كتاب أيوب الصديق، ولماذا كانت تجربته؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
كثير من الناس لا يعرفون عن تجربة أيوب الصديق، سوى الإصحاحين الأولين الخاصين بالتجربة، والإصحاح الأخير الخاص بنهايتها، دون قراءة كل السفر والتأمل فيه وهو يشمل 42 إصحاحًا! وقد رأينا في هذا الكتاب أن ندخل إلى أعماق السفر كله، في تأمل لما ورد فيه آية آية..
وقد كان موضعًا لمحاضرة ألقيتها في الإسكندرية سنة 1963 (منذ 35 سنة). ثم محاضرة ألقيتها في القاهرة. ثم كتبت مقالًا عنه في جريدة وطني سنة 1972. وقد شاء الله أن نصدر هذا الكتاب عنه ليشمل كل ما سبق مع إضافات...
لماذا سمح الله بتجربة أيوب على الرغم من كماله واستقامته؟
قطعًا، كان ذلك لفائدته روحيًا، لكي يتخلص من حروب روحية، تتعبه، حتى لو لم يكن يشعر بها.
كان بارًا، يعرف عن نفسه أنه بار. وكان هذا يتعبه.
فلما اتهمه أصحابه بأنه لا بد أن تجربته كان سببها خطاياه وعقوبة الله له، حينئذ ثار عليهم أيوب، وبدأ يدافع عن نفسه. وفي دفاعه وقع في الافتخار، وفي البر الذاتي. وفي عتاب شديد مع الله!!
أصحاب أيوب الذين أخطأوا في حقه كانوا ثلاثة، هم أليفاز التيماني، وبلدد الشوحي، وصوفر النعماتي، فماذا كانت أخطاؤهم؟ كان هناك رابع هو "أليهو بن برخئيل البوزي من عشير رام". وهو الوحيد الذي لم يوبخه الله. فماذا قال؟
ثم تكلم الله من العاصفة. فماذا قال موبخًا أيوب.
هذا ما ستقرأ عنه في هذا الكتاب...
وستقرأ عن كيف انتهت تجربة أيوب. وماذا كانت نتائجها؟ وكيف أعاد الله البناء الروحي لأيوب، على أساس من الانسحاق.
البابا شنودة الثالث