رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الارتباط والزواج اختيار شريك الحياة (2) تكلمنا في المقالة السابقة عن أهمية مشيئة الله في الزواج ووضحنا إننا إن أهملنا مشيئة الله وفضلنا مشيئتنا قلنا إننا نخاطر بسلامنا في الحياة الزوجية. في هذه المرة سنتكلم عن أهمية تواجد حب بين الزوجين أو على الأقل قبول بين العروسين‘ لان زواج بدون عاطفة متبادلة زواج لا يطاق. ومن اكثر أمثلة الحب الرائعة في الكتاب المقدس هو قصة يعقوب وراحيل التي عمل من اجلها في بيت أبيها لابان 14 سنة‘ سبع سنوات قبل الزواج وسبع سنوات بعد الزواج. وجود المحبة: زواج بدون محب مثل طعام بدون ملح أو سكر‘ إن لم تتواجد المحبة بين الزوجين ستصبح الحياة بينهما صعبة جدا‘ وقد وضح الإنجيل ما هي المحبة الحقيقية في الآيات التالية ( المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبدا.) {1كو13: 4-8}هذه هي المحبة. هل تتصور حياة زوجية بدون بعض هذه الصفات الرائعة التي ذكرها بولس الرسول في هذه الرسالة‘ أؤكد لكم أن الزواج بدون بعض هذه الصفات سيكون سلسلة من الإشكالات التي لا تنتهي. هل تتصور حياة زوجية بدون تأني وترفق. حياة بها حسد‘ كل من الزوجين يحسد الآخر على البركات التي أعطاها ربنا يسوع للآخر. حياة كل أو أحد من الزوجين يفتخر بما أعطاه الله ويقبح في الآخر‘ حياة مليئة بالأنانية لان كل من الزوجين أو على الأقل أحدهما يطلب ما لنفسه ولا يفكر في الآخر. حياة مليئة بالغضب والاحتداد و سوء الظن ويفرح عندما يسقط الآخر في خطيئة ما‘ حياة لا تحتمل كل شيء ولا تصدق كل شيء‘ حياة بدون رجاء وصبر. إن هذه الحياة لا تحتمل إطلاقا قد يكون وجود زواج بكل هذه الصفات من المستحيل ولكن يوجد زواج ببعض من هذه الصفات على الأقل. تخيل معي لو تواجد أي ثلاث صفات من الصفات السلبية مثل التفاخر أو الحسد أو التقبيح أو الأنانية أو الاحتداد أو الظن بالسوء. وتصور معي مدي الجحيم الذي يعيشه كل من الزوجين في هذه الظروف. سوف أتناول فقط ثلاث نقاط من السلبيات وسنرى النتائج المدمرة التي تنتج عن كل نقطة من هذه النقاط. تصور معي لو افترضنا انه يوجد احتداد في هذه العائلة‘ سينتج عن هذا الاحتداد غضب وقد يكون مصحوب بشتيمة وإهانة‘ لأن عادة يكون الغضب مصحوبا بالإهانة. والإهانة قد تتطور إلى شتيمة وهذا بلا شك سوف يترك اثر مدمر على الزوجة أو الزوج. وقد تتطور هذه الإهانة إلى الاعتداء الجسدي [عادة الأزواج هم الذين يقومون بالاعتداء الجسدي‘ مع انه في هذه الأيام توجد بعض الزوجات يقوموا أيضا بالاعتداء الجسدي على أزواجهن كنوع من الدفاع عن النفس وأيضا كنوع من الهجوم] غالبا الزوجة التي يحدث لها الاعتداء الجسدي ربما تصل إلى البوليس وإصلاح هذه الزيجة قد يأخذ وقت أطول من أي مشكلة أخرى. سوف اخذ نقطة أخرى وهي الأنانية. وما اكثر الأنانية في العلاقات الزوجية. إن الأنانية فيها يفضل الإنسان نفسه على شريك حياته‘ وقد أوصى الإنجيل الزوج أن يحب امرأته (كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم.من يحب امرأته يحب نفسه.) {أف5: 28} وأيضا ( آيها الرجال احبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهنّ) {كو3: 19} هنا الأنانية هي ضد وصية الله للزوج. آما للزوجة فقد أوصاها الإنجيل أن تخضع لزوجها وتهابه ( آيتها النساء اخضعن لرجالكنّ كما يليق في الرب) {كو3: 18} وأيضا ( آيها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب. لان الرجل هو راس المرأة كما أن المسيح أيضا راس الكنيسة.وهو مخلّص الجسد.) {أف 5: 22و23} و(وآما انتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وآما المرأة فلتهب رجلها) {أف5: 33} وأيضا الأنانية هي ضد وصية الله للزوجة لان الإنسان الأناني يفضل رأيه عن أي رأي آخر. النقطة الثالثة هي سوء الظن. إن سوء الظن من اصعب المشكلات بين الزوجين والمفروض انهم بعد سر الزيجة اصبحوا جسد واحد وليس اثنين. إن ظن السوء هو نتيجة للشك بين الزوجين وهذا معناه إن أحد الزوجين لا يثق في تصرفات الطرف الآخر إنها صحيحة والأكثر من ذلك لا يثق إن شريك أو شريكة الحياة صادقين في كلامهما وتصرفاتهما. إن وجود سوء الظن بين الأصدقاء صعب جدا لانه من المستحيل أن توجد علاقة سليمة بينهما فكم وكم بين الزوجين الذين يجب ان يكونوا واحد بعد الزواج. للأسف الشديد إن غالبية الزيجات مليئة بسلبيات مثل هذه السلبيات التي ذكرناها والتي سببها عدم المحبة ولذلك نرى على الأقل 50% من الزيجات تنتهي بالطلاق في الغرب لعدم وجود المحبة وإذا كان الطلاق مسموح به في البيئة الشرقية سنرى ان نسبة الطلاق ستتزايد جدا عما عليه الآن وخصوصا بعد أن اصبح العالم مكان صغير الآن بعد الإنترنت والفضائيات . في منتهى الخطورة أن يبدأ الزواج بدون حب بين العروسين والأسوأ من ذلك أن يتواجد عدم قبول بين العروسين بسبب ضغط الأهالي لإتمام هذه الزيجة للأسباب مختلفة. قد يكون السبب ماديا أو عائليا أو أي سبب آخر. وقد يدعي البعض إن الحب سيأتي بعد الزواج‘ والحقيقة هي فعلا قد يأتي الحب وأيضا قد لا يأتي وهذه مخاطرة في منتهى الخطورة. لابد من تواجد عاطفة في اختيار الزوج أو الزوجة لانه إن لم تتواجد عاطفة الحب أو حتى القبول بين العروسين ستصبح الحياة جافة جدا ولن يوجد مكان للتسامح والغفران بل العكس صحيح ستكون علاقة مؤلمة جدا وكل من يتعامل مع أي من الزوجين سيعاني والأكثر من ذلك إن الأبناء سيعانون من ذلك اشد معاناة وكلنا نعرف أمثلة لعائلات تعاني من هذه المشاكل. كثير من الزيجات التي تمت وينقصها عنصر الحب أو القبول‘ والكل يتوقع أن تسير هذه الزيجة في سلام وعندما تشتد العواصف بين الزوجين الكل يتساءل؛ لماذا هذه المشاكل لان المفروض أن يكون بينهم حب وسلام وتنهال النصائح مثل" خليك عاقل وعيش حياتك. عيشي في سلام علشان العيال والخ...الخ كل هذه النصائح رائعة لو بني الزواج على أساس سليم. من الصعب أن يعيش الزوجين الذين تم ارتباطهم بدون قبول‘ على الأقل‘ في سلام لانه إن لم يتواجد القبول بين الزوجين من البداية سيشعر الزوجين كأنهم غرباء عن بعض وانهم قد حرموا من ابسط حقوقهم وهو اختيار شريك الحياة. وسيسير كل منهما في اتجاه مضاد للآخر لعدم وجود الحب والتفاهم. قد تكون شخصيات الزوجين على النقيض عن بعض ولكن وجود الحب سوف يكون من أهم العوامل التي تجمعهم. ما هو الحل؟ إن لم يتواجد الحب بين الزوجين من قبل الزواج يجب على كل من الزوجين أو إحداهما أن يعمل على تنشيط الحب بعد الزواج. إن هذه مشكلة متكررة كثيرا ما اسمعها من الزوجين اثناء المشورة الروحية‘ والنصيحة التي أعطيها هي الآتي: إذا أردت أن تحصد قمح فلابد من أن تزرع قمحا. إذا أردت أن تحصد حب‘ لابد أن تزرع حب. إن الزوج أو الزوجة الذي يعاني من عدم الحب من الشخص الآخر عليه أن يزرع حب ويصبر إلى أن يرى نتيجة لهذا الحب. إن الكلمة النابعة من قلب صادق تصل إلى القلب. تذكر عندما يقول لك طفل أني احبك‘ ما هو شعورك عندما تسمع هذه الكلمة؟ ستضمه إلى حضنك وتقبله وتشكره‘ لماذا لان كلمة احبك الذي قالها هذا الطفل نابعة من قلب صادق‘ قلب طفل. كذلك عندما تعبر الزوجة عن حبها لزوجها سيصل هذا الحب إلى قلب الزوج‘ أن الله أوصى الزوج أن يحب زوجته ولذا عليه أن يطبق الوصية.وكذلك على الزوجة أن تحترم زوجها. إن هذه الآية تشجع كل من الزوجين للصلاة من اجل السلام في حياتهم الزوجية. (لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد) {عب6: 12}هذا مبدأ روحي وعملي في غاية الأهمية وهو إذا أردت أن تحصل على وعد ربنا يسوع لك بالبركة في حياتك الزوجية وفي كل شيء‘ يجب أن يتواجد عنصرين وهما : 1- الإيمان: لابد من الثقة إن ربنا يسوع يسمع ويستجيب للصلاة النابعة من قلب طاهر نقي ( طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها) {يع5: 16}إن يسوع المسيح لن يتغافل عن طلبة البار وقد يقول البعض أنا لست بار‘ أقول لك إن يسوع بررك بدمه الثمين إذا كنت ابن له وكل المطلوب منك أن تقرأ الإنجيل وتطيع الوصية كما هي ونعمته الغنية ستسندك وتؤيدك. 2- الأناة: لابد من الأناة والصبر في الصلوات وان تتوقع بسكوت خلاص الرب القريب. أريد أن أعطي مثلا وهو إذا أردت أن تزرع أي بذرة لابد من التأني عليها حتى تنمو‘ لن تضع بذرة وترى النبات ينموا في الحال‘ إن بعض البذور لابد أن تنتظر سنين حتى ترى ثمرا. الرجاء و الأناة في الصلاة لأن ألهنا الصالح سيسمع ويستجيب. الرجاء الصلاة من اجل قرار الزواج وان لم يعطيك إلهنا الصالح محبة من جهة الطرف الآخر فلا تتسرع في القرار إطلاقا. أعطي مثالا لذلك: تقدم شاب لشابة للزواج وكان في رأيي انه شاب ممتاز ولكن الشابة كان رأيها انه إنسان لا يليق بها ولكي تقنعني إنها لا تريده قالت لي " آني لا أتقبله". وهنا قلت لها "لا تتزوجيه لان من العلامات المهمة في الزوج انه على الأقل تتقبليه وان لم تحبيه فيجب علينا آن نصلي من اجل هذا الزواج" و أعطيتها فرصة لمدة أسبوع فيها نصلي ونطلب مشيئة الله. بعد هذا الأسبوع تكلمت معي وأول شيء قالته لي: "أني احبه جدا" قلت لها مبروك وهم متزوجين الآن لعدة سنوات وهي تشعر فعلا إن هذه الزيجة هي من مشيئة الله. إن وجود الحب بين العروسين من أهم الأسس في الزواج المسيحي الصالح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اختيار شريك الحياة |
موضوع متكامل عن الحب والزواج وعن كيفية أختيار شريك الحياة |
اختيار شريك الحياة |
اختيار شريك الحياة |
ماقبل الارتباط-أساسيات فى اختيار شريك(شريكة)الحياة |