رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتضاع داود ووداعته كان داود ممسوحًا ملكًا، وحل عليه الروح القدس، بينما كان شاول يملك بدون وجه حق، وعندما أرسل يسىداود بطعام لإخوته، ونزل داود إلى أرض المعركة... كنت تراه -وهو الملك- سائرًا في وسط الجنود ولا يعتبره أحدٌ!! وعندما خرج إخوته قبل ذلك للمعركة قالوا له انتظر أنت هنا، لأنك مازلت صغيرًا على هذه الأمور. ولم يغضب داود أو يتضايق لمثل هذه المعاملة. من أجل هذا يقول في المزمور "اُذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُدَ كُلَّ ذُلِّهِ" (مز132: 1) أو اذكر يا رب داود وكل دعته، أي كل اتضاعه ووداعته. لأن الكتاب يقول بفم القديسة مريم العذراء والدة الإله إن الله "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ" (لو1: 52). داود لأنه لم يكن يرى في نفسه إنه شيء أو إنه يستحق الملك. إذا قرأنا الكتاب المقدس من أول صفحة إلى آخر صفحة نجد أن من أكبر الفصول في العهد القديم عن إحدى الشخصيات؛ هو المكتوب عن شخصية داود النبي،ولم يتذمر في أي موقف أو يعاتب الله أو يقول كيف إن الله مسحنى ملكًا، ولم يسلمنى من المُلك شيئًا! بينما قضى سنينًا طويلة في ظلم، في تجارب، في هوان، في تهديدات، مطاردًا في البرية. ولم يقل في أي مرة "لماذا يا رب لم تعطِنى المُلك؟!" ولكنه كان في كل هذا يشعر إنه غير مستحق... في الحقيقة إن حياة داود كانت سلسلة من التجارب والضيقات. وكثيرًا ما تذلل سواء قبلما يتسلم المملكة أو بعد أن صار ملكًا. وليس ذلك فقط بل كان شاعرًا وموسيقارًا ومرنمًا حلوًا. |
|