منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 06 - 2013, 05:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

سيلا المتقدم بين الإخوة

سيلا المتقدم بين الإخوة
يصف الكتاب سيلا مع برسابا زميله : « رجلين متقدمين فى الإخوة » ( أع 15 : 22 ) ... وهو يرينا إياه ، بهذا المعنى يشق طريقه فى الكنيسة الأولى إلى الصفوف الأمامية ، ... وهو أشبه بيوسف الصديق القديم فى مصر ، عندما شق الطريق إلى الأمام ، ولكنه ركب المركبة الثانية ، إذ كانت المركبة الأولى لفرعون ، أو هو أشبه : « أبيشاى » أخو يوآب بن صروية هو رئيس ثلاثة . هذا هز رمحه على ثلثمائة فقتلهم فكان له اسم بين الثلاثة . ألم يكرم على الثلاثة فكان لهم رئيساً إلا أنه لم يصل إلى الثلاثة الأولى » ( 2 صم 23 : 18 ، 19 ) ... ونود أن نشير هنا إلى أنه لم يبلغ هذا المركز ، لصفاته الاجتماعية بين الناس ، إذ يظهر من حديث بولس فى فيلبى عندما أدخل إلى السجن مع سيلا ، وعوملا معاملة سيئة ، وأراد الولاة بعد ذلك اطلاقهما : « فقال لهم بولس ضربونا جهراً غير مقضى علينا ونحن رجلان رومانيان وألقونا فى السجن . أفا الآن يطردوننا سراً . كلا ! بل ليأتوا هم أنفسهم ويخرجونا» ( أع 16 : 37 ) يظهر من هذا الحديث أن سيلا كان كبولس متمتعاً بالجنسية الرومانية ، وهو مركز يدل على سمو مكانة عائلته وربما غناها ، ... لكن الكنيسة لا تعطى الصفوف الأولى لمجرد أن يكون الإنسان غنياً أو من عائلة كبيرة معروفة فى المجتمع : « فانظروا دعوتكم أيها الأخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون أقوياء ليس كثيرون شرفاء ، بل اختار اللّه ... أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود لكى لا يفتخر كل ذى جسد أمامه » ( 1 كو 1 : 26 - 29 ) .. ذكر كاتب غربى أنه وهو صغير كان يتردد على الكنيسة فى إحدى المدن الاسكتلندية ، وهناك كان يشاهد رجلا مسناً يواظب على الصلاة ، وقد ترك الرجل أثراً طيباً عميقاً فى حياته ، وتصادف ذات يوم أن رآه يكسر الحجارة على إحدى الطرقات العامة ، فاستغرب كثيراً أن يرى هذا الشيخ المحترم يقوم بمثل هذا العمل الوضيع ، وعندما أخبر والده بذلك ربت الآب على كتف ابنه ، وقال إن جيمس يكسر الحجارة ليحصل على قوت يومه ، ولكنى أعترف بأنه لا يوجد شخص هنا يعرف عن اللّه أكثر منه ، ولا تنس يا ابنى أن ابن اللّه الذى عاش على هذه الأرض ، كان فقيراً إذ لم يكن له أين يسند رأسه !! ... إن القياس الدائم عند اللّه للحياة المتقدمة ليس المظهر الذى يمكن أن يكون عليه الإنسان ، بل الداخل الذى يراه اللّه ... كان فى مدينة قديمة ثلاثة رجال مشهورون خدموا المدينة أعظم الخدمات ، وكان هؤلاء الثلاثة بركة للمدينة أحدهم حكيم عظيم ، والثانى خطيب قدير ، والثالث فاعل خير ، ولكن ليس له الشهرة الظاهرة أمام الناس ، وتقول القصة الخيالية إن اللّه أرسل ملاكاً معه تاج ، وأوصاه أن يضع التاج على رأس أفضل واحد فيهم ، وقال الملاك : ترى من هو الأفضل فيهم .. جاء الملاك إلى الحكيم وقال له إن اللّه يريدك أن تذهب إلى أكواخ حقيرة وراء الجبال لتخدمه هناك ، فتألم فى نفسه وقال « كيف » !!؟ وجاء إلى الخطيب وقال له أن يذهب إلى الأكواخ الحقيرة ويخدم فتألم وقال « لماذا !!؟ » .. ثم جاء إلى فاعل الخير وقال له الشئ نفسه ففرح وقال : «متى»!!؟.. وعندئذ وضع الملاك التاج على رأسه !! .. لقد تقدم سيلا بين الإخوة لا لمركزه الاجتماعى، بل لحياته الروحية الخادمة لأنه وزميله : « قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح» (أع 15 : 26 ) وما أروعها من شهادة للحياة المسيحية فى كل عصر وجيل !! .. قيل عن سيدة أسبانية نبيلة ، فى عصر الإقطاع ، إنها طلبت من زوجها أن يهبها قطعة أرض لتنفق من ريعها على الفقراء ، وكان الزوج غليظ القلب وبخيلاً ، ولكنه رضى بذلك مشترطاً عليها أن تأخذ من الأرض بقدر ما تستطيع أن تطوف حوله ، ذلك لأنه عرف أنها مريضة ولا تستطيع أن تقطع مسافات كبيرة ، بيد أن هذه السيدة دفعها حب الخير الذى يملأ شغاف قلبها ، لأن تغادر سريرها، فبدأت بالزحف حتى دارت حول قطعة بلغت مساحتها اثنين وعشرين فداناً ، وكان النتيجة أنها أنهكت قوتها وفقدت حياتها ، لكن هذه الأرض التى اكتسبتها بدافع حب الخير ظلت مواردها للفقراء مدة سبعمائة عام !! .. إن روح البذل هى التى اعطت سيلا مكان المتقدم وهى الى تعطى كل خادم المكان الممتاز فى الرسالة المسيحية!!.. ربما أشرنا فى بعض الدراسات السابقة إلى قصة دكتور دف الاسكتلندى التى كان لا يمل مودى ذكرها وسنذكرها كما جاءت فى كتاباته ، قال : بينما كنت أتأهب لترك الولايات المتحدة إلى انجلترا فى عام 1867 قال أحد أصدقائى : أرجو أنك تستطيع الذهاب إلى أدنبره وتحضر المحفل العام ، وقال الصديق إنه سمع فى ذلك المحفل العام الماضى حديث دكتور دف الذى ألقاها وكان كأنه من نار !! قضى دكتور دف - مرسلا فى الهند - خمسة وعشرين عاماً يكرز بالإنجيل ويؤسس مدارس ، وعاد إلى أدنبره بجسم محطم ، ولما أعطيت له الفرصة للكلام فى المحفل العام خاطبهم وهو يحثهم على إرسال مبشرين للحقول الاجنبية وبعد أن تكلم مدة طويلة ، بلغ به الإعياء إلى حد أن أغمى عليه فحملوه من قاعة المحاضرات إلى مكان آخر، وأسعفه الأطباء إلى أن أفاق ، فلما عاد إلى وعيه تحامل على قدميه وقال : «إنى لم أتم حديثى ، احملونى إلى هناك لكى أتمه » فلما قالوا له إنك لا تستطيع إلا بتعريض حياتك للموت قال : سأفعل ذلك ولو مت !! .. وحمل الرجل الذى تكلل شعره بالبياض وحالما رأيناه فاضت دموعنا ، وهو يقول : « يا أباء وأمهات اسكتلندا .. هل حقاً ليس لكم أولاد أيضاً ترسلونهم إلى الهند فى عمل الرب يسوع .. إن صوت الاستغاثة يعلو ويعلو دون أن يجد جواباً منكم ... عندكم المال فى المصارف لكن أين العمال الذين يذهبون !! عندما تعلن الملكة فيكتوريا عن حاجتها إلى متطوعين فى الجيش تقدمون أولادكم بسخاء ، ولا تذكرون وقتئذ شيئاً عن صحتهم ، ولا عن الطقس المتعب ، ولكن عندما يدعو الرب يسوع تقول اسكتلندا: ليس عندنا أبناء أيضاً !! ثم التفت إلى رئيس المحفل وقال : يا حضرة الرئيس .. إن كان حقاً أن اسكتلندا ليس عندها أبناء تقدمهم لخدمة الرب يسوع المسيح فأنا بالرغم من أنى أضعت صحتى فى تلك البلاد ، وبالرغم من أنى جئت إلى الوطن لأموت .. نعم !! .. إنه فى حالة عدم وجود آخرين يذهبون ليبشروا الوثنيين عن المسيح ، سأسافر غداً لأخبرهم أنه يوجد فى اسكتلندا شيخ مستعد أن يموت من أجلهم .. سأعود إلى شواطئ نهر الكنج، وهناك أضع حياتى شهادة لابن اللّه!! كان دكتور دف الاسكتلندى نوعاً من سيلا الذى بذل حياته من أجل المسيح .
ومع ذلك فمن الواجب أن نلاحظ أن شهوة التقدم إلى الأمام بين الإخوة لم تكن الشهوة التى تسيطر على سيلا ، أو الهدف الذى يذهب إليه بدافع الأنانية وحب الذات ، أو فى لغة أخرى إنه لم يسع لأجل العظمة التى تعطيه المكان المتقدم بين المسيحيين ، لقد جاءته هذه العظمة عن طريق الخدمة على أساس قول المسيح : « من أراد أن يكون فيكم عظيماً ، فليكن لكم خادماً » ، ( متى 20 : 26 ) .. إن العظمة المسيحية تأتى تلقائياً ، ودون سعى أو جهد ، كما يتبع الظل صاحبه ، عن طريق نكران النفس والذات ، ... ولابد من أن نقرر أن تحديد المسافة التى تصل إليها ليس فى يد صاحبها أو فى يد الآخرين ، بل فى يد اللّه الذى يدفع الخادم ، ويحدد مركزه فى الخدمة ذاتها ، .. ومع أن المركز الاجتماعى لبولس وسيلا كان متماثلا فكلاهما يحمل الجنسية الرومانية ، وليس فيهما من هو أفضل من الآخر من هذا القبيل،.. لكنه من الواجهة الروحية، وبحسب الترتيب الإلهى كانا لا يمكن أن يقفا فى خط واحد ، أو كما قال ديسمان فى دراسته عن بولس : « كان رفيقه الأول برنابا يكاد يقف معه على قدم المساواة ، لكن المساعدين الذين جاءوا بعد ذلك لم يكن فيهم من يأخذ هذا المركز بل كانوا أدنى إلى الاتباع». وقد قنع سيلا بهذا المركز التابع دون تذمر أو تردد ، مما يكشف عن روحه الوديعة ، وامتلائه بالخضوع والاتضاع، وكان بولس فى الوقت نفسه أبعد عن روح التسلط والاستعلاء والشموخ ، ويكفيه أنه فى رسائله إلى الكنائس كان يضم بعض المساعدين إلى جوار اسمه فى كتابة الرسالة : « بولس المدعو رسولا ليسوع المسيح بمشيئة اللّه وسوستانيس الأخ » ( 1 كو 1 : 1 ).. وسوستانيس هو سيلا بنفسه ، وفى الرسالة الثانية : « بولس يسوع رسول المسيح بمشيئة اللّه وتيموثاوس الأخ إلى كنيسة اللّه » ( 2 كو 1 : 1 ) .. وهذا الإكرام المتبادل هو السمة التى ينبغى أن تسود الجميع مهما اختلفت مراكزهم أو أوضاعهم ، كما قال السيد : « ملوك الأمم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين وأما أنتم فليس هكذا . بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر . والمتقدم الخادم » ( لو 22 : 25 ، 26 ) ..
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المتقدم في الإلهيات يقدم مجدًا وكرامة الله
مريم: النجم المتقدم أمام الشمس
الجهاز العصبي المتقدم
شروط المتقدم للعماد
ماالشروط الواجب توافرها في الشخص المتقدم للرهبنة ؟


الساعة الآن 10:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024