منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 06:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

الرجل والشفاء في السبت
الرجل والشفاء في السبت

انفرد مرقس في روايته عن الرجل بالقول : «فنظر حوله - أي السيد المسيح - إليهم بغضب حزينًا على غلاظة قلوبهم» (مرقس 3 : 5) . وهنا نتبين الخلاف العميق بين السيد والفريسيين حول السبت، بل هنا نرى حزنه العميق الممتزج بالسخط على القلوب التي تحجرت، والعيون التي عميت إلى درجة أنها تتلمس المعجزة في إنقاذ إنسان مريض لا لكي تحمد الله على إنقاذ البائس من بؤسه، بل لتجعل من الأمر موضوعًا للشكوى ضد صانع المعجزة، وهكذا لا ينعدم المنطق بين الناس فحسب، بل ينقلب إلى هذا الحد التعس ليجعل الحلو مرًا، والمر حلواً، والمر حلوًا، وكما صيب إشعياء السخط على الفاعلين هكذا : «ويل للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا الجاعلين الظلام نورًا والنور ظلامًا الجاعلين المرحلوًا والحلو مرًا» (إش 5 : 20) فقد غضب السيد على الفريسيين الذين كانوا يراقبونه في المجمع، وهو يزمع أن يصنع المعجزة مع البائس المريض، الذي يقول تقليد قديم أنه كان بناء يكسب عيشه ببناء البيوت، وأنه رجا المسيح أن يعيد إليه قوة يده، حتى لا يتعطل عن العمل ويضطر أن يستعطي، وقد انقد غضب المسيح على الفريسيين الذين حولوا السبت الذي وضع أساسًا لخير الإنسان وخدمته وراحته إلى قيد مريع وعبء قاس عليه، فالحنان والحب والرحمة أساس الترتيب الإلهي لوصية السبت، فالجائع مثلاً كان من حقه حسب الشريعة : «إذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك ولكن منجلاً لا ترفع على زرع صاحبك» (تث 23 : 25) ولا يعتبر سارقًا إذا ما أكل دون أن يحمل معه، لكن هذا الأكل إذا حدث يوم السبت فهو شر منكر، وذلك لزعمهم أن هذا الأكل، هو عمل غير جائز على الإطلاق، فقطف السنابل يعتبر عملية تذرية، فإذا حمل أحد كمية من القمح أكثر من وزن تينتين يابستين فقد حمل مالا يحل حمله في السبت، والتاريخ اليهودي يؤكد الأضرار القاسية الناتجة عن هذا التفسير الضيق المتزمت، ويكفي أن انتيخوس عندما أراد أن يقضي على المكابيين الذين اختاروا الكهوف في الصحراء ليلوذوا بها، ولعلمه بأنهم لا يعملون شيئًا في يوم السبت، هاجمهم في ذلك اليوم، وقد رفضوا هم الرد على الهجوم، وقالوا لنمت جميعًا في سبيل البر والسماء والأرض شاهدتان بأننا نموت ظلماً، وقد قتلوهم هم ونساءهم وأولادهم ومواشيهم وكانوا ألفاً من الناس!! وفعل بومبي الشيء ذاته وهو يهاجم أورشليم، وما أكثر ما حدث من هذا القبيل.
وقد رد المسيح على هذا التفسير الأحمق بالإشارة إلى ما فعله داود عندما أكل خبز التقدمة، هو والغلمان الذين معه، والذي لا يحل أكله إلا للكهنة، فهو لهرون وبنيه الذين يأكلونه في مكان مقدس، لأنه قدس أقداس للرب، ولكن داود بسبب الجوع أخذمنه وأكل، دون أن يوجه إليه لوم، لأن حاجة الإنسان تأتي قبل العادات والممارسات الطقسية، كما أن الكهنة يقومون بأعمال كثيرة في الهيكل في يوم السبت، كإيقاد النار، وذبح الحيوانات، وما أشبه، ولا تعتبر هذه الأعمال في حد ذاتها ممنوعة لأن العبادة ينبغي أن تستمر في يوم السبت، وقد اقتبس المسيح قول الله في هوشع : «إني أريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله أكثر من محرقات» (هو 6 : 6) وهو يكشف بذلك أن الله من القديم لم يضع الإنسان أسير الطقوس والفرائض بل قصد أن يمتعه بالرحمة أولاً وقبل كل شيء، ولا شبهة في أن السيد وهو رب السبت خير مفسر لما ينبغي أن يعمل في السبت، وقد قدم ثلاثة أمور أساسية تعتبر لباب الحياة والتصرف السليم في السبت، وأولها العبادة، وكان من عادة المسيح الثابتة العبادة في يوم السبت : «ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت» (يو 4 : 16) وها نحن نراه هنا وقد جاء إلى المجمع ليصنع المعجزة فيه، وبيت الله هو المقصد الأهم الذي ينبغي أن يتجه إليه أبناء الله في يوم الرب، إذ أن هذا اليوم هو لراحتهم الجسدية، والعقلية، والروحية على حد سواء، وإن الظن بأنه يمكن أن يكون راحة للجسد، دون العقل أو الروح إنما هو الحماقة بعينها، كما أن أعمال الضرورة واجبة فيه، والضرورة لا يجوز التوسع في فهمها حتى يصبح كل شيء مباحًا، كمثل من أراد أن يجعل من الحجة القائلة : «أي إنسان منكم يكون له خروف واحد فإن سقط هذا في حفرة أفما يمسكه ويقيمه» (مت 12 : 11) ذريعة للقول : «وهب أن هذا حدث كل سبت فماذا يكون الحل!!؟؟» وكان الجواب ان الاستثناء لا يقاس عليه، والضرورة لا يستباح معها كل تصرف! فإذا حدث أن الخروف يسقط كل سبت في الحفرة، فإن الحل الصحيح هو بيع الخروف، أو ردم الحفرة!!
على أي حال فإن المسيح رأى في السبت فرصة جليلة لعمل الخير أيضًا فلكي يعود الرجل إنسانًا صحيحًا يستطيع أن يمارس بيده اليمنى كل الأعمال الطيبة والخيرة، مد له المسيح اليد، وهو على الدوام يفعل الخير، ويشجع أيادينا اليمني على فعله، فإذا كان فعل الخير ضرورة يلزم فعلها على الدوام، فإنه على وجه الخصوص أكثر أهمية وضرورة في يوم العبادة والضرورة والرحمة، على حد سواء!!...
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التوبة والشفاء
الصحة والشفاء
لن تصدق من هذا الرجل وماهو السبب الذي جعله يضحك اثناء إعدامه
عيني الرجل هما حقيقة ذلك الرجل , وفم الرجل هو ما سيصبح عليه ذلك الرجل
الدواء والشفاء


الساعة الآن 05:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024