منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 06 - 2013, 07:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

أيوب من هو

أيوب من هو
يعتقد بعض المفسرين أن الاسم " أيوب " من الكلمة العبرية التى تناظر فى العربية " آب " أى رجع .. فهو " التائب " أو " الراجع " . ولعلهم قصدوا أن يصوروه فى قوله أمام اللّه : " لذلك أرفض وأندم فى التراب والرماد " " أيو 42 : 6 " .. وهناك من يعتقد أن الاسم يعنــــى " المضطهـــــــــد " أو " المتألم " ... وأياً كان الاسم ، فما من شك أن الرجل كان شخصية تاريخية ، وليس مجرد شخصية خيالية أو رمزية ، ... وحجة المنادين بأنه شخصية رمزية ، أن مقدمة السفر وخاتمته جاءت نثراً ، وأما البقية فقد كانت شعراً رائعاً وعظيماً ، .. ومثل هذا لا ينهض حجة ضد تاريخية الرجل ، فإن الشعر فى كل أقطار الأرض تناول أناساً تاريخيين دون أن يقدح هذا فى شخصياتهم التاريخية ، ... فإذا قيل إن الأرقام الواردة به وردت ابتداء وتضاعفت انتهاء فى البهائم والسائمة والماشية وأن أرقامها الدائرية ، لا تعطى حقيقة تاريخية ، كان الرد أن هذه أيضاً حجة واهية ، لأن كاتب السفر لم يقصد أن يسجل عددها ، بقدر ما أراد أن يسجل مضاعفة بركة اللّه للرجل الذي احتمل التجربة ، ... وأن الأولاد فقط هم الذين كان عددهم مماثلا فى النهاية للذين ذهبوا إلى اللّه فى الكارثة التى أحدثها الشيطان ، فهم لم يضيعوا ، بل حفظوا فى المجد إلى أن لحق بهم أبوهم وأخوتهم !! ..
وهناك حجة ثالثة تقول إن السفر قد ضم إلى الكتب التعليمية ، كسفر المزامير والأمثال والجامعة والمراثى ، ولم يضم إلى الكتب التاريخية، ... غير أن هذه الكتب نفسها تعد حجة مع أيوب كشخصية تاريخية ، وليست ضده ، لأن الكتب التعليمية كانت هى ذاتها ، والكثير مما تضمنته وقائع تاريخية ، لأشخاص تاريخيين !! .. وفى الواقع أن كتاب سفر أيوب ، هو كما وصفه فيكتور هوجو قائلا : ربما هو أعظم كتاب على الأرض واجه الذهن البشرى .
وكان أيوب شخصية تاريخية ، ذكره حزقيال النبى كشخصية تاريخية يقـــول عنهــــــا اللّه له : " ياابن آدم إن أخطأت إلى الأرض ... وكان فيها هؤلاء الرجال الثلاثة : نوح ، ودانيال وأيوب ... إن عبرت فى الأرض وحوشاً ... وفى وسطها هؤلاء الرجال الثلاثة ، فحى أنا يقول السيد الرب إنهم لا يخلصون بنين ولا بنات هم وحدهم يخلصون ... " " حز 14 : 13 - 20 " ... ويقول أيضاً يعقوب الرسول : وقد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف " " يع 5 : 11" ويعتقد مارتن لوثر أن أيوب شخصية تاريخية ، وأن كاتب السفر رجل تقى عميق الفهم والدراية الكتابية !! .... ومن الواضح أن أيوب كان أعظم رجل شرقى فى عصره، وأنه من " عوص " التى يعتقد أنها كانت فى الطرف الشمالى للجزيرة العربية، وتقع بين فلسطين ونهر الفرات ، .. وربما كانت المدينة على اسم " عوص " من سلالة سام !! ..
فإذا تحولنا إلى أخلاق الرجل وصفاته ، نجد أنه وصف بأربعة أوصاف أساسية : " وكان هذا الرجل كاملا ، ومستقيما ، يتقى اللّه ، ويحيد عن الشر " " أيو 1 : 1 و 8 ، 2 : 3 ".. ولا يعنى الكمال أنه كان بلا خطية ، .. فهو قد تحدث عن خطاياه ، وأنه لا يمكن أن يظهر الإنسان كاملا أمام اللّه ، .. ولكن الكمال بالمعنى النسبى ، وهو التوازن الخلقى الذى يظهر فيه الإنسان " موزوناً " على حد التعبير الشائع ، بدون ازدواج أو انفصام فى الشخصية ، أو يعتبر ملوماً فى هذا أو ذاك من أوضاع الحياة،... وقد أوضح الرسول بولس هذا الكمال النسبى فى رسالة فيلبى عندمـــــــا قـال : " ليس أنى نلت أو صرت كاملا ولكنى أسعى ... فليفتكر هذا جميع الكاملين منا ... " " فى 3: 12 - 15 " ... إن الولد الصغير الذى ينال الدرجة النهائية فى الحساب مثلا درجة الكمال ، ليس معناه أنه أصبح عالماً فى الرياضيات لا يحتاج إلى نمو فى معرفته للحساب ، ... لكنه الكمال الذى ينمو ويتحول كمالا آخر مع تزايد المعرفة والإدراك،... ولعل هذا الكمال يتضح فى السلوك المستقيم الذى لا يعرف الالتواء ، بل يتبع الخط المستقيم طوال الطريق كلها ، والرجل لا يمكن أن يكون هذا إلا إذا توفر له أمران : أحدهما داخلى ، والآخر خارجى ، أحدهما مع اللّه والآخر مع الناس ، أحدهما فى السريرة ، والآخر فى السيرة ، ... فهو فى السريرة الداخلية " يتقى اللّه " أى يخاف اللّه ويخشاه ويجله ويحترمه ، .. وهو فى السيرة أمام الناس " يحيد عن الشر " أى يتباعد عنه ، ولا يرتبط به بأية صورة من الصور !! ..
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | إذ انتهت المحاكمة لم يترك الله أيوب ليموت في وسط آلامه
أيوب | دعوة أيوب إلى التأمل جيدًا في كلمات الله العجيب
أصحابه أيوب الثلاثة تواعدوا أن يأتوا ويلتقوا معُا عند أيوب
- عظمة أيوب وغنى أيوب لقداسة البابا شنودة الثالث
ليس من محنة في الوجود خطيرة ومخيفة سوى محنة واحدة، هي محنة الخطيئة


الساعة الآن 10:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024