عندما لا يجد القبطي من يضطهده!!!!

[Mary Naeem]

عندما لا يجد القبطي من يضطهده!!!!



أن نجد الاضطهاد من خارج الكنيسة والأقباط فهذا قد تعودنا عليه منذ نعومة أظافرنا , أما عندما يتسلط ويتجبر أحد القبط على مستحقات وحقوق جمعية خيرية تقوم بتقديم خدمات للمجتمع دون تميز بين أقباطه وغيرهم , فهذه هي البدعة التي تفوق كل هرطقات وبدع مقدونيوس وسابيلوس وأريوس حتى , كيف نرفع أصواتنا ونطلب حقوقنا من الآخر ونحن نضطهد بعضنا البعض , السجين والمضطهد يتقمص دور الجلاد ويستعذب اضطهاد أخوته يا للعار , عوض أن يشعر بالآمهم ويكفف دموعهم , هل ينقص الكنيسة أن تنهشها الذئاب أيضاً من داخلها , عوض أن نقف في بطولة لنصد هذه الهجمات الشرسة من الخارج نساعد على تقوقعها وخنوعها , كتبت هذه السطور لكي تصل لقلوب القبط في كل القطر ولكي يرى الجميع ماساتنا في قبطي متسلط باع نفسه بأرخص ثمن , ومصيبتنا في شعبنا وضميره الذي بدأت شمسه تغيب

القصة تبدأ وتتلخص في أن جمعية الشبيبة القبطية الأرثوذكسية بمدينة نقادة – محافظة قنا , والمشهرة بالشئون الاجتماعية وتقدم خدمة حضانة ومركزاً لخدمات الكمبيوتر وغيره من المشروعات الخدمية الرمزية , وقد يقدم القبطي كيهوذا نفسه لمن يريدون إغلاق هذه المراكز وتحديد نشاط القبط في كل القطر مع أننا نقدم الخير للجميع دون النظرلعقيدة أو جنس أو لون , قدم الرجل الذي يدعى " عزت مجلع ميخائيل " وبرغم أنه تربي في أحضان ملجأأيتام تابع للمؤسسة القبطية , وعندما كبرتكبر ونسى أنها صاحبة فضل عليه شخصياً وقد صنعت منه رجلاً صالحاً عوض متسولاً ضالاً , وليس ذلك فحسب بل بتشجيع شعب نقادة ومحبتهم نجح وهذا فخر لجمعيتنا أنها قدمته للمجتمع بهذه الصورة المشرفة كما قدمت غيره من رجالاً صانوا الجميل وبقوا على العهد ما عداه , وأصبح مجلع من ذوي الأملاك والعقارات وأراد أن يشتري منزل مقر جمعيه الشبيبة القبطية عام 1992 , ولكن صاحبه رفض لان الجمعية مستأجره له كمقر لها

بمحاولات مستميتة استطاع أن يقنع الجمعية بدهاء انه سيؤجر لها الدور الأرضي عندما يبني , ولن يتغير شيئاً بل سيكون لها مكان أكثر رقى , بلع الطعم ووافق على مضض مجلس إدارتها آنذاك , ظناً منهم أنه سوف يبقى على العهد ورد الجميل حيث أنه اشتراها بسعر بخس لوجود الجمعية بها كمسمار جحا , وفوجئا أعضاء مجلس الإدارة بأن الدور الأرضي الذي وعد به تحول إلي محلات تجارية أجرها بأسعار باهظة , وأعطي الجمعية شقه منقوصة واستقطع منها هذه المحلات وأصبحت غرفتين صغيرتين وصالة صغيرة خلف محلاته , ولها ممر مستقل وباب مستقل ووافقت الجمعية علي ذلك انتهز فرصه الثورة وغياب الأمن وقام بفتح باب علي الممر منذ ثلاثة شهور تقريبا ومنذ أيام أغلق الباب ومنع أعضاء الجمعية من دخول المقر , وسرق اللافتة الخاصة بالجمعية ومنع المراسلات الخاصة بها ويقوم بالاعتداء السب والقذف علي رئيس مجلس الإداره وأعضاء الجمعية وبيصرخ بعلوا الصوت : أعلى ما في خيلكم اركبوه

والسؤال هنا من الذي يسند هذا الشخص المعتدى على حقوق مشروعة لشقة قانون قديم ؟؟؟ يريد بكل جسارة أن يطرد الجمعية ضارباً بالعقد عرض الحائط , من يريد أن يحد من نشاط الجمعية حتى تفقد مقراتها واحداً تلوا الآخر لكي تتوقف عن تقديم الخدمات الخيرية لمدينة فقيرة في منطقة نائية بأقصى الصعيد , لاتزيد عن كونها قرية فقيرة الخدمات والإمكانيات , لماذا يتجرأ علينا هذا الأخرق في هذا التوقيت بالذات , هل سيضطهدنا هذه المرة أحد يهوذات القبط الذين ملئت الأموال جيوبهم بعد فقر , هل يكون هكذا رد الجميل للمكان الذي رباه أم أنها عقدة النقص التي تجعله يتخلص حتى من هذه الذكرى والماضي البغيض , ارفع هذه المظلمة لصاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص , ولكل مؤسسات المجتمع المدني والمهتمين بالعمل العام والحقوقيين والنشطاء في خدمة المجتمع والطفولة , بعد أن تذللنا للأمن بالكثير من المحاضر ضده ويحفظونها مما زاده طغيان وتكبر

ماذا نقول لأولادنا وأحفادنا فيما بعد ؟؟؟ جمعية لها سنوات عديدة وزمن طويل تنحسر وتغلق بيد من ؟؟؟ أحد القبط الذي يستغل الإقصاء الطائفي ضد كنيسته , كيف نستطيع أن نقدم مظالمنا في وجه من سيتاجر بهذا الموقف ويسلبنا باقي حقوقنا ومقراتنا ؟؟؟ إذا كانت هذه الشقة مسألة حياة أو موت بالنسبة له بغير حق فهي كذلك بالنسبة لنا ولن نتركها حتى ولو أغلقت للأبد , وسنقاضيه أمام كل محكمة تريد أن تظهر الحق لأن هناك من سيقوم بنفس الفعل ويطرد سكان متوسطي الدخل والحال لأن الإيجار قديم ولا يرضيه , مع أنه وافق عليه وقته وكان مناسباً آنذاك , لأنه وبدون وجود الجمعية كان سيضطر بشراء الأرض بسعر أغلى بكثير , نحن شركاء معه بهذا العقد القديم الذي لا يفسخ مادام العقار موجوداً وقفاً أبديا

أ / رافت كمال رميس

رئيس مجلس إدارة الجمعية