما أصعب جانب في البناء في جبل الهيكل فهو الواجهة الشرقية الشديدة الانحدار، بل أن هيردوس نفسه فيما بعد لم يستطع أن يعمل أكثر مما عمله رجال يوناتان. هنا وقد اتاح مغادرة الجنود السلوقيين للحصون في البلاد، عودة تلك الحصون للسيطرة اليهودية، تصلح كوسائل دفاع وهجوم معًا، مما يعد في حد ذاته مكسبًا عسكريًا هامًا، وأما بقاء بيت صور تحت السيطرة السلوقية فيرجع إلى كونها ملجئا لليهود المتأغرقين، حماية لهم من انتقام الشعب. وهكذا ُلقب يوناتان بـ" المخلص محرر الرهائن". الإسكندر يقدم عرضًا أفضل (آيات 15-20): من جانبه سعى الإسكندر إلى ضم اليهود إلى جانبه، ومن هنا بدأت المزايدات فيما بينه وبين خصمه ديمتريوس، وكان غرضه حرمان ديمتريوس من ذلك التحالف بينه وبين اليهود، ثم الاستفادة من اليهود لاسيما بعد سماعه بمعاناتهم والحروب التي خاضوها وشدة بأسهم، لذا فقد قرر الإسكندر ونتيجة لانبهاره بيوناتان، اتخاذه نصيرًا وحليفًا وصديقًا، وهو يعرض عليه هنا شرف لقب "صديق الملك" (والذي سبق شرح قيمته) بل سنقرأ لاحقًا كيف زاد في تكريمه له بتقديم "عروة الذهب" والتي تساوي أعلى وسام ملكي (آية 88). ويقال أن امتياز "صديق الملك" كان يسمح بحق الحكم الذاتي لبعض أقاليم المملكة، وبالتالي فإن يوناتان كحليف للاسكندر يمكنه أن يحكم اليهودية، كما يشير لقب "أخيه" إلى لقب هيلينى يقتصر خلعه على عظماء المملكة الكبار، واللقب هنا هو لون من الملاطفة ليوناتان. وأما "الأرجوان" فهو الزى الرسمي لأصدقاء الملك، في حين أن ثوب رئيس الكهنة في العصر الهيليني يصنع من الاسمانجونى مع صدرة من الذهب. ولعل قبول اليهود عرض الإسكندر وقرارهم التحالف معه، جاء ليس فقط بسبب تفوق عرضه عن عرض الآخر، وانما بسبب لهجة ديمتريوس المتعجرفة، سواء في عرضه السابق أو القادم. وهكذا وبينما كان مغرورا، كان الإسكندر كريما لطيفًا. الكهنوت يتحول إلى أسرة المكابيين: <SPAN lang=ar-sa> كان يوناتان من أسرة كهنوتية تنتمي إلى سلالة يوياريب رئيس إحدى الفرق الكهنوتية (2: 1،51) ومع ذلك فقد درج اليهود على اختيار رئيس الكهنة من عائلة حونيا (أونيا)، وظل الأمر هكذا إلى أن قتل أونيا وأعقب قتله تعيين ثلاثة من |
||||
|