كتاب تأملات في حياة القديسين يعقوب ويوسف - البابا شنوده الثالث
قصة هذا الكتاب
إنها بعض المحاضرات ألقيتها علي طلبة الكلية الإكليريكية في العام الدراسي 1969/1968 حينما كنت أدرسهم مادة (العهد القديم). ثم عدت إلي الحديث عن أبينا يعقوب وابنه يوسف في المحاضرات الروحية التي كانت ألقيها علي الشعب في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة. وذلك خلال عامي 1994، 1995 أي بعد أكثر من ربع قرن.
وأخيرًا جمعت هذه المحاضرات ونظمتها، وأضفت عليها. لكي أقدمها لك أيها القارئ العزيز في هذا الكتاب الذي بين يديك. إنها محاولة للدخول في شرح الحياة الروحية لآبائنا الأولين من شخصيات الكتاب المقدس في العهد القديم.
ولقد يبق أن نشرت لكم عن آدم وحواء. وقايين وهابيل وموسي وفرعون ويونان النبي. والآن عن يعقوب ويوسف. وإن شاء الله سأصدر لكم كتابًا عن (حياة داود) أتوقع أن يكون في أيديكم بعد حوالي الشهر، سنضعه هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
علي أن حياة كل من أبينا يعقوب وإبنه يوسف، تشمل دروسًا روحية كثيرة من عمل الله فيهما.
كان أبونا يعقوب إنسانًا ضعيفًا أمام شدة أخيه عيسو، وأمام مكر وخداع خاله لابان، وأمام صراع زوجتيه ليئة وراحيل، وأمام أخطاء أبنائه، وما في قلوبهم من تآمر، ومن قسوة.. فكان لابد أن يسنده الله بمعونة خاصة. قصته هي قصة إنسان يتدرج في العلاقة مع الله. من لقاء في برية.. إلي صراع لطلب البركة.. إلي ملاك يصاحبه طول حياته، إلي منحه روح النبوة..كيف حدث هذا؟ إنه ما تحويه هذه الصفحات.
أما قصة يوسف الصديق، فهي قصة إنسان يتولى الله تدبير حياته كلها. بخطة إلهية محكمة وحكيمة..
قصة الفتي المدلل.. التي تنتهي إلي قصة الحاكم الحازم. قصة الإنسان الناجح في كل موقع يوجد فيه، كابن وعبد وسجين ووزير.. الإنسان الوفي لوالده ولأخوته مضطهديه.. والأمين لله في طاعته، وفي الشهادة لاسمه القدوس كيف عاش؟ وكيف قاد الله حياته؟ وكيف نما في حياة الفضيلة؟ هذا ما سوف تحدثك عنه هذه الصفحات.
بعد هذا الكتاب عن يعقوب ويوسف وما يليه عن حياة داود.. سأحاول أن أتابع معكم نشر سير قديسي العهد القديم. فعندي مسودات لكثير من الكتب، تحتاج أن أخرجها من مكتبتي الخاصة في الدير، وأنقحها، وأعيد كتابتها، وأقدمها للمطبعة، بفضل صلواتكم..
ختامًا أرجو لكم جميعًا كل خير.
يونيو 1996 البابا شنودة الثالث