منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 06 - 2013, 06:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,391,590

بولس الإناء المختار
بولس الإناء المختار
كان بولس كرجل لاهوتى يؤمن بالاختيار المطلق الإلهى ، وقد كان من أشد الواثقين المتعصبين له ، وإذا قيل بأن أوغسطينوس تابعه فى ذلك ، وكان من أهم الأسباب عند هذا الأخير ، هو أن اللّه جاء به وهو موغل فى الخطية ، وحسب المنطق البشرى ، كان لا يرغب بتاتاً فى المجئ إلى اللّه ، وكان يفزع كلما رأى أمه القديسة تصلى من أجله سنوات عديدة ، لئلا يستمع اللّه إلى صلواتها ، فيستجيب لها ، ويخرج هو من الحياة العالمية البهيمية التى كان يتلذذ بها ويرتع فيها .. كان بولس قد أوغل هو أيضاً فى الاضطهاد والتجديف والافتراء وهو ما عاش يذكره طوال حياته ، ومع ذلك جاء به ، إذ سمع أول ما سمع شهادة اللّه لحنانيا : « لأن هذا لى إناء مختار » ( أع 9 : 15 ) ... وقول حنانيا له : « إله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته وتبصر البار وتسمع صوتاً من فمه » ( أع 22 : 14 ) ... ولا شبهة فى أن الصورة التى تحدث فيها عن الفارق بين عيسو ويعقوب : « لأنهما وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيراً أو شراً لكى يثبت قصد اللّه حسب الاختيار ليس من الأعمال بل من الذى يدعو ... فماذا نقول ألعل عند اللّه ظلماً . حاشا. لأنه يقول لموسى إنى أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف . فإذاً ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل اللّه الذى يرحم ، لأنه يقول الكتاب لفرعون إنى لهذا بعينه أقمتك لكى أظهر فيك قوتى ولكى ينادى باسمى فى كل الأرض . فإذاً هو يرحم من يشاء ويقسى من يشاء . فستقول لى لماذا يلوم بعد . لأن من يقاوم مشيئته . بل من أنت أيها الإنسان الذى تجاوب اللّه . ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتنى هكذا . أم ليس للخزاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان» ( رو 9 : 11 - 21 ) .. هذه الصورة كانت ماثلة أمام عينيه ، سواء تحدثت عن الفارق بين عيسو ويعقوب ، أو موسى وفرعون ، .. أو كانت تتحدث عنه هو عندما اختاره اللّه إناء للكرامة ، .. ومن ثم نجده يقول فى رسالته إلى غلاطية : « ولكن لما سر اللّه الذى أفرزنى من بطن أمى ودعانى بنعمته » ( غل 1 : 15 ) .. وهذا واضح تماماً فى سائر كتاباته ورسائله ، ويكفى أن نشير هنا إلى ما كتبه للأفسسيين : « مبارك اللّه أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة » ( أف 1 : 4 و 5 ) .. « لأننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق اللّه فأعدها لكى نسلك فيها » ( أف 2 : 10 ) .. والكلمة عمله تترجم « مجده » أو « شعره » وتعنى الصورة الرائعة أو القصيدة الشعرية التى يبدعها اللّه فى حياتنا ، التى تتحول منظومة رائعة بين يديه ، .. وهو لا يترك هنا مجالا للصدفة أو العارض أو ما أشبه من الأمور أن تحكم حياتنا ، فإذا كان اللّه قد اختار بولس منذ الأزل ، وأفرزه وهو فــى بطن أمه ، .. فلنا أن نتبين كـيف أعــده وهو لا يدرى للعمل العظيم الذى كان عليه أن يقوم به ، كما قال اللّه لكورش : « نطقتك وأنت لم تعرفنى » ( إش 45 : 5).. وهى الآية التى اتخذ منها هوراس بوشنل موضوعاً لعظته العظيمة بعنوان : « حياة كل إنسان مشروع إلهى » .. وبقليل من التقصى نرى العناصر الثلاثة العظيمة التى دخلت فى حياة هذا الرسول من بطن أمه ، وهى الأصالة اليهودية ، والرعوية الرومانية ، والبلاغة اليونانية ، ... لقد ولد فى طرسوس عاصمة مقاطعة كيليكية ، وتقع إلى الشمال الشرقى من طرف البحر الأبيض المتوسط ، وإلى الجنوب من آسيا الصغرى وكانت بها جامعة من أشهر الجامعات فى ذلك الحين ، إذ كانت تقف على قدم المساواة مع جامعتى أثينا والإسكندرية ، وكانت تعتبر ممراً للغادين والرائحين من التجار والسياح بين الشرق والغرب ، وكانت بجمالها وعظمتها وحضارتها شيئاً يختلف تماماً عن الجليل ، واليهودية ، ويعطى الرسول بولس ميزة ربما لم تتوافر فى واحد من جميع الرسل الذين عاشوا مع المسيح !! .. ومن الثابت أن بولس نشأ نشأة دينية متعمقة ، إذ كان أبوه من أشد الفريسيين المتمسكين بتقاليد الأباء ، .. وكانت عادة اليهود المدققين أن يبدأوا تعليم أولادهم فى الرابعة من العمر ، فى بيوتهم ، ثم يرسلونهم إلى المجمع حتى الثالثة عشر ، وهناك يتعلمون تاريخ آبائهم والتقاليد اليهودية ، ونحن لا نعلم شيئاً عن أبيه وأمه ، وربما ماتت أمه وهو صغير ، وكان له أخت متزوجة فى أورشليم ، وأغلب الظن أنه سكن عندها ، عندما ذهب إلى أورشليم ليتعلم وليكون واحداً من الربيين بعد أن جلس عند قدمى غمالائيل ، الذى كان واحداً من المعلمين الذين عرفهم التاريخ اليهودى ، وقد تحدثنا عنه فى مناسبته الخاصة ، وكان فى وقت من الأوقات رئيساً للسنهدريم وكان حجة فى تفسير الكتاب ، وكان مذهبه متسعاً بعيداً عن الحرفية القاتلة ، وراء جده هليل ، على العكس من شمعى الذى كان يحرم على أتباعه مجرد تحية الوثنيين فى الأعياد ، ... وقد تقدم على الكثيرين من أترابه لا فى المعرفة الدينية فقط بل فى التمسك بغيرة بتقليد آبائه ، ... وقد وصفه روفس جونس فى كتابه « بولس البطل » وهو يكشف عن البطولة فى هذه السن المبكرة ، فإذا هو العبقرى المبرز فى وسط جميع تلاميذ غمالائيل ، وقال البعض ، إن هذا الولد سيكون مثل معلمه ، وقال آخرون بل سيتفوق عليه ، إذ لم يعرف له ضريب ، فى الصبر الدءوب على الدرس ، ولا يمكن أن يقف أمام صعوبة فكرية أو معضلة تستعصى على جميع أقرانه ، إلا ووجد لها حلاً ... كتب جيمس مالفيل يصف دافيد أليستون ، وهو يدرس مع مجموعة تبلغ ستة وثلاثين عالماً المنطق لأرسطو ، وغيره من كتب الفلسفة والعلم : « إن هذا الشاب كان يتفوق عليهم جميعاً ، ويحلق فى سماء العلم كالنسر وكنا جميعاً كفراخ العصافير بالنسبة له . وكان بولس فى مدرسة غمالائيل دافيد أليستون بالنسبة لجميع الذين يتعلمون معه ... إن اللّه لم يخترنى ويخترك فى ترتيبه الأزلى لنكتب رسالة رومية أو أفسس ، لكننا يمكن أن نفعل الشئ العظيم التالى إذا استطعنا أن نتفقه ونتعلم ونصل إلى الأعماق فى رسائل بولس ، وننادى ونبشر بها للناس ، .. ابذل كل جهد وادرس وإن أمكن بع ثوبك - إن لم يكن فى يدك مال - واشتر تفسير كلفن عن رومية ، ولوثر عن غلاطية ، وجدوين عن أفسس ، ودافيننت عن كولوسى ، وهوكر عن التبرير ، ومارشل عن « سرالتقديس فى الإنجيل » فإنك ستعطى إكليلا عظيما فى اليوم الأخير عن الأوقات الثمينة التى صرفتها فى مثل هذه الدراسات » ، ... قال بولس لتلميذه العزيز : لاحظ نفسك والتعليم » ( 1 تى 4 : 16 ) .. ولم يفقد بولس حبه للكتب حتى الموت كما يقول كلفن ، ولعلنا نلاحظ ما قاله توماس بوسطن عن اختباره : « كلما ثابرت على دراسة كتبى كلما أحسست أن قلبى ينبض بصورة أفضل . ولكن من العجيب أن بولس رغم هذه الدراسة الجبارة عند رجلى غمالائيل ، .. كان أعمى ، وقد قاده عماه إلى أن يأخذ طريقه العنيف ضد المسيحية التى أحبها وهام بها فيما بعد ، لقد كان مدققاً وبلا لوم فى حفظ الناموس ، ومع ذلك لم يتبين أنه كان مجدفاً ومضطهداً ومفترياً ، .. كان بولس يحتاج إلى ثلاث سنوات فى العربية ليعيد التأمل فى كل شئ ، بعد أن سقطت القشور عن عينيه ، كانت الرسالة المكلف بها : « لفتح عيونهم كى يرجعوا من ظلمات إلى نور » ( أع 26 : 18 ) .. وكان هو أول الجميع يحتاج إلى العين المفتوحة ليقرأ القراءة الصحيحة لحياته وحياة الآخرين ، ولعل هذا هو ما جعله يكتب : « لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء . أين الحكيم . أين الكاتب . أين مباحث هذا الدهر . ألم يجهل اللّه حكمة هذا العالم . لأنه إذ كان العالم فى حكمة اللّه لم يعرف اللّه بالحكمة استحسن اللّه أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة » ( 1 كو 1 : 19 - 21 ) .
كان بولس رغم جبروته العلمى ، أحمق الحمقى وأجهل الجاهلين ، حتى قضى فى العربية ثلاث سنوات يعيد الدراسة ويجد المعرفة ، ويدرك كلمة اللّه فى النور الصحيح،وخرج على العالم والتاريخ والأجيال ، بالروائع الإلهية ، رسائل بولس الخالدة إلى الأبد !! .. إن أعظم فلاسفة الدنيا الذين حيروا الذهن البشرى بالفلسفات القديمة والحديثة ، كل منهم للأسف هو بولس - قبل العربية ، « إلى أن يفتقد اللّه الواحد منهم ليرى النور الصحيح ويقول : « كنت أعمى والآن أبصر » (يو 9 : 25 )
كان بولس إلى جانب الأصالة اليهودية لا ينسى أنه يحمل الرعوية الرومانية التى ولد فيها ، فهو إذاً من سلالة الوجهاء اليهود الذين ربما دفعوا مبالغ طائلة حتى حصلوا على هذه الجنسية أو ربما أدوا عملا لخدمة الإمبراطورية ، فاستوجبوا لهذا السبب أو ذلك شرف الانتماء إلى هذه الرعوية ، والتى كانت مغنما فى الحياة والموت ، فلا يجوز جلد رومانى أو الحكم عليه بالموت صلباً ، وقد استعمل بولس هذا الحق ، فهو إذاً لم يكن من الرعاع ، .. وقد اتسع أفقه بهذه الرعوية حتى تفهم الأوضاع الجارية فى عصره ، وكان إخلاصه للدولة صادقاً فهو الذى كتب تلك الأقوال العظيمة عن حقوق السلطة المدنية ، والدعوة إلى الصلاة لأجل الملوك وجميع الذين فى منصب ، كان اسمه العبرى شاول أي « المسموع » .. أى الذى جاء نتيجة الصلاة ، أما اسمه « بولس » فليس من المؤكد معرفة ما إذا كان قد أعطى له من الابتداء ومعناه « صغير» أو أعطى له بعد أن تعمد على يديه سرجيوس بولس أو عظيم غيره اهتدى بواسطته . يعتقد البعض أن بولس كان قصير القامة ، وأنه ربما سمى بالصغير نتيجة لذلك ولكن الواضح أنه رغم أنه عملاق الأجيال إلا أنه كان يحس أنه صغير تجاه اللّه والرسالة العظيمة التى وضعت عليه!!.. على أية حال ، إن بولس يعلمنا أنه يلزم استعمال الحق كلما كان ذلك مناسباً وهاماً ، كما استعمل هو حقه الرومانى مرات متعددة !! .. وقد أضاف بولس إلى الأصالة اليهودية ، والرعوية الرومانية ، الثقافة اليونانية . كان بولس من أبلغ المقتدرين فى الكلام والكتابة باللغة اليونانية ، .. وكانت طرسوس ميداناً واسعاً للدراسات اليونانية ، كان عند أبوابها تمثال جبار كتب أسفله : « كل واشرب وتمتع بالحياة ، فكل ما غير ذلك لا قيمة له » ... وعرف بولس هذا وندد به وهو يقول : « إن كان الأموات لا يقومون فلنأكل ونشرب لأننا غداً نموت » ( 1 كو 15: 32 ) .. وقد ظهر فى كتابات بولس اطلاعه الواسع على الحضارة اليونانية كالسباق ، وأكاليل الفوز ، ومواكب الظفر ، ومصارعات الوحوش ، والعادات المختلفة ، مما يشير إلى إدراكه للفلسفة اليونانية واستيعابه لكل ما هو طيب فيها ، ورفض مالا يتفق مع سمو الحياة والأخلاق المسيحية وهو القائل : « امتحنوا كل شئ . تمسكوا بالحسن » ( 1 تس 5 : 21 ) !! .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإناء المختار
الإناء المختار الأنبا مقار
السلام عليك يا هيكل الأسرار و الإناء المختار
كاميرا تضبط مذيع الأخبار نائما على الهواء مباشرة
صور القديس العظيم بولس الرسول الاناء المختار


الساعة الآن 05:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025