رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تعرجوا بين الفرقتين قال إيليا النبي الشعب "حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه. وإن كان البعل فاتبعوه" (1مل 18: 21). التعريج بين الفرقتين، يدل على أن القلب غير ثابت في محبة الله، وعلى أن التوبة غير صادقة أو غير كاملة. إن وصلت التوبة إلى كمالها، لا يعرج الإنسان بين الفرقتين، بين الله والعالم أما إن بدت نظراته تهتز بين هنا وهناك، فإن هذا يدل على أنه بدأ يعاود النظر في التوبة. فمتى يحدث هذا؟ يحدث أحيانا إن الإنسان يقدم الإرادة لله، من أجل الطاعة. ولكنه لا يقدم القلب، كل القلب. يسلم يده للملاك ليقوده خارج سدوم، وقلبه لا يزال داخلها. قد تكون توبته مجرد محاولة لإرضاء الله، وليست محبة للبر. أو ربما يكون قد ترك الخطية من أجل مخافة الله فقط.. لأجل خوف العقوبة، لمجرد الحرص على أبديته، دون أن تكون محبة الله أو محبة البر ثابتة في قلبه. لذلك فإن أية هزة تتعبه من العدو، إما أن ترجعه إلى الخطية أو تميل قلبه.. ويحدث هذا أيضًا إن كان هدف التوبة غير سليم. حنانيا وسفيرا باعا ممتلكاتهما وقدما الثمن للرسل، ليس زهدا في المال وحبا لله، إنما لكي يجاريا الجو الروحي السائد في العصر الرسولي، ومجرد مجازاة، مع عدم إيمان قلبي بتفاهة المال.. لذلك لم يقدما المال كله ن وإنما احتجزا منه جزءا، لأن محبة العالم كانت لا تزال داخل القلب (أع 5). فهل أنت كذلك؟ هل دخلت التوبة مجاراة للجو الروحي؟ أقصد لمجرد المجاراة أو التقليد، دون أن يتطهر القلب في الداخل من محبة الخطية ودون أن تقتنع تماما بدنس الخطية وبشاعتها..! عن التوبة بسبب المجاراة، قد تدعو إلى التعريج بين الفرقتين. إن راحيل تركت بيت أبيها لابان، وذهبت مع يعقوب، ربما محبة ليعقوب ومجاراة له في ترك ذلك الوسط المتعب. ولكن الهدف الأساسي -الذي هو ترك مكان تعبد فيه الأصنام- لم يكن موجودا. ولهذا أمكن أن تخرج راحيل من بيت لابان، وتأخذ معها أصنام أبيها لابان..! وهكذا كانت تعرج بين الفرقتين (تك 31: 34).. وأنت: هل دخلت الحياة الجديدة محبة لشخص كيعقوب أم محبة لله؟ ربما محبة شخص روحي، تقود إلى الطريق الروحي. ولكن هذه ينبغي أن تكون نقطة البدء فقط، وتتحول إلى محبة الله. لأنه لو بقى هذا الدافع وحده، بقيت الحياة الروحية معلقة بمحبة هذا الشخص الروحي. وأصبح التائب عرضة للرجوع. بنو إسرائيل تركوا مصر تابعين موسى. ولكنهم ما كانوا قد كونوا علاقة ثابتة مع الله. لذلك تقلقوا ورجعوا. مجرد أن غاب موسى عنهم أربعين يوما، حينما كان مع الله على الجبل، جعل هذا الشعب يعيدون التفكير في علاقتهم مع الله، وانتهوا إلى عبادة عجل ذهبي (خر 32). بل إن أية ضيقات كانت تحدث لهم في البرية ن كانت تدعوهم إلى التذمر، وإلى اشتهاء العودة مرة أخرى على مصر.. اشتهاء اللحم والبطيخ والكرات (عدد 11: 4، 5) إذن لا بد من تكوين علاقة ثابتة مع الله خوف الانتكاس. نقطة البدء في التوبة، لا يصح أن تبقى حيث هي. إنما ينبغي أن ينمو التائب في روحياته، ودوافعه، وعلاقته مع الله، حتى لا يعود القلب فيشتاق الحياة السابقة في الخطية. وكلما كانت العلاقة ثابتة مع الله، لا يتعرض التائب إلى مشاعر التعريج بين الفرقتين، وشهوات الرجوع إلى الخطية. وما أسهل أن يحارب بالجمع بين المرين معا: الله والعالم! على الرغم من صراحة قول الكتاب "محبة العالم عداوة لله" (يع 4: 4). شمشون حاول أن يجمع بين كونه نذير الرب، وصديقا لدليلة في نفس الوقت، ففشل وفقد نذره. لوط حاول أن يجمع بين محبة الأرض المعشبة الخاطئة وكونه رجل الله، ففقد كل ما كان له في سدوم. حقًا إنه لا شركة بين النور والظلمة (2كو 6: 14). كذلك ملاك كنيسة ساردس حاول أن يجمع بين الخدمة والإهمال. وملاك كنيسة لاودكية حاول أن يجمع بين الخدمة والفتور. وكل منهما أرسل إليه إليه إنذار من الله (رؤ 3: 3، 16). عجيب إن شاول الملك أراد اللجوء إلى العرافة، وإلى صموئيل النبي، في نفس الوقت (1صم 28: 11)! على التائب أن يكون دقيقا في البعد عن العالميات.. فقد قال الرب في وضوح إنه لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين (لو 16: 13).وفي البعد عن العالميات اتقاء للتأثير المضاد الذي يجذب الإنسان بعيدا عن التوبة.. حقا إنه تاب. ولكن العالميات لا تزال لها حروبها وضغطاتها، وليس الإنسان معصوما في التعامل معها. لذلك يجب الحرص والدقة. وقد يحاربه العدو بما يسمونه "الطريق الوسطى". ومعروف المثل القائل "الطريق الوسطى خلصت كثيرين". ويستخدمه بعض الآباء الروحيين في نصح الذي يندفع في تطرف روحي قد يتعبه. ولكننا نقول إن البعد عن التطرف، ليس معناه البعد عن التدقيق. فالذي يبعد عن التدقيق إنما يحاول الوصول إلى الله من الباب الواسع والطريق الرحب. وهذا ضد الوصية (متى7: 13). كل ما نخشاه في هذا الأمر أن التائب يتعود التساهل في حياته. وهذا التساهل يحدره إلى أسفل حتى يفقد حرارة التوبة، ثم يفقد التوبة ذاتها ويخطئ.. وقد يحارب التائب أيضًا بشكلية العبادة، وشكلية الروحيات. إنسان تائب تدفعه حرارة التوبة إلى النمو في العبادة. وقد يأخذ هذا النمو مقياس الطول وليس مقياس العمق. فيكثر من الصلوات ولو بغير روح، ويكثر من القراءات ولو بغير فهم،، ويكثر من التناول ولو بغير استعداد، ويكثر من إرهاق الجسد ولو بغير فائدة.. وشيئًا فشيًا قد يتحول إلى شكلية العبادة. وهذه الشكلية لا تنفعه، وقد يشعر بهذا فيتركها، ثم يسأم الحياة الروحية، فيشتاق إلى حياته الأولي! و التائب هنا يحتاج على قيادة وإلى إرشاد روحي. لكي يعرف ما هي روحانية العبادة، وكيف يسلك فيها؟ وكيف أن الله كان يرفض العبادة الشكلية والمظهرية. وأنه يريد القلب أولا. وكل صور العبادة من صلاة وتأمل وقراءة وصوم تناول واعتراف، ينبغي أن تكون صادرة من قلب محب الله، وينبغي أن تمارس بفهم وبعمق روحي وبحب نحو الله. وتكون صادرة من القلب. وليضع التائب أمامه توبيخ الرب للعبادة والخاطئة بقوله "هذا الشعب يعبدني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عنى بعيدا" (متى 15: 8). إن مظهرية الحياة الروحية، تبعد عن حياة التوبة. فالروحيات ليست مظاهر وشكليات. وهذه لا تدل على علاقة مع الله. وقد وبخ الرب الكتبة والفريسيين، على الرغم من تدقيقهم الشديد في حفظ الوصايا، تدقيقًا وصل بهم إلى الحرفية والبعد عن الروح! ولم يقبله الله منهم وقال منهم وقال لهم إنهم يهتمون بتنظيف خارج الكأس فقط.. ويقينا لم يكن الكتبة والفريسيون تائبين. على الرغم من كل ما كانوا يفتخرون به من دقة في تنفيذ الناموس، كانوا بعيدين عن التوبة. فلا تكن في توبتك حرفيًا، ولا تهتم بالمظهرية. لأنك إن فعلت هذا سترتد ونفقد توبتك. إنما اهتم بالروح قبل كل شيء. اهتم بمحبة الله. ولتكن كل روحياتك صادرة عن هذه المحبة. بهذا تحفظ توبتك. وبهذا تضمن انك سوف لا تعرج بين الفرقتين. إن بلعام كان يهمه أن يكون مظهره من الخارج سليما، لا تمسك عليه خطية ولا كلمة خاطئة، بينما قلبه من الداخل لم يكن مع الله (عدد 24، 25، يه 11). كان يريد أن يتمتع بالخطية، دون أن يظهر بمظهر الخطية. ولكن الله هو فاحص القلوب.. قلب بلعام لم يكن سليما أمام الله. كان يعرج بين الفرقتين. يجب أموال بالاق ويريد أن يرضيه. وفي نفس الوقت لا يقول بلسانه كلمة تُغضِب الرب. وهلك بلعام. إن الذي يعرج ين الفرقتين، قد يصل إلى هذا الوضع: قد يرتكب الخطية، إن وجد بابًا للهروب من مسئوليتها. الذي تشغله هي المسئولية، وليست نقاوة القلب، وليست محبة الله. لذلك هو يعبد عن حياة التوبة. فلا تكن أنت كذلك. ليكن قلبك ثابتا في محبة الله، لا يعرج على طريق الخطية. ولكي يكون قلبك ثابتًا في محبة الله، اهتم بغذاء روحك.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نجري بعرينا و ضعفنا و خزينا عليه |
لم تعد تغرينا المحاولات |
لا تعرجوا بين الفرقتين.. ليغمرنا المجد |
لا تعرجوا بين الفرقتين |
حتى متى تعرجون بين الفرقتين |