رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المطهر ضد عدل الله ورحمته يقول أخوتنا الكاثوليك إن المطهر هو لإيفاء العدل الإلهى، بالعقوبة عن الخطية. ونحن نرد هنا بأمرين: 1 – العدل الإلهي أستوفى حقه تمامًا على الصليب: وذلك حينما صاح الإبن المصلوب قائلًا "قد أكمل" (يو19: 30). حينما دفع ثمن خطيته، لكل أحد، في كل زمن حينما دفع ثمن خطايا الماضي والحاضر والمستقبل. حينما قدم كفارة غير محدودة، تكفى لمغفرة خطايا العالم كله. وهنا نسأل أخوتنا الكاثوليك سؤالًا هامًا وخطيرًا وهو: ما مدى كفاية كفارة المسيح؟. هل كان فيها نقص في إيفاء العدل الإلهى، حتى يكملها الإنسان بعذاب في المطهر؟!! فإن كانت الكفارة التي قدمها المسيح عنا كافيه ووافية، وكاملة من كل ناحية، فما لزوم العذاب لإيفاء العدل الإلهى؟! ألم يكن العدل قد دفع حقه تمامًا، حينما ظلت النار تشتغل في ذبيحة المحرقة حتى تحولت إلى رماد (لا6: 8 – 13) وتنسم الله منها رائحة الرضى (تك8: 21). وصارت ذبيحة المسيح كمحرقة "محرقة وقود رائحة سرور للرب" (لا1: 9، 13، 17). وهنا نسأل السؤال الثاني الخاص بالعدل الإلهى: 2 – هل يوافق العدل الإلهى أن يستوفى حقه عن الخطية مرتين؟! يستوفى العدل الإلهى من المسيح مصلوبًا نيابة عن الإنسان، يستوفيه كاملًا غير منقوص. ثم يعود ليطالب الإنسان بإيفاء العدل عن نفس الخطايا مرة أخرى، كأن لم تكن ذبيحة المسيح؟!! من قال إن العدل الإلهى يطالب بثمن؟! ألم يدفع له الثمن من قبل، وهكذا قال الرسول " لأنكم اشتريتم بثمن" (1كو6: 20). فهل من العدل أن يستوفى الله الثمن مرتين؟!.. ثم نحب أن نسأل أيضًا: 3 – ما هو هذا الثمن الذي يطالب به العدل الإلهى؟ ومن الذي قرره؟ أنى لا أجد له إشارة في الكتاب اطلاقًا...! أخوتنا الكاثوليك يتحدثون عن خطايا قد غفرت، ولم تستوف قصاصها بعد فما هو هذا القصاصات؟ ومن الذي وضعه؟ ومن قال إن الله يطالب بقصاص بعد المغفرة؟! أم هي قصاصات وضعتها الكنيسة؟ ومات التائب قبل أن يوفيها؟! فتفرض الكنيسة وجود توفى فيه هذه القصاصات... إن كانت القصاصات صادرة من الكنيسة، وإنها كذلك... فالكنيسة التي لها سلطان الربط، لها في نفس الوقت سلطان الحل (متى18: 18). وهنا لا يكون الأمر خاصًا بالعدل الإلهى، وإنما بالعدل الكنسى... بولس الرسول فرض عقوبة على خاطئ كورنثوس (1كو5: 5). فلما تاب هذا الخاطئ، رفع الرسول القديس عقوبته. وبعد أن كان يقول لأهل كورنثوس "اعزلوا الخبيث من بينكم" (1كو5: 13). عاد يقول لهم في رسالته الثانية " مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الأكثرين، حتى تكونوا بالعكس تسامحونه بالحرى وتعزونه، لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط" (2كو2: 6، 7). لقد فعل هذا مع الخاطئ ليس فقط له خطيته مميته، بل أقول مميته جدًا، لدرجة أن الرسول وبخ الشعب كله بسببها. ولم تفرض على خاطئ كورنثوس سنوات في المطهر. ولم يحدد لعقوبته زمان معين. وإنما رجع الرسول في عقوبته بسبب عمق التوبة. ولأنها أتت بنتيجتها الروحية. فالقصاصات الكنسية لون من العلاج أكثر من أن يكون عقوبة وقصاصًا. إنه قصاص يدخل في التدبير الروحي، وليس وفاء للعدل الإلهى.. فالعدل الإلهى يقول إن " أجرة الخطية هي موت" (رو6: 23). والعدل الإلهى يقول إن هذا الموت قد أستوفى على الصليب. ولكن لا يستحقه سوى المؤمنين التائبين. ولهذا يقول " إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3، 5). والعدل الإلهى يقول إن الخطية تمحى بالتوبة. وهكذا يقول الكتاب "توبوا وارجعوا فتمحى خطاياكم" (أع3: 19). طبعًا تمحى بأن تنتقل إلى حساب المسيح، كما قال ناثان النبى لداود " الرب نقل عنك خطيئتك، لا تموت" (2صم 10: 13). وحينما تنقل خطيته المؤمن التائب إلى حساب المسيح، حينئذ يمحوها بدمه الكريم. 4 – فهل من العدل المطالبة بثمن خطيئته قد محيت؟. أليس المطالبة بدفع ثمنها في المطهر بعد محوها بالدم، هو أمر ضد العدل الإلهى؟! قلنا إن الكنيسة هي التي قررت تلك العقوبات، وهي تستطيع أن ترفعها. ولا يكون هذا ضد العدل في شيء. لأنها كانت للعلاج، ولا علاج بعد الموت... وهنا أحب أن أسجل حقيقة هامة. وهى: حسبما ورد في قوانين الكنيسة، كل العقوبات الكنسية تنتهي عند الموت، أو عند الأشراف على الموت. ولا توجد عقوبة كنيسة بعد الموت!! وحتى حينما كانت الكنيسة تمنع إنسانًا لمدة معينة من سر الأفخارستيا، بسبب خطيئة قد ارتكبها، كان إذا اشرف على الموت، ترجع الكنيسة عن عقوبتها، وتمنحه السر المقدس... يقينًا لا توجد عقوبة تستمر حتى الموت، فكم بالأولى لو كانت تستمر بعد مغفرتها!! وهنا نسأل: 5 – هل من العدل الإلهى أن تستمر العقوبة بعد المغفرة، إلى ما بعد الموت؟! هنا ويتعرض أخوتنا الكاثوليك الموضوع (العقاب الزمنى). ويقولون إن الله عاقب داود بعد المغفرة مرتين عقابًا زمنيًا: إحداهما بعد خطيته الزنا والقتل (2صم10). والثانية بعد عد الشعب (2صم24: 10 – 17). نقول، وقد عاقب الله سليمان بشق المملكة، عاقب موسى بعدم دخول أرض الموعد، وعاقب آدم وحواء، وعاقب شمشون، ولكن... ولكن كل هذه كانت عقوبات أرضية. ولم يحكم على أحد من هؤلاء بعذاب بعد الموت... وكلها عقوبات لا علاقة لها إطلاقًا بموضوع المطهر... حتى موسى الذي فرض عليه أن لا يدخل أرض الموعد، عاد بعد الموت فدخلها، حينما ظهر مع السيد المسيح على جبل التجلى (مز9: 4). كما أن هذه العقوبة لا علاقة لها بالمطهر، ولا بعذاب بعد الموت... هاتوا لي مثلًا واحدًا من الكتاب عن شخص بار تعذب بعد الموت لكي يتطهر من خطايا...!! مثلًا وحدًا لا غير... نقطة أخري أذكرها في علاقة المطهر بالعدل الإلهى، وهي: 6 – هل من العدل الإلهى أن تعاقب الروح دون الجسد؟! بينما قد يكون الجسد أكثر خطأ وأكثر مسئوليته، أو قد يكون هو الذي أحذر الروح عن مستواها بسبب شهواته. والقديس بولس نفسه يقول " أسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهى ضد الروح، الروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحداهما الآخر" (غل5: 16، 17). فهل من العدل أن الروح التي كانت تقاوم الجسد في شهواته، هي التي تذهب وحدها إلى عذابات المطهر بعد الموت، ولا يتعذب الجسد، لا حسيًا ولا معنويًا؟! أم أن العدل يقتضي أن الجسد والروح، اللذين اشتركا معًا في غالبية الخطايا، هما يعاقبان معًا، أو يتطهران معًا... وهذا لا يحدث إلا إذا عادا وأتحدا معًا في القيامة. وفي تلك الحالة لا يكون هناك تطهير، وإنما ثواب دائم أو عقاب دائم. وفي القيامة. وفي تلك الحالة لا يكون هناك تطهير، وإنما ثواب دائم أو عقاب دائم. وفي ذلك فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28، 29). أي أنه إذا كانت هناك عقوبة، تكون للأثنين معًا، بعد القيامة، حسب قول الرب... على أن هذا الأمر سنبحثه بالتفصيل في حديثنا عن الدينونة العامة... هنا وأتعرض إلى نقطة أخرى خاصة بالعدل الإلهى، فأقول: 7 – هل من العدل الإلهى أن أن يعاقب على الشهوات، وخطايا الجهل والخطايا غير الإدارية، وباقي الخطايا العرضية في المطهر تشبه عذابات جهنم؟! فهكذا تحدثت الكتب الكاثوليكية التي بين أيدينا، والتي تعطي هذه الصورة البشعة عن معاملات الله للناس...! بينما يقول المرتل للرب في المزمور " لاتدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لا يتزكى، يا رب من يثبت؟! لأن من عنك المغفرة" (مز130: 3). هل من العدل أن يعاقب الله طبيعتنا البشرية الضعيفة بهذه المعاملة، حتى في عصر النعمة؟! وهوذا المرتل – في العهد القديم – يقول في المزمور عن الرب " لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازيانا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض، قويت رحمته على خائفيه. كعبد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا. كما يترأف الأب على البنين، يترأف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن.." (مز103: 10 – 14). نعم إن عدل الله يذكر أننا تراب نحن؟ يعاملنا حسب ضعف طبيعتنا، وحسب شدة الحروب الموجهة إلينا من الشيطان... ولذلك فإن الكنيسة المقدسة في صلواتها عن المتنقلين، تقدم عنهم دفاعًا أمام العدل الإلهى فتقول " إذ لبسوا جسدًا، وسكنوا في هذا العالم " وتقول أيضًا: "لأنه ليس إنسان بلا خطية، ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض". فكيف إذن من أجل الشهوات يتعذب إنسان في نار المطهر؟! هوذا المرتل يقول للرب " الشهوات من يشعر بها؟! من الخطايا المستترة ابرئنى" (مز19: 12). لو كان المطهر بديلًا للقصاصات الكنسية التي لم توف، لا يكون هذا عدلًا. لأن عذابات المطهر، أقسى بكثير من العقوبات الكنسية: لنفرض مثلًا أن شخصًا أخطأ وتاب. وفرضت عليه الكنيسة بعض عقوبات: مثل الحرمان من التناول فترة معينه، أو الصوم عدة أيام، أو عددًا من المطانيات (السجدات)، أو ما أشبه.. ومات هذا الإنسان قبل أن يوفى هذه العقوبات... هل من العدل أن يوفى بدلها عذابات في المطهر. يقول أحد الأباء الكاثوليك إنها تشبه العذابات الجهنمية؟! إلى جوار " نار الخسران " أي فقدان عشرة الله وملائكته وقديسيه... هل هذا عدل؟ أن يكابد التائب البار عقوبة مرعبة، بدلًا من عقوبة كنيسة علاجية محتمله؟ هل يجوز أن يقول لك شخص " أما أن تدفع الخمسة قروش التي أنت مدين بها، أو أن تجلد مائة جلدة لوفاء هذا الدين "؟! هذا لو كان هناك دين وفاؤه... أما حنان المسيح فيقول عن سمعان الفريسي والمرأة الخاطئة " وإذ لم يكن لهما ما يوفيان، سامحها جميعًا" (لو7: 42). إن كان كل هذا يقال في الموضوع المطهر عن الالتجاء إلى عدل الله، فماذا نقول إذن عن الرحمة والحب؟! إن محبة الله التي جعلته يبذل إبنه الوحيد من أجل خلاصنا، هل محبته هذه تسمح بعذابات مطهرية من أجل خطايانا عرضية، أو بسبب (خطايا مميته) قد تاب إنسان عنها وغفرت له... أين الرحمة هنا؟! تقول " هنا العدل". أقول لك: لا تتعب ضميرك من جهة العدل، فقد أستوفى حقه بالفداء على الصليب... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إذ طلب داود فداء الله ورحمته أنعم عليه الله بسلام |
تسبحة لحب الله ورحمته |
حنان الله ورحمته |
كم نري محبة الله ورحمته ! |
المطهر ضد وعود الله |