منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 05 - 2012, 04:46 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

أصلي اليك أيها الآب السماوي لتساعد أخوتي وتريهم أسباب المشاكل التي يعانون منها لأن عندك الحلول ووحدك ترى القلوب. عندك كنز في السماء لترسله لكل واحد من أولادك لأنك اله صالح ومحب.
سنتكلم اليوم عن البركة المادية التي نتمنى أن نتمتع بها.
اجمالاً أصحو يوم السبت وأجلس في خلوة طويلة مع الرب، وقد أعطاني الرب هذا الموضوع ورحت أفتش في الكتاب المقدس عن الآيات المؤيدة له.. وأتمنى أن ترفعكم هذه الكلمة اليوم وتشجعكم وتشددكم، لنرى في النهاية أن الرب صالح، وأن أحب الأشياء عنده أن يسكب بركاته على أولاده.
المقطع الأول الذي سنقرأه يتحدث عن الشروط التي تأتي بالبركة المادية، في القديم كانت البركة المادية تتجسد في غلة الأرض أو في عدد الماشية، وكل الآيات المأخوذه من الكتاب المقدس العهد القديم تتحدث في غالبيتها عن غلات الأرض أو المواشي.
سأقرأ الآيات الواردة في سفر الأمثال 14: 4 " حيث لا ثيران فالمخزن فارغ، وبقوة الثور تكثر الغلال ".
ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أنه على المرء أن يتعب وأن يفلح وأن يعمل ويزرع الأرض، وعمله هذا سيعبئ المخازن والا فستكون فارغة.
ونرى في العهد الجديد في رسالة بولس الرسول الثانية الى أهل تسالونيكي 3 : 10 – 12 " من لا يريد أن يعمل لا يحق له أن يأكل. أما البطالين نوصيهم ونناشدهم في الرب يسوع أن يشتغلوا بهدوء ويأكلوا من خبزهم ".
في سفر الأمثال 20 : 4 " البطّال لا يفلح أرضه في الخريف فيستعطي في الحصاد ولا يعطى ".
تسالونيكي الأولى 2 : 9 " فكنا نبشركم بشارة الله ونحن نعمل في الليل والنهار لئلا نثقل على أحد منكم ". تسالونيكي الأولى 4 : 10 " نناشدكم أيها الاخوة أن تحرصوا على العيش عيشة هادئة وتكسبوا رزقكم بعرق جبينكم كما أوصيناكم ".
سفر الأمثال 28 : 19 " من يفلح أرضه يشبع خيرًا. ومن يتبع البطالة يشبع فقرًا ".
وتتكلم الآية التالية عن بولس الرسول عندما كان في كورنثوس في سفر أعمال الرسل 18 : 3 " ولكونه من صناعتهما أقام عندهما وكان يعمل لأنهما كانا في صناعتهما خيّامين ".

نرى هنا أن بولس الرسول الى جانب خدمته كان حريصًا أن يعمل كي يؤمّن معيشته، وكان يحسّ أنه ينبغي أن يكون مثلاً للناس الذين يكرز لهم عن الرب ويبعث لهم وصايا تتناول حياتهم اليومية.
يتكلم المقطع الثاني عن الدخل غير المبارك، أي أن هناك أناس يعملون ويجتهدون ويتقاضون أجرهم الشهري ولكن المال يختفي من بين أيديهم وكأنه ليس هناك بركة.. وكأن المال يذوب بين أيديهم.. لنرى لماذا؟
كأن هناك سلب لهذا المال.. لماذا هو غير مبارك؟
هذا الموضوع يتكلم عنه النبي حجي في سفره في الاصحاح الأول الآيتين 6 – 7 " زرعتم كثيرًا وحصدتم قليلاً تأكلون ولا تشبعون. تشربون ولا ترتوون. تكتسون ولا تدفأون. والذي يأخذ أجرة يلقيها في كيس مثقوب تأملوا في قلوبكم أين أوصلتكم طريقكم. أصعدوا الى الجبل ".

ماذا يعني هذا الكلام؟ لماذا قال اصعدوا الى الجبل؟
ان الجبل هو المكان الذي كانوا يصعدون اليه ليعبدوا الرب، هنا يقول تأملوا في قلوبكم لأن كل شيء مركزه القلب، ويسوع يعرف ماذا يوجد في قلوبنا؟ فاتجاه قلوبنا تجاه هذا الموضوع هو ما يشكل بركة أو لعنة على حياتنا.
" اصعدوا الى الجبل " أين الرب؟ أين نعبد ومن؟ على أي جبل نحن موجودون؟ هل على جبل الهنا في السماء أو لدينا آلهة أخرى تسرق ألبابنا وقلوبنا؟
ان أول شرط لمنع البركة نراه في الكتاب المقدس في سفر ملاخي 3 : 9 – 12 " اللعنة عليكم لأنكم تسلبونني، هاتوا جميع العشور الى بيت مال الهيكل. وليكن في بيتي طعام، جرّبوني بذلك يقول الرب. أنا الرب القدير تروا ان كنت لا أفتح لكم نوافذ السماء وأفيض عليكم بركة لا حصر لها أرضكم تكون أرض مسرة ".
هذا هو أهم شيء في التعامل مع موضوع الدخل المادي، ان الرب هو الذي أعطانا والرب هو الذي يباركنا وللرب يرجع حق الملك أي أن للملك الحق في تقاضي 10 % (وهذا أقل معدل) من أموالنا، وهكذا نجعل منه شريكًا في حياتنا، والشريك هو الشخص الذي نشاركه ونستند عليه في أيامنا الصعبة، والشركاء يرفعون ويسندون بعضهم البعض، ونحن اذا كان الرب شريكنا، يكون لنا شريك عظيم هو مالك السماء والأرض وهو القادر أن يعطينا ويباركنا ويفتح أبواب السماء لنا.
هناك مقطع قاسٍ في سفر أعمال الرسل، ولكن ان تمعّنا به نعرف ما قصد الوحي من هذه القصة، ويتكلم عن حنانيا وسفيرة في الاصحاح 5 : 1 – 11 " ورجل اسمه حنانيا وامرأته سفيرة باعا ملكًا. واختلس من الثمن وامرأته لها خبر ذلك، وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل. فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل؟ أليس وهو باقٍ كان يبقى لك؟ ولما بيع ألم يكن في سلطانك؟ فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر؟ أنت لم تكذب على الناس بل على الله. فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ومات. وصار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك. فنهض الأحداث ولفوه وحملوه خارجًا ودفنوه. ثم حدث بعد مدة نحو ثلاث ساعات ان أمراته دخلت وليس لها خبر ما جرى. فأجابها بطرس: قولي لي أبهذا المقدار بعتما الحقل؟ فقالت نعم بهذا المقدار! فقال لها بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب. هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب وسيحملونك خارجًا. فوقعت في الحال عند رجليه وماتت. فدخل الشباب ووجدوها ميتة فحملوها خارجا ودفنوها بجانب رجلها ".

لقد كذبا على الروح القدس فجلبا لعنة على نفسيهما.. ان أهم شيء هو الصدق، فهل تتصور أن تخفي الأمور عن الرب؟ أن نلعب عليه؟ هذه القصة تذكرني بالقصة التي وردت في انجيل لوقا 18 : 9 " انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والآخر عشّار. أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا: اللهم أشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. أصوم مرتين في الأسبوع وأعشّر كل ما أقتنيه، اما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا: اللهم ارحمني أنا الخاطئ.أقول لكم أن هذا نزل الى بيته مبرّرا دون ذاك".
من من الاثنين فضل الرب على الآخر كموقف قلب؟ الفريسي كان يدفع عشوره لكنه كان متكبرًا يكرر كلمة أنا: أنا أصوم.. أنا أصلي.. أنا أعشّر... وهذا لا يرضي الرب أننا نفتخر بما نعمل، لكننا يجب أن نعمله لأنه حق وينبغي أن نقوم به. لا يجب أن يكون هدفنا فيما نعمله ابراز صلاحنا والافتخار بذواتنا.
هناك آيات من الكتاب المقدس سأقرأها بسرعة دون الرجوع الى المراجع:
موضوع البخل: " هناك من ينفق فيزداد ومن يذخر فيسير الى الفقر " هناك أناس يجمعون المال وهناك مثل يقول بما معناه أن ليس الغني هو الذي يصبح بخيلاً بل أن البخيل هو الذي يصبح غنيًا. ولكن هنا عندمـا يقـول: " من يذخر يسير الى الفقر " معناه أن الفقر المعنوي يصيب حياته، لأن البخيل يعدّ ماله ويتلذذ به. هذا الشخص مسكين، والبخلاء مساكين ويموتون وحيدين لأنهم لم يجمعوا من حولهم من يحبهم. وجود المال لا يعطي حياة مباركة. وتقول الكلمة أن هناك فقراء يعيشون كأغنياء، وهناك أغنياء يعيشون كفقراء. هنا موقف القلب ونمط الحياة التي نختار أن نعيشها مع الرب.
في رسالة بولس الرسول الأولى الى تيموثاوس 6 " حب المال أصل كل شر. وبعض الناس استسلموا اليه فضلوا عن الايمان "، هناك كثيرون أتوا الى الكنيسة وتعرّفوا على الرب وعاشوا فترة ايمان، لكنهم ركزوا فيما بعد على المال فانصرفوا الى تحصيله ولم يعد لديهم الوقت للمجيء الى الكنيسة فابتعدوا عن الرب.. أين أصبح سلامهم وفرحهم ومستواهم الروحي وهو الأساس !!!
ويكمل بولس الرسول وهو يكلم تيموثاوس قائلاً: " عليك أن توصي أغنياء هذه الدنيا بأن لا يتكبروا ولا يتكلوا على الغنى الزائل بل على الله الذي يفيض علينا بكل ما ننعم به ".
ونرجع لعلاقتنا مع الرب فنعرف أن كل ما نملكه ونكسبه هو منه، وهو الذي يسمح به ويباركه.. وفي رسالة العبرانيين يقول الوحي " لتكن سيرتكم منزهة عن محبة المال واقنعوا بما عندكم ".
وهنا يتكلم عن موضوع القناعة، أن نقنع بما عندنا، وهنا أتذكر المثل الذي قاله يسوع عن العمال الذين أتوا آخر النهار ليعملوا، فأعطاهم أجرًا مثل الذين أتوا وعملوا من بداية النهار، فامتعض أولئك وقالوا : هؤلاء قد عملوا ساعة واحدة وتعطيهم ما تعطيه لنا ونحن نعمل من بداية النهار.. أجابهم يسوع : لقد اتفقنا أن تأخذوا هذا المبلغ فما بالكم تنظرون الى ما يأخذه غيركم ولم تعودوا مسرورين أو متمتعين بما لديكم !!!
أريد أن أشارككم هذا الاختبار: عندما رجعت وعائلتي من السعودية، عدت الى المدرسة التي كنت أدرّس فيها من قبل فسألني مدير المدرسة: كم تريدين؟ قلت: لا أعلم ما هو معدل الأجور في لبنان، حدّد أنت لي الأجر المناسب لوظيفتي، وهكذا فعل، ولم تمضِ مدة شهر واحد حتى علمت أن الموظفة التي كانت قبلي وكانت شهادتها أقل من شهادتي كانت تقبض أكثر مني.. تشاورت مع زوجي حول هذا الموضوع ثم وجدت أنه لا يحق لي أن أراجع المدير لأنني رضيت بما اتفقنا عليه. وهذه نقطة مهمة: ألا تبقى عيوننا مركزة على مدخول الآخرين والا سنفقد البركة والفرح في حياتنا.

هناك أسباب أخرى تمنع البركة المادية مثل القصة التي وردت في انجيل لوقا 5 : 1 - 7 " واذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان واقفًا عند بحيرة جنيسارت فرأى سفينتين واقفتن عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك. فدخل احدى السفينتين التي كانت لسمعان وسأله أن يبعد قليلا عن البرّ. ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: أبعد الى العمق وألقوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا ولكن على كلمتك ألقي الشبكة. ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكًا كثيرًا جدًّا فصارت شبكتهم تتخرّق. فأشاروا الى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم، فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق ".
قال لهم الرب: لن تعودوا صيادي سمك بل صيادي بشر. أعطاهم خدمة، وصية أنهم سيصبحون صيادي بشر. لكن عند موت الرب خاف التلاميذ وقـرر بطرس الرجوع الى مزاولة صيـد السمك، والكلمة في انجيل يوحنا 21 : 3 – 7 تقول:
" قال لهم سمعان بطرس أنا أذهب لأتصيد، قالوا له نذهب نحن أيضًا معك. فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئًا. ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع. فقال لهم يسوع: يا غلمان ألعل عندكم اداما؟ أجابوه: لا. فقال لهم ألقوا الشبكة الى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فألقوا ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك. فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب ".
لماذا لم يقدروا أن يصطادوا سمكة واحدة وقد حاولوا جاهدين طوال الليل؟ لأنهم خرجوا من خطة الله لهم..
لم يقل لهم: عندما سيصيبكم الملل سترجعون الى حياتكم السابقة. لقد خرجوا من خطة الله لحياتهم، لقد خرجوا الى الصيد لكنهم لم ينتفعوا شيئًا وعندما قال لهم: ألقوا الشبكة الى جانب السفينة الأيمن كأنه يقول لهم: أنا الذي أعطي، أنا أذكركم أنني عندما اخترتكم قد عملت معكم نفس العمل، ولكني قلت لكم ستكونون صيادي ناس.
هكذا نحن أيضًا نخرج عن الخطة التي رسمها الرب لحياتنا وهذه الخطة نعرفها من خلال العلاقة الشخصية مع الرب، من خلال صلواتنا، من خلال الخلوة اليومية معه ومن خلال ارشاداته، هناك جرس داخلي فينا ينبهنا: لا ليست تلك الطريق بل هذه هي الطريق التي رسمتها لكم، فنرجع الى الخط المستقيم الذي رسمه لنا لنأخذ البركات التي حضّرها لنا.
هناك نقطة أخرى أو سبب من الأسباب التي تعطل البركة المادية علينا، ألا وهي النقطة التي يتناولها الرسولان بطرس ويعقوب، يقول الرسول بطرس: " من أراد أن يحب الحياة ويرى أيامًا سعيدة فليمسك لسانه عن الشر وشفتيه عن المكر في الكلام. وليبتعد عن الشر ويعمل الخير، وليطلب السلام ويسعى اليه، لأن عين الرب على الأبرار وأذنه تصغي الى دعائهم, أما وجهه فيميل عن الذين يعملون الشر ".
اللسان.. وينبّر يعقوب في رسالته في الاصحاح الخامس عن اللسان، فهو يحمل البركة ويحمل اللعنة أيضًا. لذا يجب أن يحمل لساننا دومًا البركة الى الآخرين.. القريبين والبعيدين.. والبركة التي نعلنها عليهم يعود الرب فيعيدها علينا، بعكس كلام الشر وحديث السوء والادانة والشكاية التي تهدم ولا تبني.
في المزمور 109 يقول صاحب المزمور: " أحبَّ اللعنة فلحقت به، وكره البركة فاتبعدت عنه. لبس اللعنة كقميص له ".
نحن نُخيّط هذه اللعنات، بكلماتنا وبتوجه تفكيرنا السلبي تجاه الآخرين نجلب اللعنة أو نحدّ من البركة التي حضّرها لنا الرب.
يقول سفر الأمثال 11 : 11 " ببركة المستقيمين تعلو المدينة وبكلام الأشرار تنهدم ".
كلام الأشرار يهدم مدينة !!! يا لهذه القوة التي في اللسان وفي الكلام الذي ننطق به.. حتى يبني أو يهدم مدينة بكاملها.
ويقول بولس لتيموثاوس " المنازعات بين قوم فسدت عقولهم وأضاعوا الحق. وحسبوا التقوى سبيلاً للربح. نعم في التقوى ربح عظيم اذا اقترنت بالقناعة. فما جئنا الى العالم ومعنا شيء ولا نقدر أن نخرج منه ومعنا شيء ".
ان تركيزنا الأساسي لا ينبغي أن يكون على: تحصيل المال، وكمية المال الذي نحصله وكيف نتبارك..
الأهم من هذا كله هو موقف قلوبنا، أن نعيش في التقوى، لا التقوى التي تأتي من البرّ الذاتي أي لنبرهن أننا أشخاصًا صالحين، بل أن تكون التقوى بيننا وبين الرب أسلوب ونمط حياة.
أتذكر قصة عن شخص يدعى روكفلر وكان من أثرياء العالم وقد أوصى بما يلي:
عندما أموت ضعوني في نعش وافتحوا لي فتحة وأخرجوا يدي منها..
فتعجب الناس من حوله من هذه الوصية..
فقال لهم: أريد أن أُري الناس الذين حولي أنني لا أقدر أن آخذ شيئًا من أموالي الى حيث أنا ذاهب..
لا ينبغي أن يكون لدينا لهفة تجاه المال: مال مال مال.. ان المال ضروري لحياتنا والرب يريدنا أن نتبارك وأن نحظى بالمال كي نحيا حياة لائقة ومباركة، وأن يسدّد احتياجاتنا.. وعنده حلول لا نتوقعها لمشاكلنا المادية..
أذكر أنه عندما رجعنا من السعودية بسبب مشكلة ابنتنا الصحية، وكانت الأوضاع الأمنية في لبنان في زمن الحرب غير مستقرة.. لم يكن لدينا سوى مبلغ محدود من المال.. ولم يجد زوجي عملاً له، وبعد مرور شهر تلقينا مكالمة هاتفية من صديق كان يعمل مع زوجي في السعودية، فقال له:
" منير.. جئت البارحة وعندي شيء لك.. لقد راجعوا حساباتهم حيث كنت تعمل، ووجدوا أنك تستحق تعويضًا، ولديَّ شيك لك قيمته 5 آلاف ريال ".
الرب يرى، يسمع ويحس باحتياجنا عندما يكون نظرنا مثبت عليه هو، يعود فيعوض الخسارة ببركة غير متوقعة ليست في حسباننا.
كيف تأتي بركات الرب؟ ما هي سبل التوفيق؟
يقول الوحي في سفر صموئيل الأول: " هذه حقوق الملك، يأخذ ضريبة العشر من زرعكم وكرومكم ".
قد تُحدّ البركة في حياتنا اذا حجبنا وامتنعنا عن اعطاء الملك حقوقه. تمامًا عندما نمتنع عن دفع ضريبة الدولة، الملك أهم فهو يرى قلوبنا لا أموالنا فقط.
اليتامى ينبغي أن نساعدهم ونحبهم وكل من هم بحاجة. تحضرني قصة حدثت معنا عندما تعرفنا كعائلة على الرب يسوع، كنا خارج البيت وعندما عدنا وجدنا ابنتنا الصبية في قمة سعادتها وفرحها، فسألتها عن سبب فرحها فأخبرتني أنها ساعدت امرأة محتاجة دقت بابنا بهدف جمع المال لابنها المريض الذي تريد أن تعمل له عملية فاستقبلتها ابنتي وأخبرتها عن خلاص الرب يسوع وشفاءه وعن الحياة الأبدية.. ثم قالت لها: أهلي خارج البيت ولكن انتظريني قليلاً، فصعدت ابنتي الى غرفتها وأتت لها بكل مدخراتها.. فقلت لها: عظيم الرب يباركك.. وشجعتها لأنها عملت خيرًا..
بعد مضي سنتين تقريبًا كنت أنا في البيت ودقت بابنا امرأة تطلب مالاً بحجة جمع المال لاجراء عملية لابنها المريض فتذكرت المرأة التي أخبرتني عنها ابنتي.. عرضت عليها مالاً فاحتقرته لأنه لم يكن كافيًا بنظرها، ثم قلت لها: أتريدين أن تعملي؟ تعالي أشتغلي وسأعطيك مبلغًا وقدره كذا، فأجابتني: ما هذا؟ ان هذا الذي تعرضينه عليّ في شهر أحصل عليه بيوم..
هذا هو أسلوب عيش هذه المرأة.. تجارة وتسوّل. ينبغي أن تكون لدينا حكمة في اعطاء المحتاج ليقودنا الرب في هذا الموضوع، ولكن ليكن توجهنا هو العطاء..
ولكن لنفسح المجال لارشاد الرب، فاذا وجدنا أن عطاءنا يشجع على الخطيئة، على لعب الميسر، على الزنى، على ادمان الخمر، ينبغي أن نتوقف، وهكذا مرة بعد مرة نخطئ، ومرة بعد مرة نتعلم من أخطائنا.

سفر صموئيل الثاني الاصحاح 22 يقول " لحسن أعمالي كافأني ولطهارة يدي جازاني خيرًا ".
في يعقوب يحثنا على أمرين أساسيين من أجل الحصول على البركات المادية فيقول " فاصبروا يا اخوتي، انظروا كيف يصبر الفلاح وهو ينتظر ثمر الأرض الثمين متأنيًا عليه حتى يسقط المطر المبكر والمؤخر ".
نحن نحتاج الى الصبر، نمر بأوقات صعبة وبأوقات زرع ولا نقطف ثمر ما زرعناه، ثم يكمل الوحي فيقول:
" ثم عاد الى الصلاة فأمطرت السماء وأخرجت الأرض خيرها ".
هنا نتعلم الصبر والصلاة في الأوقات الصعبة، لنتذكرأن الرب هو الذي سيغير الأوقات والأزمنة.
المزمور 115 يقول: " يا خائفي الرب اتكلوا على الرب، الرب يذكرنا ويباركنا ".
وأمثال 11 يقول " من يتكل على غناه يسقط، والصديقون يزهون كالأغصان ".
أمثال 10 : 22 يقول أيضًا: " بركة الرب هي التي تغني وكثرة التعب لا تزيد شيء ".
لا يعني هذا الكلام ألا نتعب ونشتغل، بل على العكس، ولكن اذا زدنا العمل والتعب في الليل والنهار وأيام الأحد والسبت لن نقدر أن نزيد البركة، بل البركة تأتي من عند الرب عندما تكون علاقتنا معه صحيحة.
اذا رجعنا الى قصة يوسف في سفر التكوين نقرأ " الرب كان معه وكان ينجحه في كل ما يعمل "، لماذا؟
لأن في كل الأوقات الصعبة التي قطعها يوسف كان متكلاً فيها على الرب، وكان كل ما يعمله ليكون الرب راضيًا عنه.
راعوث أيضًا عندما تبعت حماتها نعمي واله حماتها، أعطتها نصيحة قائلة: اذهبي الى بوعز، نامي عند رجليه.. ففعلت راعوث ما أشارت عليه حماتها فقال لها بوعز: " باركك الرب يا ابنتي وولاؤك هذا أعظم من ولائك الأول لنعمي حماتك".
لقد سمح لها أن تجمع ما بقي من الحصاد لتأكله مع حماتها.. هذا الولاء دفع رب عملها للزواج بها لاحقًا..
أيوب وتجاربه، صبر ولم يُنكر الرب، تلكَ المحنة كانت بسبب الشيطان لينكر الهه، لكنها لم تنجح خطته وأرجع الرب لأيوب أضعاف ما كان له وخسره في الماضي جراء هذه التجربة.
سفر التثنية 7 يقول الرب" اذا سمعت هذه الأحكام وحفظتها وعملت بها فجزاؤك أن يحفظ الرب الهك عهده معك فيحبك ويباركك ويكثرك ويبارك ثمرة أحشائك وثمرة تربتك، يفتح الرب لكم السماء كنزه الخيّر ليعطي أرضكم مطرًا في أوانه ويبارك جميع أعمال أيديكم ".
يقول لنا الرب اذا سمعتم هذه الأحكام وحفظتموها وعملتم بها، أفتح سدود السماء.
داود الذي كان بحسب قلب الرب رغم الخطايا التي ارتكبها في حياته، لكنه كان يرجع الى الرب تائبًا ويُصلح سلوكه، يقول في المزمور 21 " يا رب تُعزّز الملك فيفرح، تخلصه فيبتهج ابتهاجًا. أعطيته منية قلبه وما رفضت طلبة شفتيه. بادرته بفيض من البركات. وبتاج من الذهب على رأسه. سألك الحياة فأعطيته عمرًا يطول مدى الأيام. خلصته فعظم مجده وجلالاً وبهاء ألقيت عليه ".
ويخبرنا الوحي في سفر أخبار الأيام 29 " ومات داود بشيخوخة صالحة بعد أن شبع من الأيام والغنى والمجد وملك ابنه سليمان مكانه ".
ان البركات التي أتت على داود امتدت الى نسله من بعده، لأنه يقول أن الرب يبارك ثمرة أحشائكم.. حتى البركة التي نأخذها من الرب اذا حفظنا وصاياه وعشنا بموجبها يرضى علينا وعلى أولادنا وعلى رابع وخامس جيل من بعدنا، وحتى اللعنات تأتي من الأجداد حتى الجيل الرابع. لذلك عندما نصلي مع أناس ونحس أن لديهم جذور من الماضي، عندما نأتي بها عند الرب يسوع ونؤمن به ونضع حياتنا تحت سلطانه نصلي حتى نكسر كل اللعنات التي تكون قد أتتنا من الآباء، وأنا عندما آمنت وتعرفت على هذا التعليم عرفت أن جدي كان عضوًا في الماسونية.. عرفت من الرب أن هذا لا يرضي قلبه، فتبت عن جدي بسبب ذلك، وكذلك كانت خالاتي من اللواتي يلجأن الى التبصير للتسلية، فصليت ضد هذه اللعنة التي قد تأتيني من خطايا لا ترضي قلب الرب.. ويمكن لكل واحد منا أن يصلي ويضع نفسه تحت سلطان الرب وحمايته ويكسر كل اللعنات التي أتتنا بسبب ارتكاب أجدادنا لأمور لا ترضي الرب عن قصد أو غير قصد منهم، وكي لا تأتي نتائج أعمالهم لعنات علينا. لنبقى حسب قلب الرب متكلين عليه محافظين على وجودنا على جبل عال معه، واثقين أنه يحبنا، إنه أب لنا ولا يرفض لأولاده أي طلب محق.. الرب يبارككم.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وعد جديد من الرب: في عبادة الرب بركات لا تعد
بركات الرب حلت على الكل
بركات الرب عدد شاكرًا
عدد بركات الرب لك اليوم ،
فى بركات طاعة الرب


الساعة الآن 05:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024