رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
هل تعرف خطة الله لحياتك؟ كيف أعرف خطـَّة الله لحياتي؟ على مدار الشهور القليلة الماضية، لم أكن مقتنعًا بأن لله خطة لحياتي، وذلك لسببين اثنين: السبب الأول هو أنني حاليًا في مفترق طرق فيما يتعلـَّق بوظيفتي. لا أعلم إذا كان الله يريدني أن أواصل عملي في مركزي الحالي، أم أنه يريدني أن أنتقل إلى عمل آخر! وإذا كانت خطة الله لحياتي هي أن أبدأ عملاً جديداً وأنتقل إلى مكان آخر، فماذا سأفعل وإلى أين يريدني أن أذهب؟ السبب الثاني هو فشل خطوبتي بالفتاة التي كنت أحبها (إذ أنني كنت مقتنعاً بأن هذه هي الإنسانة المثالية بالنسبة لي وأنها بالتأكيد موجودة ضمن خطة الله لحياتي). لكن الاختلاف الذي حدث بيننا، ومن بعده فسخ الخطوبة، تركني في حيرة من أمري، وازدادت شكوكي بخصوص خطة الله لحياتي! قد يبدو كلامي هذا مألوفاً بالنسبة لك، وهنا أعود إلى السؤال الأساسي والذي يطرح نفسه: كيف أعرف ما هي خطة الله لحياتي؟ أغلبنا يخطط ويدبِّر ويسعى لتحقيق أهدافه ومشاريعه الخاصَّة، وهذا ما أفعله أنا أيضاً، ولكن حتى في هذه الأثناء التي أعتمد فيها على نفسي في وضع الخطط والأهداف، يجتاحني شعور غامر ورغبة شديدة في معرفة خطة الله لحياتي. فحاجتي هي إلى معرفة إرادة الله لأطبقها وأسير وفقاً لها، ولأعمل مرضاته وأعيش له. إنَّ التـَّعرُّف على خطة الله قد يكون عملاً متعبًا وشاقاً لأنه يشمل نواحٍ عِدَّة. فالبعض يرغب في معرفة إرادة الله عند اختيار وظيفة، أو عند الإقبال على الزواج واختيار شريك الحياة، أو قبل شراء منزل، أو الهجرة إلى بلد معيَّن... لكننا في هذا المقال سنتحدث فقط عن الطريقة التي يمكننا من خلالها أن نفهم إرادة الله لحياتنا بصورة عامة. فما الذي يتطلـَّبه الأمر لكي يتحقق لنا هذا؟ يُقدِّم لنا الكتاب المقدس العديد من الآيات فيما يتعلـَّق بالتـَّعرُّف على إرادة الله وفهمها في حياتنا. اسمح لي أن أسلـِّط الضوء على الآيات الأولى من الأصحاح الثاني عشر من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، وإليك ما تقوله هذه الآيات: "فأطلـُبُ إليْكـُمْ أيُّهَا الإخْوَة برَأفةِ اللهِ أنْ تـُقـَدِّمُوا أجْسَادَكُمْ ذبيحَة حَيَّة مُقدَّسَة مَرْضِيَّة عِندَ اللهِ عِبَادَتـَكُمُ الْعَقلِيَّة. وَلا تـُشَاكِلوا هَذا الدَّهْرَ بَلْ تـَغَيَّرُوا عَنْ شَكـْلِكـُمْ بتجْدِيدِ أذهَانِكُمْ لِتـَخْتـَبرُوا مَا هِيَ إِرَادَة اللهِ الصَّالِحَة الْمَرْضِيَّة الْكامِلة." (رومية 12: 1 و2). إنَّ الآيات المذكورة هنا تحتوي على ثلاثة أمور هامة لها علاقة بفهم مشيئة الله في حياتنا: أولاً، علينا أن نـُقدِّم أجسادنا ذبيحة حيَّة مُقدَّسة مرضيّة ومقبولة أمام الله، وهي عبادته بعقل. أي أن العبادة ليست مُجرَّد تقديم ذبائح (كما كان يتم في العهد القديم) أو القيام بأمور طقسية، بل هي عبادة نابعة من القلب والعقل. فالله يريدنا أن نـُقدِّم له أجسادنا الحيَّة كذبائح وتقدمات يومية كجزء من عبادتنا له. أي بمعنى أن نعيش حياة التكريس لله غير مُستسلمين لرغبات الجسد بل عاملين بحسب وصاياه وتعاليمه وإرشاداته. ثانيًا، أن لا نـُشاكل هذا الدهر، أي أن لا نتمثـَّل بهذا العالم ونعيش حياة شبيهة بحياة أبناء العالم الذين يسعون لتلبية ملذاتهم ويهتمون بالأمور الفانية غير مبالين بإنذارات الله وبيوم الدينونة. إن عدم مُشاكلة هذا الدهر تتضمن تغييراً جوهرياً يترك تأثيرًا شاملاً على الفرد. ثالثًا، أن نتغيَّر بتجديد أذهاننا. ومعنى تجديد الذهن هو أن نُزيل أفكارنا البشرية الماديَّة ونستبدلها بأفكار روحية. قال أحد المرشدين الروحيين، "إنَّ اتـّباع مشيئة الله يتطلـَّب الإيمان والعمل". وهذا صحيح بالفعل، إلا أن معرفة مشيئة الله وخطته لحياتي تأتي نتيجة معرفتي لله نفسه، أي نتيجة الاقتراب منه ومعرفة تعاليمه ووصاياه وكلامه، والإحساس بمحبته أيضاً. وكل هذا يتطلـَّب منا وقتاً أكثر في التواصل والشركة معه تعالى. فالابن القريب من أبيه يعرف رغباته ويفهم إرشارداته، وهكذا نحن أيضاً عندما نكون قريبين من الله... عندها، سنعرف حتماً مشيئته لنا. تظهر مشيئة الله أيضاً لأولئك الذين ينمون روحيًا في المسيح يسوع عن طريق استخدام المواهب والعطايا الروحية التي منحها لهم لخدمته وخدمة وبناء الآخرين. ومِن الصعب أن نتخيَّل أن يكون هناك نمواً في الشخصية وفي الإيمان بدون استخدام المواهب والعطايا الإلهية العظيمة! فإذا سعيت لتحقيق الأمور الثلاثة الوارد ذكرها في الرسالة إلى أهل رومية 12 والتي هي: التكريس لله، الإنفصال عن شرور العالم، والتجديد في المسيح يسوع، فعندئذ سيكون لديك الحس الروحي المُميز لفحص الأمور والفصل بينها ومن ثم اختيار عمل الأفضل لأن هذه هي مشيئة الله. يكمل الرسول بولس كلامه في الأصحاح الثاني عشر من الرسالة إلى أهل رومية ليبدأ الحديث عن المواهب الروحية التي وهبها الله لنا والتي أشاد بنا أن نقبل تنوّعها فيما بين المؤمنين، وأرشدنا لأن نستخدمها بمحبة لصالح الآخرين ولنشر كلمة الله وإعلاء اسمه. مِن هُنا، يبدو لنا بأنَّ مشيئة الله تتجلى وتظهر من خلال الحياة العملية. فأنا لا أطلب مشيئة الله لأعرف فيما إذا كانت هذه المشيئة مناسبة لرغباتي أم لا، لكنني أطلبها لأعمل بها وأنفـِّذها. ومعرفة هذه المشيئة لا يتم أثناء فترة انتظارنا إشارة من الله يكشف لنا من خلالها عن مشيئته لحياتنا، بل إنه يتم كما ذكرنا خلال فترة حياتنا العاملة المتمثـِّلة باستخدام المواهب التي أعطانا إياها سبحانه، والتي يجب علينا أن نستغلها بكافة السبل كي نـُعجِّل من يوم مجيء السيد المسيح وحلول ملكوت الله. وفي رسالته إلى أهل أفسس، علـَّمهم الرسول بولس عن المواهب الروحية وعلاقتها بالنمو الروحي وحثـَّهم على استثمارها وتنميتها وخدمة الآخرين من خلالها. وقد شدَّد على هذه الحقيقة إذ قال: "وَهُوَ أعْطى البَعْضَ أنْ يَكونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أنبيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاة وَمُعَلـِّمِينَ، لأجْل تكمِيل الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنـْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، إِلَى أنْ نَنـْتـَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ" (أفسس 4: 11-13). أتذكـَّر برنامج شاهدته على قناة دينية كانت تدور أحداثه حول زوجين تعرَّفا على بعضهما أثناء خدمتها. لا أذكر بالتحديد تفاصيل ذلك اللقاء، لكنني أذكر جيداً بأنهما لم يتعرَّفا على بعضهما في الجامعة ولم يُغرما ببعضهما من قبل! لقد كان كلا منهما يطلب في صلاته أن يعمل مشيئة الله في حياته. وعلى هذا الأساس قررا أن يخدما الله ويُساعدا الفقراء. ويبدو أن عملهما وخدمتهما كانت استجابة الله لدعوتهما له، فقادهما إلى تلك الخدمة عينها! لم يكن الحب أو الغرام أو الإعجاب هو ما قادهما إلى بعضهما، بل بالأحرى رغبتهما في تلبية دعوة الله لهما! ومن هذه البداية تعرَّفا على بعضهما ووجدا في بعضهما الشريك المناسب. وبالرغم من اختلاف عاداتهما وتقاليدهما، إذ كانا من بلدين مختلفين، إلا أنهما وجدا الكثير من الأمور المشتركة بينهما، والأهم من ذلك هو تلاقيهما في تلبية الدعوة الإلهية لكلٍ منهما ورغبتهما في تنفيذ مشيئة الله. هذه القصة هي خير مثال لمساعدتنا على التـَّعرُّف على خطة الله ومشيئته لحياتنا من خلال انخراطنا في استخدام المواهب التي أعطانا إياها الله. إذا كـُنت تطلب من الله أن يُساعدك على التـَّعرُّف على خطته لحياتك، اسأل نفسك هذا السؤال: "هل أنمو في المسيح من خلال مشاركة وممارسة وتطوير المواهب التي أعطاها الله لي؟" ابتديء اليوم بمشاركة مواهبك وتنميتها في سبيل خدمة الله والآخرين، وتأكـَّد من أنك لن تندم أبدًا وستحصل على بركات عظيمة وستتعرَّف على خطة الله لحياتك. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح ينبوع الحياة الأبدية بيدو... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خطة الله لحياتك |
الله سند لحياتك |
هل تعرف خطة الله لحياتك |
قصد الله لحياتك ' الفرح' .. |
قصد الله لحياتك |