12 - 01 - 2014, 07:13 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
مثال الزارع الله شبه نفسه بزارع يلقي بذراه في كل أرض.. لقد ألقي بِذاره علي الأرض الجيدة في كل مستوياتها، التي تنتج ثلاثين كالتي تنتج ستين كالتي تنتج مائه. الكل سعي الرب لتزويده بعمل نعمته، بتوصيل كلمه الخلاص إليه.. ولكن ماذا عن الأرض المتحجرة، والأرض المحاطة بالأشواك؟ كل منها أيضًا زارته النعمة. ولكن "من له أذنان للسمع فليسمع" (متى 13: 9).. الله يسعي لخلاص الكل. لا يمنع كلمته المحيية عن أحد.. حتى الطريق، وصلته بذار من الرب، وكذلك الأرض التي لم يكن لها عمق. فإن كان الله قد عمل في كل هؤلاء.. فليكن لك رجاء إن الله سيعمل فيك أنت أيضًا، لكي تثمر. وإن لم تثمر، هو "ينقب حولك ويضع زبلًا" (لو 13: 8).. هنا ونقول: ما أجمل تلك العبارات المعزية التي نصليها في القداس الغريغوري "لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك. ربطتني بكل الأدوية المؤدية إلي الحياة".. لولا طيبة الله، ما كان يلقي بذاره حتى وسط الأشواك.. لو أن واحدًا منا في نفس الموقف، لقال لتلك الأرض: "انزعني الشوك منك لكي ألقي بذاري فيك".. ولكن الله لم يفعل هكذا.. حقًا إن بعض الأراضي استطاع الشوك أن يخنق زرعها. ولكن الله قادر أن ينقي الشوك من كل أرض،هو نفسه ينظفها "ينقب حولها". لأن كثيرًا من الأنفس لا تستطيع أن تنزع الشوك من حولها، وإنما هي تصرخ مع كلمة الوحي قائلة للرب: "توبني فأتوب. لأنك أنت الرب إلهي" (أر 31: 18). وتقول أيضًا مع المرتل: "اغسلني فأبيض أكثر من الثلج، انضح علي بزوفاك فأطهر" (مز 50). أنت يا رب الذي تغسلني، وأنت الذي تطهرني. وأنا أقول مع ذلك الأبرص "يا سيد، إن أردت، تقدر أن تطهرني" (متي 8: 2). فيجيب الرب -كما قال لذاك- أريد فاطهر.. |
||||
|