رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمعان وسر السخرة على أنه من الواجب أن نقفعند نقطة أخرى في قصة سمعان، ونحن نقرأ أنهم سخروه للعمل، ونسأل ما هو السبب الذي دعاهم إلى إكراه هذا الرجل على حمل الصليب خلف المسيح؟ أهو منظره الأسود الذي جعله في نظرهم أحط من البيض وأقل شأنًا؟ وربما كان يرتدي ثيابًا متواضعة تكشف عن بساطة مظهره، أو ربما كان مفتول الذراع عملاقًا يسهل عليه أن يحمل الصليب، ومن ثم فهو أولى من غيره الذين يسيرون في الموكب، والذين لا يجوز أن يلزموا واحدًا منهم بمثل هذا العمل المهين المؤلم!! أم أن النظرة كانت بسبب بعض الأشفاق الذي أحسوا به تجاه المحكوم عليه بالصلب وقد ذاق الويلات القاسية من الجلد والتعذيب والآلام النفسية المبرحة، فتعثر تحت صليبه مرة أو مرات، وكان في نبله وصمته وألمه مشجعًا لهم على اتخاذ هذه الخطوة؟ على أي حال يبدو أن سمعان بغت بالأمر، وأحس بالمذلة والمهانة، وهم يلزمونه بحمل الصليب، وربما لم يكن الدافع عند الجنود الشفقة على يسوع المسيح، بقدر رغبتهم في انجاز مهمتهم على وجه معجل دون إبطاء!! كان العمل في نظرهم شيئًا صغيرًا، إذ ماذا يعني إجبار رجل فقير أسود على أن يسير حاملاً الصليب مسافة قد تكون طويلة أو قصيرة، ومن المعتقد أن سمعان لم يكن على علاقة سابقة بالمسيح، ولكنه أخذ بالاشفاق عليه، وهو يراه في غاية الجهد والتعب والألم.. ولا نملك هنا إلا أن نقف أمام السر العظيم، كيف ناء السيد بحمل الصليب، وهو الذي وصفه كاتب الرسالة إلى العبرانيين في مطلع رسالته : «حامل كل الأشياء بكلمة قدرته» (عب 1 : 3)... وقال عنه غويغوريوري النايزنزي : «لقد اشتد جوعه ولكنه أطعم الجماهير في البرية، وكان هو الخبز الحي النازل من السماء، حقًا قال : أنا عطشان، ولكنه صرخ بصوت عظيم : إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب. لقد تعب ولكنه نادى المتعبين والثقيلي الأحمال، لقد نام ولكنه قام ليسكت الموج ويوبخ الرياح ويدع بطرس يمشي على الماء، لئن شهدت تلك بكمال انسانيته، فإن هذه تشهد بكمال لاهوته» ... سأل أحدهم ممثلاً ألمانيًا كان عليه أن يمثل قصة المسيح المصلوب، وقد أمسك السائل بالصليب، فرآه ضخمًا وثقيلاً جداً،، قال للممثل : ولماذا تجهد نفسك بحمل هذا الصليب، وأنت تمثل، وكان من الممكن أن تحمل صليبًا مهما يكن مظهره ضخمًا، لكنه يمكن أن يكون خفيفًا، غير أن الرجل أجاب : ينبغي أن أحس آلام المسيح على حقيقتها، حتى أستطيع أن أكون في الوضع الصحيح وأنا أظهرها للناس، نعم لقد تحول الصليب فيما بعد ذهبًا يتدلى على صدور الناس، أو زينة توضع هنا أو هناك، لكنه أولاً وقبل كل شيء كان ألمًا رهيبًا فظيعًا على قلب المسيح وجسده! وهل يستطيع أحد أن يدرك عمق آلام السيد في تلك اللحظة .... كانت الكنيسة اليونانية القديمة تصيح : «آلامك يارب التي لا تدرك» «استيقظ ياسيف على راعي وعلى رجل رفقتي» وقد استيقظ السيف على المسيح ليتحمل آلامًا مهولة، كان يحمل جسدًا ممزقًا، ونفسًا مكسورة، ومن واجبنا أن نقف في صمت وألم، وهو يتعثر تحت الصليب، قبل أن نرى سمعان يسخر لحمله معه في ذلك اليوم الرهيب!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي، كنيسة المسيح التي هو رأسها |
سمعان ومجد السخرة |
سمعان وآلام السخرة |
سمعان وعواطفه تجاة السخرة |
سمعان ووقت السخرة |