رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يونان وصلاته بعدما ألقى البحارة يونان من السفينة وقف البحر عن هيجانه، وكان الله قد أعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان، فمكث يونان في جوف الحوت ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ، كان يونان في جوف السفينة نائماً نوماً عميقاً، أما وهو في جوف الحوت نراه مستيقظاً واعياً لما يحدث، عارفاً بما عمله الله لأجل إنقاذه، مصلياً صلاة تكشف لنا عمق العلاقة بين يونان وإلهه، ونستطيع أن نتبين أن صلاة يونان لم تكن صلاة الغريق الذي يتوسل وسيلة للنجاة، لكنها كانت صلاة الإنسان الذي يعرف أن الله هو سيد الطبيعة، وما أغرب ما أعده الله لنجاة يونان، صلى يونان من جوف الحوت، وليس من الأهمية شكل أو ظروف المكان الذي نرفع فيه صلاتنا، لكن المهم هو طبيعة هذه الصلاة، والثقة أن الله يسمعنا رغم كل الظروف المحيطة، عبرت صلاة يونان عن الظروف الصعبة التي أحاطت به، الضيق والتيارات والأمواج، التي اكتنفته، عن الإعياء والخزف من أن يكون مطروداً من أمام عيني الله، لكنها عبّرت أيضاً عن الثقة الكبيرة في رحمة الله، وفي كيفية استجابته لصلاة المتضايق. تأتي صلاة يونان كمزمور حمدٍ يعلن من خلاله ندمه وتوبته ورجوعه إلى الله، وإرساليته، وليؤكد أن الذين يلهثون وراء الأكاذيب إنما يتركون نعمتهم، إن صلاة يونان وهو في جوف الحوت إنما تعلمنا أن الله مالئ السموات والأرض، وأنه ليس مكانٍ نستطيع فيه أن نختبئ من وجه الرب، أو أن الظروف تمنعنا من أن نرفع صلاة قلوبنا لله، كما تعلمنا أيضاً أن الله يسمع طالبيه، ويسرع في نجدتهم. تنتهي صلاة يونان لنسمع أمر الرب للحوت بأن يقذف يونان إلى البرّ، وسرعان ما جاء "قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا" (يونان 3: 1). إن إلهنا هو إله الفرصة الثانية، فها هو يمنح يونان فرصة ثانية للمشاركة في عمله، وتوصيل رسالته؛ وكم من مرة نفشل، أو نتعثر، أو نخور في الطريق؛ لكننا نجد الله يُسرع لعوننا، ويمنحنا الفرصة تلو الفرصة لنشاركه عمله، وحين نستجيب له ونعود لمشاركته خطته لخلاص العالم، نتغنى مع الرسول بولس لأننا حينها ".. إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ" (2كورنثوس 5 : 20). عزيزي: قد تكون الآن هارباً من وجه الرب، أو هارباً من مسؤولية خدمة كلَّفك بها، أو أنك تستصغر نفسك على المشاركة في عمله، لكن الله يأتيك الآن ويمنحك فرصة ثانية للانضمام والمشاركة في خدمته فهل تأتي؟. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نحميا وصلاته |
اختلائه وصلاته |
يونان وصلاته في الجوف |
زكريا وصلاته |
زكريا وصلاته |