رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
برنابا المتشاجر مع بولس وهنا وقعت الواقعة الغريبة بين رجلين من أعظم الرجال قاطبة فى كل العصور ... ولم يكن الشجار هيناً أو سهلا ، بل هو الشجار الذى انتهى بمفارقة الرجلين بعضهما لبعض فى الخدمة ، وقد اختلفت الأراء فى الحديث عن هذا الشجار ، فبعض الناس يسلكون مسلك الكسندر هوايت الذى حمل على المتشاجرين ، وواقعة الشجار نفسها ، دون أن يقف ليسأل من هو الملوم أو غير الملوم ، وأسف لضعف الطبيعة البشرية التى لم تستطع أن تسيطر على الشجار بين رجلين من أعظم الرجال وأسماهم فى الأرض !! .. على أن هناك من أخذ النظرية العكسية ولم يلم أحد الرجلين اللذين كان كل منهما يمثل وجهة نظر صحيحة وسليمة ، فبولس كان محقاً ، فى تصور الآخذين بهذه النظرية ، لأنه يهتم بالموضوع دون اعتبار للأشخاص ، فهو لا يقبل أن يمالئ يوحنا مرقس الذى خذلهما فى برجة بمفيلية ، حتى ولو كان ابن أخت برنابا ، ... وأما برنابا فكان ينظر إلى الأمر من الزاوية الأخرى لشاب اعترف بضعفه وتاب عنه ، وهو يرجو الرجوع إلى الخدمة ، ومن طبع برنابا ، السمح دائماً ، إعطاء الفرصة الثانية للفاشل والعاثر ، وقد وقف إلى جانب بولس فى بدأ أمره ومن واجب بولس أن يفعل الشئ نفسه إزاء ضعفات الآخرين !! .. وهناك النظرية الثالثة التى لا تلتفت إلى مجرد الشجار بين الصديقين أو صواب وجهة نظر كل واحد منهما من زاوية ، .. بل إنها تشكر اللّه الذى أخرج من الآكل أكلا ومن الجافى حلاوة ، والذى حول الرحلة التبشيرية الواحدة إلى رحلتين ، فبولس يأخذ معه سيلا ، وبرنابا يأخذ مرقس، وعمل اللّه لا يقف بل يمتد ويتسع ويزيد !! .. لقد أثبت الزمن أن برنابا كان أصح فى تقديره للموقف من بولس ، إذ أن بولس نفسه اعترف بنجاح مرقس وفائدته للخدمة ، ودعاه آخر الأمر لأن يقف إلى جواره فى المعركة العظيمة القاسية !! .. وإذا كان هناك من درس يعطيه برنابا لنا ، فهو أن قضية المسيح ستكسب دائماً كلما امتلأ المرء بالروح القدس ، بروح السماحة والمرونة ونكران الذات ، وتقديم الآخرين من أجل ملكوته ومجده العظيم العتيد ؟ !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كان برنابا يتميز أيضًا بالسماحة ورحابة القلب |
رمز الصمود |
برنابا السموح القلب |
السلوى |
السلوى |