اعتراض الصوم الجماعي
هناك أمثلة كثيرة في الكتاب عن الصوم الجماعي، ومنها:
أ- صوم الشعب أيام أستير:
الشعب كله صام معًا، في وقت واحد، من أجل غرض واحد، وبصلاة وطلبة واحدة إلى الله. وقبل الرب صومهم، واستجاب لهم (أس 4).
ب- صوم أهل نينوي:
الكل صاموا معًا، وليس في الخفاء. وقبل الرب صومهم فغفر لهم خطاياهم (يون 3)
ج- صوم الشعب أيام عزرا، ونحميا:
يقول نحميا (وفى اليوم الرابع والعشرين من هذا الشهر، اجتمع بنو إسرائيل بالصوم، وعليهم مسح وتراب) (نح 9: 1).
ويقول عزرا (وناديت بصوم على نهر أهوا، لكي نتذلل أمام إلهنا، لنطلب منه طريقًا مستقيمة، لنا ولأطفالنا ولكل ما لنا) (عز 8: 21).
د- الصوم أيام يوئيل:
ورد فيه (الآن – يقول الرب – ارجعوا إلى بكل قلوبكم – وبالصوم والبكاء والنوح)
(قدسوا صوما نادوا باعتكاف. اجمعوا الشعب، قدسوا الجماعة ليخرج العريس من مخدعه، والعروس من حجلتها..) (يوئيل 2: 12 – 17).
ه – وفى العهد الجديد صوم الرسل:
لما سئل السيد المسيح لماذا لا يصوم تلاميذه؟ أجاب بأنه (حين يرفع عنهم العريس، حينئذ يصومون) (متى9: 15). وقد صاموا فعلا، معًا وليس في الخفاء.
و قبل الله صومهم. ومن أمثلة صوم الآباء الرسل، قول الكتاب (وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى) (أع 13: 2، 3).
و- والقديس بولس الرسول صام صومًا كثيرًا وكل أهل السفينة (أع 27: 21).
الصوم الجماعي مقبول إذن، وهو تعليم كتابي، ويدل على وحدانية الروح في العبادة وفي التقرب إلى الله، وبخاصة إذا كان غرض الصوم أمرًا يهم الجماعة كلها، أو إذا كانت تشترك في الصوم، كما في الصلاة، بروح واحد.
وليس في الصوم الجماعي رياء لأنه ليس أحد مميزًا على غيره فيه. أما درجة الصوم وأعماقه بالنسبة إلى كل فرد فهذه تكون في الخفاء.
وفي العهد الجديد لا يوجد نص واحد يمنع الصوم الجماعي.