لم يعطنا الكتاب وصفاً لجمال إبراهيم الجسدي، وإن كان من المتصور أنه كان على حظ كبير من هذا الجمال، وإذ كانت زوجته وأحفاده قد وصفوا مرات متعدد بالجمال البارع،.. فمن التصور العكسي، أنه هو مورث هذا الجمال على النحو الكبير، وأنه كان متين البنيان مهيب الطلعة، لا تستخفه العين، أو تقتحمه النظرة، بل هو كما وصفه الحثيون: "اسمعنا يا سيدي أنت رئيس من الله بيننا".. وغير خاف أن هذا الجمال لم يكن الجمال الجسدي، بل هو ذلك الجمال العظيم المهيب، الذي يجبر الآخرين على الخضوع والخشوع والاحترام،.. أو كما يصوره الخيال الوثني، في الإلياذة والأوديسة عندما تنزل الآلهة لتضفي على من تريد أو من تحب نوعاً من البهاء الإلهي، لا يملك البشر أن يغضوا الطرف عنه أو يحتقروه.. وهو في الصحيح ما نطلق عليه في لغة الكتاب: النعمة التي يعطيها الله ويسبغها في عيون الآخرين نحو المؤمنين، فتمتليء نفوسهم من الحب والرفق والحنان والرضى عليهم، دون أن يملكوا لذلك سبباً أو تعليلاً، سوى القول: "إن أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه يسالمونه".. وبهذا عاش إبراهيم طوال حياته وتجواله مهيباً في كل مكان وأينما حل ورحل!!..