رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبفراس المصلى من العجيب أن أبفراس وهو يكافح الهرطقة والفساد ، كانت معركته الأولى ، وصراعه الأعظم ، مع اللّه ، وليس مع الناس ، إذ كان هذا الرجل يؤمن إلى أبعد الحدود بقوة الصلاة ، ... وكان يؤمن أن الجهاد الحقيقى ليس بين الإنسان والإنسان ، بل بين الإنسان واللّه ، وأن يعقوب عندما أراد أن يكسب معركته مع عيسو صارع مع اللّه وغلب ، وأن نحميا عندما واجه الصعاب القاسية وهو يفكر فى مدينته المحبوبة ، وهو مكمد الوجه أمام الملك ، والملك يسأله : « لماذا وجهك مكمد وأنت غير مريض . ما هذا إلا كآبة قلب . » ( نح 2 : 2 ) .. تحول فى الحال من الملك الأرضى إلى الملك السماوى وهو يجيب ، فصلى إلى إله السماء ، ومع أن أبفراس ترك كولوسى ولاودكية وذهب إلى روما ليلتقى ببولس هناك ، إلا أنه فى عاصمة الرومان ، لمن يكن قلبه أو عينه أو عاطفته متجهة إلى مناظر روما الخلابة ، لأنه كان منصرفاً كل الانصراف بجهده وكيانه ومشاعره وصلواته إلى ما يحدث فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس : « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات لكى تثبتوا كاملين وممتلئين فى كل مشيئة اللّه » ( كو 4 : 12 ) .. قال أحدهم : إن أرشميدس لما اكتشف قانون العتلة قال أعطنى عتلة ومكاناً أركزها عليه وأنا أرفع الأرض . وهذه العتلة بالنسبة للمؤمن هى الصلاة التى إذا ما وجهت نحو اللّه وارتكزت فى السماء تستطيع أن تنقل الأرض إلى السماء ، وتحيل الأفكار الأرضية أوامر سماوية ، وتحول الجسد إلى روح ، والطبيعة الجسدية إلى طبيعة روحية ، والأرض إلى سماء !! .م.. وكان الربيون يعلمون بوجوب الإقلال من الصلاة لئلا يتعب المولى من كثرتها ، وأما السيد المسيح فيقول : « ينبغى أن يصلى كل حين ولا يمل » !! ( لو 18 : 1 ) والصلاة المصارعة المثابرة تنتصر أخيراً ، إذ قد يتمهل اللّه على أولاده ، وفى تمهله بركات ، ولكنه لا يترك أولاده بل سينصفهم سريعاً ، .. وقال الكردينال نيومان : من لا يصلى يسقط حقه المدنى فى السماء ، وقد يكون من ورثة الملكوت ولكنه يعيش كما لو كان طفلا على الأرض !! .. فإذا تصور أحد أن اللّه لا يسمع الصلاة ، لأنه لا يجيب عندما نطلبه لأول مرة ، يكون تفكيره مضاداً للكتاب المقدس والاختبار ، لقد جاهد يعقوب ليلة بكاملها ، وصلى دانيال وصام ثلاثة أسابيع ، وصرف يسوع الليل كله فى الصلاة ، وصلى دانيال وصام ثلاثة أسابيع ، وصرف يسوع الليل كله فى الصلاة ، وصلى التلاميذ عشرة أيام قبل حلول يوم الخمسين ، وصلى جورج مولر فنال بالصلاة خمسة ملايين دولار ، وشهد بأنه فى بعض الأشياء لم ينل الإجابة قبل مرور عشرين سنة !! .. وشبه أحدهم الصلاة الحية بالسهم إذ قال : إذا جذبت السهم قليلا فإنه لا يندفع إلا مسافة قليلة ، أما إذا جذبته لآخره فإنه ينطلق إلى مسافة بعيدة ، هكذا الحال مع صلواتنا إذا ألقيت من شفاه غير مكترثة فإنها لا تلبث أن تسقط تحت أقدامنا . فإن لجاجتنا وعمق صراخنا وشدة أشواقنا هى التى ترسل أصواتنا إلى السماء وتجعلها تخترق طبقات السحب .. إن اللّه لا يهتم فى صلواتنا بحسابها وكم عددها ، ولا ببيانها وما مقدار فصاحتها ، ولا بهندستها وكم طولها ، ولا بموسيقاها وبعلو أصواتنا فيها ، ولا بمنطقها وما مقدار حجمها ، ولا بنظامها وكيفية ترتيبها ، كل هذه قد توجد مع الصلاة ومع ذلك تكون بلا فائدة ، إذ لا يغنى شئ عن قوة حرارتهـــا فى صعودها إلى اللّه!!.. يقول الرسول عن أبفراس : « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات » وهو يكشف بذلك عن الرجل الراكع على ركبتيه أو المنبطح على وجهه ، طوال النهار والليل يصارع من أجل الكنيسة التى أحبها والتى يقوم بالخدمة فيها ، ... وهو يصلح بذلك أن يكون نموذجاً للخادم الأمين الناجح فى الصلاة ، والذى يعطيها المكان الأول فى الخدمة ... وهناك نماذج ممتازة كثيرة ذكرها أ.م. باوندز فى كتابه العظيم عن قوة الصلاة ، والذى ترجم فيما أعلم إلى العربية ، ويحسن بكل مؤمن وخادم أن يقرأه ليرى أثر الصلاة وفاعليتها فى حياة المؤمنين والكنيسة ، ... وقد قال عن أبطال الصلاة الكثير!!.. كان تشارلس سيمون يكرس من الرابعة صباحاً إلى الثامنة للصلاة أمام اللّه ، وكان ويسلى يستيقظ فى الرابعة ويقضى ساعتين مع اللّه ، وقد وصفه أحد عارفيه بالقول : إنه كان يعتقد أن الصلاة هى أعظم شئ عنده ، وأكثرها أهمية ، وقد رأيته يخرج من مخدعه يشع منه الصفاء !! .. وكان جون فيلتشر يرطب جدران غرفته بنسمات صلواته ، وكان يقضى فى بعض الأحايين الليل كله فى الصلاة ، بحماس ، وغيرة ، وقوة ، ... لقد كانت حياته كلها صلاة ، وهو لا ينهض من مقعده دون أن يرفع قلبه إلى اللّه !! .. وكان لوثر يقول : إذا فشلت فى أن أقضى ساعتين فى الصلاة كل صباح ، فسينتصر الشيطان علىّ طوال اليوم ، إن عندى من الأعمال الكثيرة ، مالا أستطيع إنجازه دون أن أقضى ثلاث ساعات فى الصلاة ! .. والأسقف أسبرى كان ينهض فى الرابعة ليقضى ساعتين فى الصلاة والتأمل ... وصموئيل رزرفورد كان يعيش فى غنى الشركة ثلاث ساعات فى الصباح ، وكتب قديس اسكتلندا العظيم روبرت مارى مكشين : « يلزم أن أصرف أفضل ساعاتى مع اللّه ، .. وهى أنبل عمل أقوم به وأكثر أثماراً ، ولا يمكن أن استغنى عن ذلك ، إن ساعات الصباح من السادسة إلى الثامنة هى أفضل اللحظات الهادئة التى ينبغى أن أقتنصها دون إزعاج ، وبعد الشاى ، أخصص ساعة أصرفها مع اللّه ، .. وفى المساء لا يجوز أن أطرح عادتى القديمة المفضلة عادة الصلاة قبل النوم ، وعندما استيقظ فى الليل يلزم أن أنهض وأصلى » .. ومما يؤثر عن جون ولش أنه كان يقضى يومياً ثمانى ساعات فى الصلاة ، وقد اشتكت زوجته إذ رأته منطرحاً على الأرض يبكى فأجابها : يا امرأة !! إن فى عنقى ثلاثة الآف نفس - سأسأل عنهم ولا أعرف كيف يكون الجواب !! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبفراس المصلي |
أبفراس |
أبفراس |
أبفراس |
أبفراس رجل صلاة |