منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 03 - 2014, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,271

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام - تفسير سفر طوبيت

العودة إلى نينوى
(الإصحاحات العاشر والحادى عشر والثاني عشر)
الإصحاح العاشر

عودة طوبيا إلى نينوى

وكانَ طوبيتُ بَحسُبُ يَومً بَعدَ يَومٍ عَدَدَ الأَيَّامِ الَّتي يَتِمُّ فيها الذَّهاب والَّتييَتِمُّ فيها الإِياب. ولَمَّا انقَضَت هذه الأَيَّام ولم يَحضَرِآبنُه،2 قالَ في نَفْسِه: ((لَرُبَّما عاقَهمانِعٌ هُناك، ولَرُبَّما ماتَ جَبَعْئيل ولَيسَ هُناكَ مَنيُسَلِّمُ إِلَيه المال)).3 فوَقَعَ فيقَلَق.4 وكانت حَنَّةُ آمرأَتُه تَقول: ((هَلَكَ آبْني ولَم يَبْقَ بَينَ الأَحْياء!)). وأَخَذَت تَبْكيوتَنوحُ على آبْنِها فتَقول:5 ((الوَيلُ لي،يا وَلَدي، لِأَنِّي تَركك تُسافِر، أَنتَ نورَ عَينَيَّ)).6 وكانَ طوبيتُ يَقولُ لَها: ((اُسْكُتي ودعي عنكِالهَمّ، يا أُخْتي، فهو سالم. لا شَكَّ أَن قد طَرَأَ علَيهما طارِئٌهُناكَ، فالرَّجُلُ الَّذي رافَقَه في السَّفَرِ هو أَمين وهو مِنإِخوَتنا. فلا تَقْلَقي علَيه، يا أُخْتي، فلَن يَلبَثَ أَن يَكونَهُنا)).7 قالَت له: ((دَعْني ولا تَخْدَعْني،فلَقَد هَلَكَ وَلَدي)). وكانَت كُلَّ يَومٍ تَخرُجُ مُسرِعةً فتُراقِبُ الطَّريقَ الَّتي ذَهَبَ فيها آبنُها، ولا تُصَدِّقُ أَحَدً مِن النَّاس. وبَعدَ غِيابِ الشَّمْس، كانَت تَدخلُ فتَنوحُ وتَبْكيطَوالَ اللَّيْل ولا يأخُذُها النُّعاس.
من المؤكد أن طوبيا الذي ألف السفر إلى تلك المناطق ويعرف جيدًا كم تستغرق الرحلة في الذهاب والعودة، وإذا كانت المسافة بين نينوى وراجيس تبلغ 360 كم فإنه يمكن قطعها في أسبوع (حوالي 25 كم في اليوم الواحد) ومثلها أسبوع عند العودة، مع بعض أيام إضافية لدى جعبئيل، وربما بدأ طوبيا في القلق من بعد عشرين يومًا من سفر ابنه.
و لم يكن طوبيا يضع في الحسبان مسألة زواج ابنه، بل إنه لم يشر إليها أساسًا في حديثه مع ابنه قبل سفره، وهكذا لم يكن يتوقع أن تسير الأمور على النحو الذي سارت عليه.
و طوبيا الشيخ والذي لم يقابل جعبئيل منذ مدة طويلة، جعلته لا يعرف أخباره، فقد توقع أن يكون قد مات وأن مشكلة ما قد واجهت طوبيا مع ورثة غابليوس!!
أما حنة زوجته فقد صارت نهبًا للهواجس بسبب غياب ابنها، فها هي تبكى بحرقة وتبكتّ نفسها لأنها وافقت على السفر، فقد خسرت الحياة الناعمة عندما كان زوجها مؤثرًا، ثم فقد زوجها بصره ومن ثم فقد اضطرّت للعمل لتقوت الأسرة، وها هو الابن الوحيد المتبقي لها في الحياة يتعرض للضياع بل ظنت أنه مات، فبكت وأبت أن تتعزى (تَغْرِسِينَ بَعْدُ كُرُومً فِي جِبَالِ السَّامِرَةِ. يَغْرِسُ الْغَارِسُونَ وَيَبْتَكِرُونَ. أر 31: 5، «صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ». مت 2: 18).
إنه الضعف البشرى وعاطفة الأمومة الجارفة نحو الأولاد، لقد وصفت ابنها بأنه ] نور بصرهما وعكازه شيخوختها وعزاء معيشتهما ورجاء عقبهما - راجع الترجمة اللاتينية [ إذ في طوبيا يمتد نسلهما بزواجه وإنجابه، وهكذا فهو لهما كل شيء وكل ما يملكانه وكل ما بقى لهما. فكانت تصعد كل يوم إلى سطح منزلها لترقب الطريق من بعيد، لعلها تراه قادمًا من بعيد فتهدأ نفسها ويطمئن قلبها، ولكن أيامًا كثيرة مضت دون أن تراه قادمًا وفي نهاية كل يوم كانت تعود بالحسرة إلى فراشها وتبكى وترفض أن تتعزى. وقد حاول طوبيا الشيخ نفسه أن يخفف عنها في حين أنه لم يكن بأقل قلق منها على وحيدهما (راجع حالة الأم عند سفر طوبيا الإصحاح الخامس).
شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام - تفسير سفر طوبيت
ولَمَّا آنقَضَت أَيَّامُالعُرْسِ الأَربَعَةَ عَشَرَ الَّتي حَلَفَ رَعوئيلُ بِأَن يُقيمَهالِآبنَتِه، دَخَلَ علَيه طوبِيَّا فقالَ لَه: ((دَعْني أرحَل، فأَناأَعلَمُ بِأَن أَبي وأَمِّي لا يَظُنَّانِ أَنَّهما سيَرانَني بَعدَاليَوم. والآن فأَرجو، يا أَبَتِ، أَن تَدَعَني أَرحَلُ وأَعودُ إِلىأَبي. سبَقَ أَن أَخبَرتُكَ بِأَيِّ حالٍ تَرَكتُه)).8 قالَ رَعوئيلُ لِطوبِيَّا: ((اِبْقَ، با بُنَيَّ،اِبْقَ معي، وأَنا أُرسِلُ رُسُلً إِلى طوبيتَ أَبيكَ فأُخبِرُه عَنكَ)).9 قالَ له: ((لا أَبَدً ، أَرْجو أنتَدَعَني أَرحَلُ مِن هُنا إِلى أَبي)). 10 فقامَ رَعوئيلُ وسلَّمَ إِلَيه سارةَ آمرأَتَه ونِصْفَ أَمْوالِهكُلِّها من خُدَّامٍ وجَوارٍ وبَقَرٍ وخِرافٍ وحَميرٍ وجِمالٍ وثيابٍوفِضّةٍ وأَمتِعة. 11 فتَرَكَهما يَرحَلانِسالِمَين، وسَلَّم على طوبِيَّا فقالَ لَه: ((كُنْ سالِمً ، يابُنَيَّ، رافَقَتكَ السَّلامة! ووفَّقكا رَبُّ السَّماءَ أَنتَ وسارةَآمرأَتَكَ، عسى أَن أَرى أَولادكما قَبلَ أَن أَموت!)). 12 وقالَ لِسارةَ آبنَتِه: ((اِذْهَبي إِلىحَمْويكِ، فهُما مُنذُ الآنَ والِداكِ كاللَّذَين وَلَداكِ. إِذْهَبيبِسَلام، يا آبنَتي، ولَيتَني أَسمَعُ عَنكِ خَيْرً ما دُمتُ حَيًّ )). ثُمَّ سَلَّمَ علَيهِما وترَكَهما يَرحَلان.
في وسط هذا المحفل البهيج وبعد نجاح المهمة في إسترداد الوديعة المالية، لم ينسى طوبيا أن والديه يترقبان عودته بقلق بالغ، وهو يرفض عرض رعوئيل في إرسال من يخبر أبيه بكل تلك الطائفة من الأنباء السارة .!
لاشك في أن حلول طوبيا في ذلك البيت، قد جلب إليه السعادة، وأدخل البهجة على كل من فيه، من بعد طول وحشة وإجترار للآلام النفسية، ومن هنا كان عذر رعوئيل في محاولة الإبقاء على طوبيا عدة أيام أخرى، وهكذا فإن حفاوة رعوئيل وكرمه، لم تنس طوبيا مشاعر والديه وقلقهما، ويتوسل إلى رعوئيل ليطلقه بسلام، هكذا ألح ألعازر الدمشقى على بتوئيل في أن يطلقه ليفرح سيده إبراهيم بنجاح مهمته قائلًا : " لا تُعَوِّقُونِي وَالرَّبُّ قَدْ انْجَحَ طَرِيقِي. اصْرِفُونِي لاذْهَبَ الَى سَيِّدِي" (تك 24: 56). وكذلك أبينا يعقوب، إذ أنّت أحشاؤه إلى أرضه فطلب إلى لابان أن يصرفه مع زوجتيه وأولادهما قائلًا : " اصْرِفْنِي لاذْهَبَ الَى مَكَانِي وَالَى ارْضِي". ولكن لابان الذي شعر ببركة يعقوب يستعفى قائلًا : " لَيْتَنِي اجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. قَدْ تَفَاءَلْتُ فَبَارَكَنِي الرَّبُّ بِسَبَبِكَ " (تك 30: 25 - 27).
و من هدايا رعوئيل لطوبيا وسارة بمناسبة زواجهما، يتضح أن الرجل كان ثريًا جدًا ً ، له أملاك واسعة، غير إنه استهان بكل ذلك في سبيل سعادة إبنته، لاسيما مع شخص موثوق به كطوبيا، ويعود بنا مشهد القطيع الذي خرج مع طوبيا وسارة، بركب إبراهيم وهو راجع من مصر وركب يعقوب وهو عائد من عند خاله لابان.
لا تكمل سعادة الكنيسة بعريسها إلا في مجد الآب وعن يمينه.. ]خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضًا أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ (يو 16: 28) [.
شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام - تفسير سفر طوبيت
وقالَت عَدْناءُلِطوبِيَّا: ((يا وَلَدي وأَخي الحَبيب، أَعادَكَ الرَّبّ، ولَيتَنيأَعيشُ حتَّى أَرى أَولادَكُما أَنتَ وسارةَ آبنَتي قَبلَ أَن أَموت،أَمامَ اللهِ أُسَلِّمُ إِلَيكَ آبنَتي وَديعةً ، فلا تُحْزِنْها جَميعَاَيَام حَياتِكَ. رافَقَتكَ السلامة، يا بُنَيِّ. مُنذ الآنَ أَناأُمُّكَ وسارةُ أُختُكَ. لَيتَنا نَتَنعَّمُ جَميعً كُلَّ يَومٍ مِنأَيَّامِ حَياتِنا)). ثُمَّ قَبَّلَتهُما وترَكَتهُما يَرْحلانِسالِمَين. 13 وآنصَرَفَ طوبِيَّا مِن عِندِرَعوئيلَ سالِمً مَسْرورً وهو يُسبِّحُ رَبَّ السَّماءَ والأَرضومَلِكَ كُلِّ شَيء، لِأَنَّه أَنجَحَ سَفَرَهُ. وباركَ رَعوئيلَوعَدْناءَ قائلا: ((أَسعَدَني اللهُ بإِكرامِكُما جَميعَ أَيَّامَحَياتي((.!.
و هذه هي عَدْناءُ (حنة) زوجة رَعوئيلَ، توصى طوبيا وقد صار في منزلة ابنها بسارة كوديعة وأمانة لديه، بكثير من المشاعر المفعمة بالود والمحبة النقية، وقد صاروا جميعًا عائلة واحدة لها علاقات حميمة وذلك خلال أيام معدودة.
شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام - تفسير سفر طوبيت
لَيتَنا نَتَنعَّمُ جَميعً كُلَّ يَومٍ مِن أَيَّامِ حَياتِنا، المقصود هنا تقديس الحاضر، فهو الذي نملكه فالأمس قد ذهب بكل ما فيه والغد لا نملكه لأنه في يد الله وحده.. ولكننا أمام واجب اليوم وواجب اللحظة الحاضرة.. وفي تقديس الحاضر تقديس للحياة كلها، واليوم هو أجمل وأروع من الأمس والغد، ليتنا نفرح بكل ما في اليوم من خير، لئلا تتبدد طاقتنا بين التفكير في الأمس والقلق على لغد. 1
ها قد نجحت المهمة، والرب أنجح طريق طوبيا، وصار للملاك دور ريادى في نجاح الرحلة، وها طوبيا يغادر البلاد وهو مشيع بأحر المشاعر والود، وكثير من البركة والدعاء الصالح، فالكل سعداء طوبيا الذي إسترد المال وإقتنى زوجة من عند الرب، وسارة التي تخلصت من الشيطان الرديء ووجدت الزوج الصالح، ورعوئيل وحنة اللذان إطمئنا على مستقبل إبنتهما وأموالهما، ثم الملاك روفائيل الذي سعد بسعادة الكل.
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام - تفسير سفر المكابيين الثاني
شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام -تفسير سفر المكابيين الأول
شرح الكتاب المقدس - الأنبا مكاريوس الأسقف العام - تفسير سفر يهوديت
كتاب القديس القوي الأنبا موسى الأسود - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
الاستعداد للزواج _ نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام


الساعة الآن 09:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024