قصة القداسة لا تحتاج لدير
مينا شاب قروي قمحي اللون يميل للسمار لكن قلبه ناصع البياض جاء من اراياف مصر ليعمل عند تاجر غلال ابتسامته تعلو وجهه دائما ولكن الحلو لا يكتمل فهو يعمل عند تاجر جشع يكاد يستنزفه بالاجر الذي يعطيه له في الدكان وفي البيت وفي طلباته البيت والمدام والاولاد ولكن رغم كل هذا يعمل بفرح دون دمدمة بشكر وفي الشارع الذي يعمل فيه يخدم الكل هذه المرأة العجوزة تحمل حقيبة خضار ثقيلة يحملها عنها ليوصلها الي البيت هذه المرأة البسيطة ابنها مريض يحمله لكي يركبه السيارة لتذهب به الي المستشفى هذا الرجل العجوز يقف كثيراً في مخبز العيش يذهب ليشتري له العيش دون مقابل ودائما ما تعلو وجهه الابتسامة ولعل ابتسامة الرضا هذه كانت سبب من اسباب ضرب التاجر له لان الجشع الذي لا يشبع اكثر ما يكرهه ابتسامة رضا على وجه احد فكان يضربه لاتفه الاسباب ومرة ضربه التاجر فلمحته المرأة العجوزة لتساله مالك يا مينا ؟؟ فقال لها عم (----) ضربني من غير سبب وكان يحمل عنها الشنطة ورغم انها يكاد سنها يصل الخامسة والستون ضمته الي حضنها وقالت له تحمل يا ابني وستفرج قريبا وراه الرجل العجوز الذي يشتري له العيش ورأته المرأة التي يحمل ابنها المريض وسالوه وقال لهم ودموعه تملء وجهه حزناً وما كان منهم إلا أن اجتمعوا الثلاثة وجمعوا من بعض مبلغ وفتحوا له محل بسيط بقالة له خصيصاً نظراً لحبهم الشديد لهم وطوال فترة التجهيز للمحل لم يكن يعلم وكان مينا دائم الخدمة لهم ولم يقصر يوما في عمله وكان دائم المواظبة على الكنيسة وحضور القداس ومساعدة العاملين في الكنيسة لتنظيف الكنيسة وكان الجميع يقولون عنه ان مينا لو دخل الدير لكان سوف يصبح راهب عظيم وقديس وكان دائم يردد ببساطة القداسة لا تحتاج لدير كلكم قديسين وفي يوم كعادة التاجر (----) طلب من مينا طلب فقام بعمل الطلب له ولكن كالعادة لم يرضي التاجر فضربه التاجر ومينا وقع اغمى عليه لانه لم ياكل من الصبح حتى المساء فاخذوه المستشفى وعملوا له الاسعافات وفي اليوم التاني بعدما نام في بيت أحد الأحباء في الشارع نزل ليجد محل ويافطة مكتوب عليها بقالة الله محبة وتحتها لصاحبها مينا وكانت فرحته رهيبة جدا وبكى كثيرا من الفرحة وكان يشكر الكل والتاجر الجشع كاد يموت غيظا وفرح مينا بهذا المحل الذي كان يصرف منه على اسرته وباركه الله كثيرا .
اخواتي القداسة لا تحتاج لدعوة ولا تحتاج لدير لكن تحتاج لقلب محب عطوف على الكل قلب يشكر في السراء والضراء