04 - 01 - 2014, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
الاستقامة ضد الباطل إن كان من الخطأ التطرف حتى فيما يظنه الإنسان خيرًا، فماذا نقول إذن عن الباطل والتطرف فيه؟! قد يسلك الإنسان في الباطل عن طريق الجهل ومع ذلك يحكم عليه بأنه غير مستقيم في سلوكه. إن طريقة غير مستقيم، لأنه ضد الحق والبر، سواء كان يعرف ذلك أو لا يعرف.. وما أعمق قول الكتاب " توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم16: 25، 14: 12). إنها طرق غير مستقيم، وعاقبتها الموت، مهما بدت لصاحبها غير ذلك. إن الكبرياء قد تصور للإنسان أن كل تصرفاته مستقيمة، وربما تكون الحقيقة عكس ذلك تمامًا. وفي ذلك يقول الكتاب " طريق الجاهل مستقيم في عينيه" (أم12: 15). الاستقامة يلزمها قلب متضع، يدرك خطأه، ويصحح طريقه لكي يصير مستقيمًا... أما المتكبر فيستمر في عدم استقامة لأنه يرفض الاعتراف بخطأ طريقه. وهكذا نرى الصلة القوية بين الاستقامة والاتضاع. ذلك لأن المتكبر لا يعرف حقيقته جيدًا، ولا يعرف سقطته أو لا يعترف بها. لذلك وصفه الكتاب بأنه جاهل، وقال: طريق الجاهل مستقيم في عينية! وقد يسلك الإنسان في الباطل نتيجة مرضه، فيظن أن كثيرين ضده يضطهدونه، فيكره البعض منهم، ويقاوم البعض، ويشتم هذا وذاك، ويشكو من جميعهم، وتتعقد نفسيته، ويظن أن هناك أخطارًا تترصده، حيث لا يوجد خطر على الإطلاق. ويفقد هذا الشخص استقامة سلوكه نتيجة لمرضه النفسي. حتى لو كان هذا الشخص في حالة من المرض لا توقعه في مسئولية. ولكن ذلك لا يمنع من أن السلوك غير مستقيم. الباطل هو الباطل، سواء أدين عليه صاحبة، أم لم يدن. وربما الإنسان المريض نفسيًا أو المريض عقليًا، لا نقول عنه أنه غير مستقيم. ولكن نقول عن تصرفاته إنها غير مستقيمة. وقد يوجد إنسان يحاول أن يجمع بين الحق والباطل. وهذا أيضًا غير مستقيم. فالباطل الذي يقع فيه أحيانًا، يشوه استقامة طريقة. ولا يمكن أن يتفق مع علامات الطريق الروحي. ولكنه إذا اعترف بأنه أخطأ وقوم طريقة، فإننا نعتبرها خطية وقد تاب عنها. ولكن الخطر هو إنسانًا يعتبر الباطل الذي فيه لونًا من الاستقامة!! وذلك بأن يلبس الخطية ثوب الفضيلة ويعتبر أنه على حق في كل أخطائه، بل لا يسميها للأمور! ومثل هذا الشخص، تصبح عدم الاستقامة الفكرية والضميرية عنده، سببًا في استمرار عدم الاستقامة في سلوكه، كطبع من طباعة...! ما أخطر عدم الاستقامة في الضمير حيث تختل كل موازين الإنسان وقيمه ويصبح حكمة على الأمور غير مستقيم ويفعل الخطية بضمير مستريح، ولكنه ضمير مريض، أو ضمير واسع، أو ضمير غير مستقيم...! أمثال هؤلاء يحتاجون إلى توعية... يحتاجون إلى تعليم روحي، لإصلاح موازينهم الروحية. فالذين يقبلون التعليم منهم، يكون هناك رجاء في عودتهم إلى الاستقامة، فكريًا وضميريًا وسلوكًا. والبعض قد يحاول الجمع بين الحق والباطل عن طريق الرياء! |
||||
|