رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
«ٱلْبَسُوا سِلاَحَ ٱللهِ ٱلْكَامِلَ» (أفسس ٦: ١١) في رسالته الى الأفسسيين أبرز الرسول بولس ثلاثة مواضيع هامة: غنى المؤمن في المسيح، سلوك المؤمن في المسيح، جهاد المؤمن في المسيح. يظن البعض ان اختبارات الإيمان تتوقف عند قبول المسيح مخلصاً. والصحيح ان قبول المسيح مخلصاً هو المدخل الوحيد الى ملكوت الله. ولكن المؤمن يجب أن لا يقف عند هذا الحد. المؤمن له عمل موضوع ومرسوم من الله. وهذا العمل هو الجهاد في سبيل الاحتفاظ بالقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب. وهو أيضا الكفاح ضد الخطية لإتمام الخلاص، وفقا للوصية الرسولية القائلة: «تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسَرَّةِ» (فيلبي ٢: ١٢ و١٣). وهذا أيضا يعني ان المؤمن مدعو لخوض حرب روحية لانقاذ النفوس الضالة. ولهذا كان الأمر اليومي البسوا سلاح الله الكامل. البسوه كل يوم لأن المعركة مستمرة بلا هوادة وبكل عنف. قال الجنرال وليم بوث رئيس جمعية جيش الخلاص: ما دام يوجد سكير مهمل، وما دامت بنت ضالة في الشوارع، وما دامت نفس مظلمة بدون نور، فانني لن القي السلاح. هذا شعار جدير بنا ان نحمله في وسط هذا الجيل المعوج والملتوي، ثابتين في روح واحد، ومجاهدين معا بنفس واحدة لايمان الانجيل. متذكرين قول الكتاب: ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه يخلص نفسا من الموت ويستر كثرة من الخطايا. لقد سمعنا عظات كثيرة عن غنى المسيح الذي لا يستقصى. وسمعنا المزيد عن رغبة المسيح في أن يدخلنا الى قلب ميراث القديسين في النور. تلك الرغبة التي عبر عنها بقوله في صلاته الشفاعية «أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي» (يوحنا ١٧: ٢٤). وسمعنا عظات أخرى عن حياة الامتلاء بالروح القدس وعلمنا ان الروح المبارك يعزي ويقوي ويعلم، ويرشد الى جميع الحق، ويبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. وسمعنا عظات عن الولادة الجديدة من فوق بالماء والروح، التي بدونها لا يقدر أحد أن يرى ملكوت الله. أما اليوم فكلمة الله تضعنا في قلب المعركة ضد قوات الشر الروحية المعركة التي أوقد نارها الشيطان لتدمير كنيسة المسيح. أجل ان عدو الصلاح يحارب أتباع المسيح بلا هوادة. وهو يستخدم كل وسيلة ممكنة لإبعاد الناس عن الرب نورهم وخلاصهم. يستخدم الخمارات وبيوت القمار، وبيوت المنكر، والمجلات البذيئة والأفلام الخليعة، والكنائس المهملة، والتعاليم المضلة، والأنبياء الكذبة. فلنحذر هذا العدد الماكر ولندرب نفوسنا على الكفاح لئلا يباغتنا ويسقطنا من ثباتنا. يا أحباء حربنا ضارية لأن مصارعتنا كما قال الرسول ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم، على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات. نعم هؤلاء هم اعداؤنا، وهم أقوياء جدا، وقائدهم الشيطان الملقب بالقوي. ومع ان كلمة الله تنبه أفكارنا الى هذه الحقيقة إلا ان كثيرين يستهينون بالامر متوهمين ان حربهم مع أضداد عاديين من الناس الأشرار. وما دروا ان المعاندين الاشرار هم أعوان الشيطان الغاوي وانه لمن الجهل وسخف التقدير ان يقلل أحد من قوة اعوان الشيطان. الذين يدسون بدع هلاك. وهم في الطمع يتجرون بالبسطاء بأقوال مصنعة. والاجهل والاسخف، هو أن ينكر أحد وجود الشيطان. من ينكر وجود الشيطان يخدمه ويسهل له مهمته، اذ يقدم له وسيلة التنكر. والشيطان يعرف كيف يعمل من وراء الستار. قال الرسول بولس ان الشيطان يغير شكله الى شبه ملاك نور، فليس عجبا ان كان خدامه يغيرون شكلهم كخدام للبر. ومعنى هذا ان الشيطان عدونا شخص غير اعتيادي شخص له القوة ان يضل البشر ويسبيهم الى ناموس الخطية والموت. صحيح اننا لا نراه رأي العين، ولكننا نرى عمله من خلال أبناء المعصية. فهو كائن روحي نجس يوسوس في صدور بني البشر. ويزرع في قلوبهم بذور الخصومات والشقاق والحسد والتقاتل وكل امر رديء. الرب يسوع رآه وتحدث عنه ووصفه برئيس هذا العالم بمعنى ان له سلطان على العالم الشرير. ولقبه الكتاب المقدس باله هذا الدهر لان له السلطان المطلق على أبناء هذا الدهر الاشرار. واطلق عليه اسم سلطان الهواء وسلطان الظلمة لان له سلطانا على الابالسة الملقبين بأبناء الظلمة. ولكن مع كل ما له من قوة وتسلط يجب ان لا يخشاه المؤمنون لانه مهزوم، هزمه يسوع في معارك برية الاردن وجثسيماني والجلجثة التي خاضها ضده. ويسوع الغالب المنتصر قد أعطانا امكانية الانتصار الحاسم على الشرير وجنوده، اذ وضع في أيدينا السلام عينه الذي استخدمه هو، وبه هزم العدو الشرس. ذاك السلاح هو كلمة الله الحية الفعالة، التي أمضى من كل سيف ذي حدين. يخبرنا الانجيل ان يسوع حين جاع في برية الاردن، تقدم اليه الشيطان وقال له: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هٰذِهِ ٱلْحِجَارَةُ خُبْزاً. فَأَجَابَ: مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلله» (متّى ٤: ٣ و٤). وحين قال له المجرب: هوذا العالم كله في سلطاني وأنا أعطيه لك ان سجدت لي. فأجاب يسوع: «ٱذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» (متّى ٤: ١٠). وحين قال الشرير: «إنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فَٱطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ» (متّى ٤: ٦ و٧). أيها الأحباء في يقيني انه لا يوجد بينكم أحد رجلاً كان أم سيدة إلا وفي استطاعته أن يقاوم الشيطان الماكر بكلمة الله المكتوبة وبالتالي ينتهره بكلمة المسيح: اذهب عني يا شيطان. يا أخي كلمة الله المكتوبة قريبة منك، في كتابك المقدس وما عليك إلا أن تقرأ جزءا كل يوم من الكتاب العزيز وحينئذ يمكنك أن تغلب قوات الشر. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة الأبدية والى الأزل بيدو... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حمل سلاح الله الكامل |
سلاح الله الكامل |
سلاح الله الكامل |
ما هو سلاح الله الكامل؟ |
سلاح الله الكامل (2) |