رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" أغني رجل في الولاية "
"أغني رجل في الولاية" وقف أحد ملاك الأراضي الأثرياء في شرفة قصره الفخم ، يتطلع إلى أملاكه الشاسعة الممتدة إلى الأفق ، ثم هتف : " كل هذا ملكي " ! ... ثم نزل وامتطي صهوة جواده ، وأخذ يتجول به ليتفقد أطيانه . وأثناء تجواله ، لمح " هاينز " العجوز ، عامل الأرض الذي يشتغل عنده وقد جلس تحت إحدى الأشجار ، ووضع أمامه طعامه ، ثم خلع قبعته وكشف رأسه ، وبدأ يقدم الشكر للآب السماوي الذي منه تفيض كل العطايا الصالحة . تأمل صاحب الأرض في هذا الرجل الفقير العجوز ، وما أن انتهي من صلاته ، حتى قال له : - حسنا يا هاينز ... كيف حالك اليوم ؟ ... تبدو سعيدا جدا يا هاينز !! - هل أنت هو يا سيدي ؟ ... لقد ثقلت أذناي سفي الأيام الأخيرة ، كما أن نظري ضعف أيضا ، ولكني سعيد ... نعم ، في الحقيقة أنا سعيد ، ولدي العديد من الأسباب لذلك . فالآب السماوي يعطيني الكساء والقوت اليومي ، كما يوجد سقف يأويني ، وسرير لا بأس به أنام عليه ، وهذا يفوق ما كان يمتلكه مخلصي المبارك حينما عاش هنا في هذه الأرض . فهو لم يكن له أين يسند رأسه . وقد كنت أشكر الله الآن لأجل هذه المراحم حينما ظهرت أنت . تفرس مالك الأرض في طعام هاينز القليل التافه الذي كان مكونا من قليل من شرائح الخبز وقطعتين من الجبن المغموس في الزيت ، ثم قال : - هل هذه عينة الطعام الذي تشكر الله لأجله يا صديقي المسكين ! لو كان هذا هو كل ما لدي لأجل غذائي لكنت تعيسا جدا . فقال هاينز بدهشة : تعيسة جدا !! ولكنك لا تعرف ما أمتلكه . إن حضور الرب يسوع مخلصي في داخل قلبي يعطي حلاوة لكل ما يعطيني الله إياه . وهو وحده ولا سواه كل ثروتي ، كل عدتي وعتادي ، وكل مشتهاي ، وفيه كل ما أرجو وأكثر ... إنه مخلصي الحي الذي أثق فيه من جهة أعوازى اليومية ، روحية كانت أو زمنية . وما من يوم يشرق له فجر إلا والمعونة الإلهية تتجدد باستمرار ، وفي كل صباح جديد أستطيع بكل ثقة أن أقول : " أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " ( فيلبي 4 : 13 ) ، وفي مساء كل يوم أستطيع أن أترنم قائلا : " جعلت سرورا في قلبي أعظم من سرورهم إذ كثرت حنطتهم وخمزهم . بسلامة أضطجع بل أيضا أنام ، لأنك أنت يا رب منفردا في طمأنينة تسكنني " ( مز 4 : 7 – 8 ) ... آه ، لقد تذكرت شيئا ... هل يمكنني أن أخبرك يا سيدي بحلم رأيته في الليلة الماضية ؟ - طبعا يا هاينز ، أخبرني بحلمك ... - بالأمس وبينما كنت استعد للنوم ، انشغل فكري وقلبي بالوطن السماوي ، حيث المنازل الكثيرة المعدة في بيت الآب لأولئك الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح كمخلصهم الشخصي الذي بذل نفسه لأجلهم على الصليب. وفجأة شعرت بنفسي وقد انتقلت إلى المدينة السماوية ، وقد كانت أبوابها مفتوحة بسعة ، واستطعت أن أتأمل في تلك الأماكن المباركة . آه يا سيدي ، إن المجد والجمال اللذان رأيتهما لا يمكن لأي لسان أن يصفه ! ... طبعا كان الأمر كله مجرد حلم ، ولكن يوجد شئ واحد هام أريد أن أخبرك به . - وما هو ؟! قالها مالك الأرض بضيق وتبرم . - لقد سمعت صوتا يقول : إن أغني رجل في الولاية سيموت في هذه الليلة . وبعد ذلك طرقت أذناي أعجب الترنيمات الحلوة ، وسمعت صوت هللويا ، يطرب أذناي . وفي تلك اللحظة استيقظت . وقد شعرت أنه من الواجب على أن أخبرك . فربما تكون هذه الكلمات تحذيرا لك . عند هذا الحد شحب وجه مالك الأرض . ولكنه حاول أن يخفي المخاوف التي أطبقت عليه ، فأجاب بصوت مرتفع : كلام فارغ ! يمكنك أنت أن تصدق الأحلام إذا أردت ، ولكن أنا لا أصدقها ، ثم اندفع يعدو بحصانه بسرعة عظيمة ، بينما نظر " هاينز" العجوز إليه ، وصلي قائلا : " يا رب من فضلك خلص نفسه إذا كان حقا سيموت بهذه السرعة " . وبعد ساعتين من هذا الحديث ، وصل مالك الأرض إلى قصره ، واندفع بعجلة إلى غرفته ، ورمي نفسه فوق الأريكة وهو يشعر بالإنهاك الشديد ، وأسرع باستدعاء طبيبه الخاص الذي فحصه بدقة على مدى عدة ساعات ، ثم طمأنه وهو يضحك من قلبه قائلا : أحلام ! إنها خداع وأوهام . لقد كنت أظن أنك أعقل من أن تصدق مثل هذه السخافات . أنت تموت الليلة ؟! هذا سخف ! إنك تتمتع بصحة ممتازة . وكان الوقت قد قارب العاشرة مساءا حينما غادر الطبيب منزل مضيفه . وفجأة وفي نفس تلك اللحظة ، دق جرس الاب . وما أن فتح الباب حتى قال الطارق : آسف لإزعاجك يا سيدي ، لقد أتيت لأخبرك بأن " هاينز " العجوز قد مات فجأة هذا المساء ، ولكني أسألك بخصوص ترتيبات الجنازة في الغد . وهكذا تحقق حلم " هاينز " العجوز ! إن أغني رجل في الولاية لم يكن مالك الأراضي الواسعة الخصبة ، ولكنه كان ذلك العامل الفقير الذي عاش حياته في كوخ فقير، والذي كان دائما يشكر الآب السماوي على الطعام البسيط الذي يعطيه له . لقد انطلقت روحه المغذية لكي تتمتع بذلك المكان الذي انشغل فكره وقلبه به . وهذا لأنه قد اغتسل بدم حمل الله الذي يطهر من كل خطية . أيها القارئ العزيز : ما هو الحال معك ؟ ... هل أنت غنيا لله ؟ ( لو 12 : 21 ) هل أنت غنيا بكنوز المساء كما كان " هاينز " العجوز ؟ وهل مخلصه الرب يسوع هو مخلصك ، أم أنت تبحث عن غني العالم الزائل ؟ وهل يا عزيزي أنك ستصبح أغني إنسان في العالم إذا آمنت بالرب يسوع المسيح الإيمان القلبي الصحيح . ستتمتع ، ليس بالغني الأرضي ، ولكن بالغني السماوي الذي لا يزول ، غني المسيح الذي لا يستعصي (أف 3 : 8 ) لأنه إن كان لنا المسيح قلنا كل شئ ، وإذا لم يكن لنا المسيح فلا شئ لنا . نستطيع أن نعيش سعداء حتى وإن كنا لا نملك مالا أو حرية أو والدين أو أبناء أو أصدقاء إذا كان المسيح لنا . ولكن إذا لم يكن المسيح لنا ، فلا المال ولا الحرية ولا الوالدين ولا الأبناء ولا الأصدقاء تستطيع أن تجعلنا سعداء . المسيح بدون أي شئ آخر هو الغني الجزيل ، وكل شئ بدونه هو الفقر الموقع . إنه طعام للجوع ... وماء للعطشي ... ونور للظلمة ... وفرح للحزن ... وراحة للتعب ... وصحة للمرضي ... وتعزية للشدة ... وثروة للفقر ... وصحبة للوحشة ... وعون للأثقال ... وأمان للخطر ... ومخبأ من الريح ... وإرشاد للحيرة ... وحرية من القيود ... ونصرة للحرب ... وقوة للجهاز ... وغفران للمذنوبية ... ومحبة للبغضة ... وقدرة للضعف ... ودواء للمريض ... وحياة في الموت ... هو مورد لا يجف ومعين لا ينضب ... إنه الأزلي الأبدي ... هذا هو المسيح للمسيحي الحقيقي ليتك لا تتردد في الإتيان الآن إليه بالإيمان لتتمتع بهذا الغني المؤكد . أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك |
|