رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا 5 الكنائس السبع (2) السبت 09 نوفمبر 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث تأمل عام في الرسائل السبع: 1الذين يتأملون بأسلوب تاريخي متتابع: يرون أن كنيسة أفسس تمثل عصر الآباء الرسل وأننا الآن في أواخر الدهور في عصر كنيسة لاوديكية وكيف ذلك؟ يستنتجون أن أفسس تمثل عصر الرسل من قول الرب لملاكها قد جربت القائلين أنهم رسل وليسوا رسلا فوجدتهم كاذبينرؤ2:2كذلك تحذيره له من النيقولاويين بقوله ولكن عندك هذا أنك تبغض أعمال النيقولاويين التي أبغضها أنارؤ2:6وأصحاب هذه البدعة كانوا من أتباع نيقولاوس وهو واحد من الشمامسة السبعةأع6:5كما يقول بعض المفسرين وقد ضل وابتدع... +++ يرون أن كنيسة سميرناتمثل عصر الاضطهاد الأول وكلمة سميرنا مأخوذة من كلمة المر.. وتشمل في نظرهم الاضطهادات والاستشهادات في القرون الأولي ويستنتجون من قول الرب لملاك تلك الكنيسة لاتخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضا منكم في السجن, لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيامرؤ2:10 والمقصود بالعشرة أيام هنا فترات عشرة ملوك من المضطهدين... ولذلك يدعو ملاك هذه الكنيسة أنيكون أمينا حتي الموت +++ +يرون أن كنيسة برجاموس تشير إلي فترة اقتران بين الكنيسة والدولة لأن معني كلمةبرجاموس:زواج. والاقتران بين الكنيسة والدولة يعني اعتناق الدولة الرومانية للديانة المسيحية ابتداء من عهد قسطنطين الملك. ويري أولئك المفسرون أن تلك الفترة وإن كان قد زال منها الاضطهاد بسبب الدين إلا أنه كثرت فيها البدع التي تشير إليه عبارةالنيقولاويينوكثر فيه الفساد الذي تشير إليه عبارة تسكن حيث كرسي الشيطان رؤ2:15,13 وأيضا الحديث عنضلالة بلعامرؤ2:14 وطبيعي أنهم يأخذونها بأسلوب رمزي, ولانستطيع أن نوافق علي اقتران الكنيسة بالدولة هنا إلي أنه يشير إلي كرسي الشيطان ذلك أن المسيحية انتشرت بشكل واسع جدا كما انقرضت الوثنية تماما وكذلك ظهرت الرهبنة وانتشرت لتقدم صورة جميلة لحياة النسك والوحدة لأجل محبة الله. كما أنه في تلك الفترة ظهر أعظم أبطال الإيمان. +++ +عصر كنيسة ثياترا وهذه الكلمة تعنيمسرح أي أسلوب عصر لهو وعبث وفساد بطريقة أولئك المفسرين ويرون أن زمن تلك الكنيسة يشير إلي العصور الوسطي التي سماها كثير من المؤرخين بالعصور المظلمة والتي جاء بعدها عصر النهضة وانتشار العلم. والمفسرون البروتستانت في تفسيرهم لعصر تلك الكنيسة يهاجمون الكنيسة الكاثوليكية هجوما شديدا ويقولون إنها تمثل عصر البابوية التي انتشرت فيها محاكم التفتيش وصكوك الغفران وواضح جدا التعصب المذهبي الشديد في هذا التفسير! والتركيز علي بعض أحداث معينة في التاريخ وإن كنا نتخذ كلمةثياترارمزا فلترمز إذن إلي الفساد في أي عصر من العصور...حتي في عصرنا الحاضر الذي كثرت فيه البدع وكثر فيه الفساد الخلقي والبعد عن التوبة كما قيل في الرسالة إلي ملاك تلك الكنيسة إشارة إلي إيزابل وزناها وقول الرب عنها أعطيتها زمانا لكي تتوب ولم تتبرؤ2:21 +++ + عصر كنيسةساردسوهي كلمة معناهابقية وهنا يدخل في التفسير أيضا التعصب المذهبي فيقول المفسرون من البروتستانت إن هذه البقية هي التي خلصت من الثياترا الكاثوليكية في عصر لوثر وكلفن وزملائهما وخلفائهما فيما يسمونه عصر الإصلاحReformation أو بالفرنسية:الميلاد الجديدRenaissance. وإن كانوا يعتمدون في تفسيرهم علي قول الرب لهعندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقونرؤ2:4 فلا ننسي أن ملاك كنيسة ساردس هو الذي قال له الربأن عارف أعمالك أن لك اسما أنك حي وأنت ميت!رؤ3:1فكيف ينطبق هذا علي عصر إصلاح أو ميلاد جديد؟! يبدو أن التشبث بالتفسير علي أساس التتابع التاريخي من عصر الرسل هو تفسير له أخطاؤه ومطباته!! +++ + عصر كنيسة فيلادلفيا وهي ترمز إلي المحبة الأخوية. وبيقولون إنه العصر الذي تتآخي فيه الكنائس وتتعاون معا وربما في نظرية التتابع التاريخي يشير إلي بدء الحركة المسكونية التي أصبح لها مجلس عام وهو مجلس الكنائس العالميW.C.C ومجلس كنائس الشرق الأوسطM.E.C.C ومجلس كنائس كل أفريقيا AA.C.C ومجلس كنائس كندا C.C.Cومجلس كنائس أمريكاA.C.Cومجالس كثيرة جدا وهدف الكل هو الوحدة المسيحية والتعاون معا في مشروعات متعددة. ويرون أن هذا العصر الذي ترمز له كنيسة فيلادلفيا هو عصر بدأ وسيستمر وليست له نهاية. +++ + عصر كنيسة لاوديكية ومعناها حكم الشعب ويرون أنه يشير إلي عصرنا الحاضر عصر الديمقراطية وحكم الشعب. ونحن لانستطيع أن نأخذ طبيعة العصور من أسماء معاني الكنائس فعصر كنيسة لاوديكية قال عنه الربلأنك فاتر لست باردا ولا حارا أنا مزمع أن أتقيأك من فميرؤ3:16فهل هذا هو عصرنا كما يري أصحاب نظرية التتابع التاريخي في التفسير؟!وهل هو الذي قال له الرب لست تعلم أنك الشقي والبائس وفقير وأعمي وعريانرؤ 3:17! هل مجرد معني كلمةلاوديكيةيكفي؟! +++ + لذلك أفضل من هذا كله أن نلجأ إلي التفسير الروحي ونري أن كل كنيسة تمثل حالة روحية معينة للكنائس أو الأفراد فنقول مثلا إن كنيسة ما تحيا في حالة كنيسة سميرنا وأخري في حالة كنيسة برجامس أو أن كنيسة تنتقل من حالة كنيسة كذا من الكنائس السبع إلي حالة كنيسة أخري...دون أن نفرض حالة من التتابع التاريخي علي كل كنائس العالم بلا تمييز وما نقوله عن الكنائس يقال أيضا علي الأفراد أو الجماعات: +++ ملاحظات علي الرسائل السبع 1 الملاحظة الأولي أن الرب يقول يقول لكل ملاك من الملائكة السبعة بلا استثناء أنا عارف أعمالك.. وهو درس لكل منا ولكل كنائسنا أن أعمالنا كلها مكشوفة أمام الله يعرف الظاهر منها والخفي باعتباره أنه ضابط الكل +++ 2 في كل الرسائل السبع يعد الرب بوعود جميلة لكلمن يغلبوهذه العبارة مكررة في كل رسالة وأول وعد هومن يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس اللهرؤ2:7والأخير هومن يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا وجلست مع أبي في عرشهرؤ3:21. +++ 3والرب في رسائله ينبه كل راع إلي العيوب الموجودة عنده بعبارةعندي عليكسواء من جهته شخصيا كما قال لملاك كنيسة ساردسأن لك اسما أنك حي وأنت ميترؤ3:1أو كما قال لملاك كنيسة لاوديكية لأنك فاتر..أنا مزمع أن أتقيأك من فميرؤ3:16أو أن الرب نبه الراعي إلي أخطاء عند شعبه كما قال عندي عليك أن عندك قوما متمسكين بتعليم بلعام...رؤ2:14 +++ 4في آخر كل رسالة قدم الرب نصيحة هامة وهيمن له أذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائسرؤ2,رؤ3 وأيضا دعا إلي التوبة. وقدم عقوبة لمن لايتوب ,كما قال لملاك كنيسة أفسسوإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتبرؤ2:5. |
|