منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 05 - 2012, 09:58 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

يعقوب‏ ‏ ‏أبو‏ ‏الآباء ‏(5) بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث
شخصيات الكتاب المقدس (5)‏
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏ وعهد مع الله في بيت إيل
بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث

دخل يعقوب فى عهد مع ألله.. وفى ألكتاب ألمقدس ما أكثر العهود التى نراها بين الله والإنسان.
‏وهنا نرى العهد يقول فيه الله ليعقوب: نسلك يكون كتراب الأرض. ويتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل الأرض، وها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب،
‏وأردك إلى هذه الأرض (تك 28 ‏: 17 ‏- 15 ‏).
‏ومن جانب يعقوب نذر نذرا، بشروط..
‏وفى هذا يسجل الكتاب: ونذر يعقوب نذرا قائلا: إن كان الله معى، وحفظنى فى هذا الطريق الذى أنا سائر فيه. وأعطانى خبزا لآكل وثيابا لألبس، ورجعت بسلام إلى بيت أبى، يكون الرب لى إلها، وهذا الحجر الذى أقمته يكون بيت الله، وكل ما تعطينى فإنى أعشره لك (تك 28 ‏: 20 ‏- 21 ‏).
‏الله قدم هنا وعودا بلا شروط، ويعقوب قدم نذرا لله
‏بشروط.
‏ولعل سبب شروط يعقوب أنه لم يكن قد دخل فى
‏عمق الإيمان بعد، إنه الآن فى بدء علاقته الشخصية مع الله، ويريد أن يتحقق من وعود الله له!!
‏هوذا الله يقول له: ها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب . وهو يقول فى شروطه: إن كان الله معى وحفظنى فى الطريق الذى أنا سائر فيه .. والله يقول له: وأردك إلى هذه الأرض . وهو يقول: إن رجعت بسلام إلى بيت أبى ..
‏ومع ذلك كان نذر يعقوب هو أول نذر سجله الكتاب
‏المقدس.
‏إنها أول مرة نقرأ فيها فى الكتاب كلمة (نذر)..
‏وكان نذرا مثلثا: أن يكون الرب له إلها، أن يقيم بيتا لله، أن يعش كل ما يعطيه له الله ..
‏عبارة يكون الرب لى إلها قالها فى عصر وثنى. وكان يعنى بها أن يكون الرب إلهه من الناحية العملية فى حياته، وليس بمجرد الوراثة، كما تشمل أيضا معنى العبادة الحقيقية. وهكذا نسمع فيما بعد، أنه عندما رجع سالما إلى مدينة شكيم التى فى أرض كنعان 0 ابتاع قطعة أرض.. وأقام هناك مذبحا. ودعاه إيل إله إسرائيل (تك 33 ‏: 19 ‏، 20 ‏).
‏وكان يعقوب أول من استخدم عبارة بيت الله ..
‏وقد قالها فى هذه المناسبة مرتين: الأولى حينما استيقظ وقال: ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء . والثانية حينما قال فى نذره: 0 وهذا الحجر الذى أقمته عمودا يكون بيت الله (تك 28 ‏: 11 ‏، 22 ‏). وجميل حقا أن يكون أول نذر قد نذره أحد رجال الله، يشمل إقامة بيت الله..
‏ونذكر.فى هذه المناسبه أن أبانا يعقوب، كان أول من دشن
‏مكانا لله.

واستخدم فى هذا التدشين زيتا.. إذ يقول الكتاب: وبكر يعقوب فى الصباح. وأخذ الحجر الذى وضعه تحت رأسه، وأقامه عمودا، وصب زيتا على رأسه. ودعا ذلك المكان بيت إيل.. (تك 28 ‏: 18 ‏، 19 ‏).
‏وعبارة بيت إيل معناها بيت الله.
‏ونحن نذكر هذا الفصل من الكتاب، حينما نحتفل بوضع أساس كنيسة جديدة، كما نذكره أيضا فى طقس تدشين الكنيسة، وتدشين المذبح.
‏صدقونى إننى أعجب كيف عرف أبونا يعقوب فكرة تدشين بيت الله، وكيف استخدم لذلك زيتا .
‏فيما بعد، فى أيام موسى النبى، بعد تأشير أبينا يعقوب لبيت إيل بمئآت السنين، أمر الرب موسى النبى أن يصنع زيت المسحة الذى يمسح فيه خيمة الاجتماع ويقدسها، ويمسح به المذابح وأوانى الخدمة ويقدسها، بل ويمسح به أيضا هرون وبنيه ويقدسهم ليصيروا كهنة للرب (خر 30‏: 22 ‏- 30 ‏).
‏لاشك أن يعقوب أبانا، قد عرف هذا الأمر بوحى إلهى، باعتباره رجل الله، وكان هذا عربونا لمواهبه..
‏وهنا أحب أن أضيف ملاحظة بسيطة عن بيت إيل:
‏حينما كتب موسى النبى سفر التكوين، وذكر أولى رحلات أبينا إبراهيم بعد دعوة الله له، وقال عنه: فبنى هناك مذبحأ للرب الذى ظهر له. ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقى بيت إيل ونصب خيمته. وله بيت إيل من المغرب وعاى من المشرق (تك 12 ‏: 1 ‏، 8 ‏). إنما كان يقصد مدينة بيت إيل، كما كانت معروفة فى أيامه بهذا الاسم، ولكنها قبل أبينا يعقوب لم يكن اسمها هكذا بل يقول الكتاب حينما سماها أبونا يعقوب (بيت إيل): ولكن اسم المدينة كانت لوز (تك
28 : 19)‏ المهم أن أبانا يعقوب كان الأول فى عدة أمور منها:
كان أول من نذر نذرا للرب.
‏ كان أول من استخدم تعبير (بيت الله).
‏ كان أول من سمي مدينة (بيت إيل) بهذاالاسم.
كان أول من دشن مكانا للرب، ودشنه بالزيت.
‏وقد أعد له الله رؤية السلم الواصلة بين السماء والأرض، ورؤية الملاك، وسماع الوعد الإلهى، وما قدمه هو من نذر لسببين يتعلقان بالحاضر
‏والمستقبل..
‏أما عن ذلك الوقت الحاضر، فلكى يطمئنه فى خوفه
‏وهربه، وأيضا لكى يقيم علاقة خاصة معه..
‏وأما عن المستقبل، فلكى يكون له الإيمان الذى لا يتأثر بعبادة الأصنام التى كانت فى بيت لابان خاله.
‏فالكتاب يذكر أنه عند هروبه من بيت لابان ليرجع إلى بيت أبيه إسحق.. أن راحيل سرقت أصنام أبيها (تك 31 : 19 ‏). ولم يكن يعقوب يعرف ذلك (تك 21 ‏: 32 ‏). وذكر أيضا أن لابان فى مطاردته ليعقوب قال له: لماذا سرقت ألهتى(تك 31 :30 )

‏ونفسر ذلك بتقسيم الناس فى عبادتهم إلى ثلاثة
‏أقسام:
النوع الأول الذى يعبد الله وحده، ويمثله أبونا

برأهيم وأبونا أسحق فى أيام أبينا يعقوب. ويمثله قبل ذلك أبونا نوح، وسلسة رؤساء الآباء التى وردت فى (تك 5 ‏). مثل آدم وشيث وأنوش.. وأخنوخ
‏ومتوشالح..
‏ نوع آخر كان بعيدا كلية عن الله، ويعبد الأصنام،
‏مثل شعوب الأرض كالكنعانيين والحيثيين والأدوميين
‏وغيرهم.
نوع ثالث كان يعبد الله الإله الحقيقى، مع تأثره
‏بعبادة الأصنام أيضا، فكأنه يعبد الله ومعه
‏آلهة أخرى ومن أمثلة هؤلاء لابان.
‏ولذلك قال حينما عقد اتفاقية مع يعقوب فى
‏انفصاله عنه: إله إبراهيم، وآلهة ناحور آلهة أبيهما يقضون بيننا (تك 31 ‏: 53 ‏).
‏ولعله وقع فى هذا النوع أيضا سليمان بن داود فى أيام شيخوخته حينما حدث أن نساءه أملن قلبه

‏وراء آلهة أخرى. ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه. فذهب سليمان وراء عشتا روت إلهة الصيدونيين، وملكوم رجس العمونيين.. (امل ا ا: 4 ‏،
5 )
‏لذلك أراد الله بظهوره ليعقوب وكلامه معه أن يحصنه
‏أيضا ضد العبادة المنحرفة التى كانت فى بيت لابان، والتى ربما تكون قد تأثرت بها أيضا راحيل التى صارت زوجة
‏ليعقوب، وهى ابنة لابان.
‏على أية الحالات لقد سر الرب بنذر يعقوب، وأيضا
‏بتدشينه ذلك العمود، وتسميته للمكان ببيت إيل.
‏لذلك نرى أن الرب لما سمح لأبينا يعقوب بأن يترك لابان ويرجع إلى بيت أبيه، قال له: أنا إله بيت إيل، حيث مسحت لى عمودا، حيث نذرت لى نذرا، الآن قم اخرج من هذه.الأرض، وارجع إلى أرض ميلادك (تك 31 : 13 )

‏إذن كان ظهور الرب لأبينا يعقوب فى حلم، والعهد الذى
‏تم بينهما فى بيت إيل. كل ذلك كان نقطة تحول أساسية فى حياة يعقوب، وبالتالى فى نسله..
‏تشجع بعد ذلك يعقوب ورفع رجليه، وذهب إلى
‏أرض بنى المشرق (تك 29 ‏: ا).
‏فى هذه المرة، سار بإيمان قوى، وكان الله يعد الطريق
‏قدامه، ويسهل سبله.
‏أعد له كيف يلتقى براحيل ثم بأبيها لابان، بطريقة
‏تشبه إلى حد بعيد كيف يسر الرب طريق أليعازر الدمشقى عبد أبينا إبراهيم ليختا ر زوجة لإسحق ابنه، من نفس هذا البيت، بيت بتوئيل ولابان.. هذا

‏الذى قال له أبونا إبراهيم: إن الرب الذى سرت أمامه، يرسل ملاكه معك وينجح طريقك ( تك 24 ‏: 40 ‏). إنه نفس الملاك الذى أرسله الرب ليهدى يعقوب إلى بيت خاله لابان هذا الذى تذكره يعقوب وهو يبارك أفرايم
‏ومنسى (تك 48 ‏: 16 ‏).
‏هناك عند البئر التقى براحيل، كما التقى أليعازر
‏برفقة أمه.
‏وهناك قبل يعقوب راحيل، ورفع صوته وبكى .
‏وأحبرها بأنه أخو أبيها وإنه ابن رفقة (تك 29 ‏: ا ا، 2 ‏ا)، والبقية فى العدد المقبل إن أحبت نعمة الرب
‏وعشنا.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏ -3-‏ بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء ( 2 ) في‏ ‏سعيه‏ ‏وراء‏ ‏البكورية‏ ‏والبركة
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏...(8) بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏...(9) بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏ -4-‏ بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 07:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024