رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا10 اكتب إلي ملاك كنيسة برجاموسب(2) السبت 08 فبراير 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث يقول الرب فتبو إلا فإني آتيك سريعا وأحاربهم... لملاك الكنيسة يقولتبمع أن الذين أخطاوا هم قوم متمسكون بتعاليم النيقولاويين التي يبغضها الرب وقوم متمسكون بتعاليم بلعام رؤ2:14,15ذلك لأن الأسقف يحمل خطايا رعيته وكأنه يقول للرب:أغفر تقصيري في رعايتهم وتقصيري في قيادتهم إلي التوبة.. ولكن لماذا تقول يارب:آتيك سريعا وأحاربهم؟! لماذاسريعاوأنت الطويل الأناة البطيء الغضبيون4:2 حقا يارب إنه قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة وكل شجرة لاتصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقي في النارمت3:10ولكن مهلا يارب ارفع فأسك قليلا عن أصل الشجرة اتركها هذه السنة أيضا ربما تصنع ثمرا وإلا فيما بعد تقطعهالو13:9,8. +++ يقول الرب بعد هذا: من له أذن للسمع فليسمع ما يقول الروح للكنائسرؤ2:17 من له أذن للسمع لأن هناك أذنا لاتريد أن تسمع أو أنها تسمع وتهمل ما تسمعه أو هي غير متفرغة لأن تسمع ما يقوله الروح للكنائس إذ هي مشغولة بما يقوله العالم وأهل العالم. أو هي تسمع ولا تتأثر أو تتأثر ولاتعمل بما سمعته هذه الأذن يمر عليها كلام الروح كأنه ريح عابرة يجوز مقابلها ولايستقر فيها لأنه ليس من خاصتها ولاهي من خاصته! وهناك أذن أخري تسمع الكلمة بل تلتقطها ولو من بعيد ويدخل الكلام من الأذن إلي العقل وينحدر من الفكر إلي القلب وتتحول الكلمة إلي مشاعر وإلي حوافز ودوافع ثم إلي اعمال وتتحول الأعمال إلي حياة هذه هي الأذن التي لاتسمع. بالإذن التي للسمع يأخذ الإنسان الكلمة ويخبئها في قلبه مز119وتصبح لهروحا وحياةيو6:63وينتفع بها. كبذرة نزلت علي أرض جيدة فبدأت تتفتح وتمد جذورها إلي العمق وترفع جذعها إلي فوق وتنتشر فيها الحياة. الشاب الغني سمع الكلمة من فم المسيح نفسه ومضي حزينا لأن كان ذا أموال كثيرةمت19:22أما القديس الأنبا أنطونيوس فكانت له أذن للسمع فسمع الكلمة في الكنيسة وذهب ونفذها وباع كل ماله.. الكتبة والفريسيون سمعوا كلاما من السيد المسيح ولم يقبلوه بل كانوا يجادلونه رافضين مايقول لم تكن لهم آذان للسمع. +++ هناك أشخاص آذانهم ليست للسمع لأن هناك موانع تمنعها من السماع. إما كبرياء في القلب أو عناد أو شهوات تمنعها من قبول الكلمة أو عدم تعود أو عدم استعداد في الداخل أو لأنه ليست لهم علاقة سابقة بالروح ولابما يقوله الروح للكنائس...وهناك آذان تسببها فلسفة العالم الحاضر وأفكاره فتجد ما يقوله الروح غريبا عليها.. هو لغة أخري لم تتعود علي مفرداتها.. وقد تسمع كلام الروح فيدركها الملل منه... قال أحد الآباء:كنت أكلم بعض الإخوة كلاما روحيا فثقلت عيونهم حتي كاد يدركهم النعاس فأردت أن أظهر عمل الشيطان معهم فغيرت حديثي إلي كلام مزاح ولهو فاستيقظوا وتنبهت مشاعرهم!! ذلك لأنهم ما كانوا يريدون سماع كلمة الرب ليست لهم آذان للسمع. صدق ذلك الأديب الذي قاللكل كلمة أذن ولعل أذنك ليست لكلماتي فلا تتهمني بالغموض. +++ الأذن التي للسمع لها صفات كثيرة: فهي التي تشتاق إلي سماع الكلمة وتبحث عن السمع المقدس في كل مكان إن لم يأت إليها تسعي إليه. بل تشعر أن سماعها ما يقوله الروح هو شرف لها لاتستحقه كما نقول في أوشية الإنجيل اجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة..فنطلب أن نكون مستحقين أن نسمع. والأذن التي للسمع تسمع وتفهم وتسمع وتعمل. وهي أيضا تستطيع أن تميز كلام الرب من كلام غيرهلأنها تعرف صوته ولاتعرف صوت الغرباءيو10:5,4. والأذن المقدسة هي التي تسمع مايقوله الروح للكنائس. +++ وعبارةما يقوله الروح للكنائس تعني أن هذه الرسالة وإن كانت موجهة إلي ملاك كنيسة برجاموس إلا أنه تنتفع بها باقي الكنائس. إن كلام الروح هو للكنائس لكل أعضاء جسد المسيح نقرأ نحن الرسائل المرسلة إلي الكنائس السبع التي في آسيا فننتفع جميعا بها فكل منها تختم بعبارة مايقوله الروح للكنائس. فهي كلام من الروح لكل الكنائس من أقاصي المسكونة إلي أقاصيها وليست لكنيسة واحدة محلية وعلي الرغم من احتوائها بعض أخبار محلية إلا أنه يمكن الانتفاع بها للكل. ما يقوله الروح هو التعليم الإلهي ويتصف بالشمولية. والمهم الآن:هل نسمع ما يقوله الروح؟وهل نعمل به؟ وهل كل مايقال علي منابر كنائسنا هو مايقوله الروح للكنائس؟ أم أن البعض يقولون تعليمهم الخاص أو ماقرأوه في كتب غريبة ويرددونه ظانين في وهم أنه مايقوله الروح للكنائس! والعجيب أن البعض يصرح بعبارةقال لي الروح!!ولانعرف أي روح قد كلمه إن كان قد كلمه روح!أو قد خيل إليه أن مايجول بفكره هو كلام الروح!!!هوذا القديس يوحنا الرسول يقول: لاتصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح:هل هي من الله؟1يو4:1. +++ أليس هذا هو السبب الذي من أجله كثرت المذاهب في المسيحية وتعددت!وكل منها يري أن ما يعتقد به هو مايقوله الروح للكنائس!! وربما يكون بعضها هو تفسير خاص وفكر خاص. إننا نعاني من أن بعض أصحاب الفكر الخاص, يحاولون أن يجعلوه فكرا عاما وينشروه كما لو كان عقيدة. إن مايقوله الروح للكنائس هو حق خالص والحق لايتناقص كما في أفكار الكثيرين. |
|