كتاب حياة الرجاء
البابا شنوده الثالث
قصة هذا الكتاب
كثيرون جدًا يحتاجون إي كلمة تعيد إليهم الرجاء.. يحتاجون إلي نافذة من نور، تبدد الظلمة التي تكتنف نفوسهم..
نفوسهم تصغر أمام المشاكل التي تبدو معقدة، وبلا حل.. وتزيد حروب الشيطان من المخاوف في عدم حلها..
كذلك يظنون أنه لا فكاك من الخطايا التي استمرت معهم زمانًا، حتى صارت شبة مسيطرة عليهم، يكررونها في كل اعتراف بلا توبة، مهما حاولوا التوبة.. هؤلاء يقولون مع داود النبي ما ورده في المزمور الثالث:
"كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه" (مز 3).
وللأسف لا يكملون باقي المزمور وما فيه من رجاء..
ولأهمية هذا الموضوع، ولحاجة الكثيرين إليه، تكلمت في عظات عديدة جدًا عن الرجاء ودخل الرجاء ضمن عظات أخرى من الصعب أن أحصيها، ولذلك لما أردت أن أجمع كل ما قلته في موضوع الرجاء، بدأ الأمر صعبًا،مما تسبب في تعطيل صدور هذا الكتاب الذي دخلت أجزاء من مقالات في المطبعة وجمعت.. وانتظرت أخواتها، وطال الانتظار... وتحيرت ماذا أقدمه للطبع، وماذا أتركه أو أرجئه؟؟
وأخيرًا اكتفيت بهذه المقالات الخمس عشرة التي ضمها هذا الكتاب، حتى يمكن أن يصدر الآن. علي أن نستبقى المقالات الأخرى الخاصة بالرجاء، لكي تنشر في جزء ثان، أو تضاف إلي هذا الكتاب عند إعادة طبعة بمشيئة الله.
والرجاء هو أحد الفضائل الثلاث الكبرى التي ذكرها الرسول في (1 كو13: 13).
وأعنى بها: الإيمان والرجاء، والمحبة.
ولقد أصدرنا لك كتابًا عن (حياة الإيمان) في بداية الثمانينات، وقد وضعناه هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت. وها هوذا كتاب الرجاء. وبقى كتاب ثالث نصدره عن المحبة.. محاضراته كلها جاهزة، لا تنقصها سوى مراجعة بسيطة وتقدم إلي المطبعة.. بصلواتك.
وبهذا تكمل المجموعة إن شاء الله.