رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف اتعرف علي مشيئة الله في حياتي واعمل بها التجربة الناتجة مِن المشيئة الخاصة: وإذ تصرفتم بمشيئتِكم الخاصة، فإن الله لن يعمل معكم ولن يخرج معكم، وأخاف أننا سنسقط في شرورٍ كثيرة (نتيجة لذلك). أخطار اتباع المشيئة الخاصة: فإذا تَبِعنا مشيئتنا الخاصة، فإنه لا يعود يرسل قوته التي تُثري وتبني وتثبّت كل طرق الإنسان. فإذا كان الإنسان يفعل شيئاً، متخيّلاً أن هذا الشيء هو من الله، بينما هو في الحقيقة تعبيرٌ عن مشيئته الخاصة، فإن الله لا يمده بالعون، وتجد أن قلبَه قد أصابته مرارة، وأصبح ضعيفاً في كل شيء تمتد إليه يده. فقد يكون قصد المؤمن أحياناً أن يتقدّم إلى الأفضل، ولكنه لا يسير في الطريق الصحيح. وتكون النتيجة أن يُهزأ به (من الشياطين). فإن حواء لم تنخدع بإغراء الصلاح والتقدم. لأنها حينما سمعت "تكونان كالله" (تك 5:3)، وفشلت أن تميّز صوتَ المتكلّم. لقد عصت وصية الله، وبذلك فإنها لم تأت بصلاح، بل أيضاً صارت تحت اللعنة. وسليمان يقول في الأمثال: "توجد طريقٌ تظهر للإنسانِ مُستقيمةً وعاقبتُها طُرقُ الموت" (أم 12:14). وهو يقول هذا عن أولئك الذين لا يفهمون مشيئة الله، بل يتبعون مشيئتهم الخاصة. فإن مثل هؤلاء الناس، إذ لا يعرفون مشيئة الله، فإنهم يقبلون في البداية حرارة وحماساً من الشيطان تشبه الفرح، ولكنها ليست فرحاً. وفيما بعد تتحوّل هذه الحرارة إلى كآبة، ويفتضح الشيطان بوضوح. أما الذي يتبع مشيئة الله، فإنه يحتمل تعباً كثيراً في البداية، ولكن فيما بعد يجد راحةً وفرحاً. إذن فلا تفعلوا شيئاً بحسب مشيئتكم الخاصة. الدوافع الثلاثة ومعرفة مشيئة الله: توجد ثلاثة دوافع تحرّك جميع البشر، ما عدا أولئك الذين صاروا كاملين، والذين يقول عنهم الكتاب: "أما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرُّن قد صارت لهم الحواس مدرَّبةً على التمييزِ بين الخير والشر" (عب 14:5). فما هي هذه الدوافع الثلاثة؟ أحد هذه الدوافع يأتي به العدو، ودافع آخر ينشأ من القلب، بينما الدافع الثالث يزرعه الله في الإنسان. ومن بين هذه الثلاثة، فإن الله يقبل الدافع الذي هو منه فقط. لذلك، امتحنوا أنفسكم. فإذا لم يُنكر الإنسان ذاته، ويُنكر مشيئته الخاصة، ويطيع آبائه الروحيين، فإنه لن يستطيع أن يتعرّف على مشيئة الله. وحتى إذا عرفها، فإنه يحتاج إلى معونة الله لعطيه القوة لكي يتمّم هذه المشيئة.. التعرّف على مَشيئة الله ثم العمل بها: وهكذا أنتم ترون، أن التعرّف على مشيئة الله واكتشافها هو أمرٌ عظيم. أمّا ما هو أعظم منه، فهو أن نعمل هذه المشيئة. أما يعقوب فقد كانت عنده هذه القوات (أي معرفة مشيئة الله والعمل بها) لأنه أطاع والديه. فإنهما حينما أخبراه أن يمضي إلى ما بين النهرين، عند لابان (انظر 2:28)، أطاع في الحال، رغم أنه لم يكن يريد أن ينفصل عن والديه. وبسبب طاعته ورث البركة. كونوا مُعافين في الرب. آمين. |
|