رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بركات إبراهيم كما كانت للعنة ثلاثة جوانب، كذلك بركات إبراهيم أيضًا كانت لها ثلاثة جوانب: بركات مادية، وبركات جسدية، وبركات روحية. هذا ما تعلنه لنا (3 يوحنا 2) أن الله يريد النجاح الروحي والجسدي والمادي لكل أولاده "أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ". كثير من المؤمنين لديهم الانطباع بأن أي وعود أو بركات مادية تخص اليهود فقط، في حين أن هذه الآية كُتبت لمؤمني العهد جديد. إن كلمة يهود مشتقة من كلمة يهوذا. وشعب إسرائيل لم يُدعوا قط يهودًا إلا بعد انقسام الأسباط الاثنى عشر. يهوذا له من المواعيد بالبركات المادية مثل باقي أسباط إسرائيل تمامًا. فهم جميعًا نالوا، أو ورثوا، هذه البركات من أباهم يعقوب. ويعقوب ورث المواعيد عن أباه إسحق, وإسحق ورث المواعيد عن أباه إبراهيم. لذلك فهي ليست بركات أو وعود لليهود.. وهي ليست بركات إسرائيل. لكنها بركات إبراهيم.. وهذه البركات هي لي. "لِكَيْ تَصِلَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ..." (غلاطية 3: 14). وفي الإصحاح ذاته نقرأ "اعْلَمُوا إِذَنْ أَنَّ الَّذِينَ هُمْ عَلَى مَبْدَأِ الإِيمَانِ هُمْ أَبْنَاءُ إِبْرَاهِيمَ فِعْلا ً" (ع 7). إذا كنا مؤمنين نلنا الميلاد الثاني، إذًا فنحن "نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ وَحَسَبَ الْوَعْدِ وَارِثُونَ" (ع 29). وبعد أن فهمت هذه الآيات وأدركت ما يخصني كابن لله من خلال الإيمان به، بدأت آيات أخرى تتضح لي. فأدركت أن كل شيء ينتمي لله وتحت تصرفه. "لِي حَيَوَانَ الْوَعْرِ وَالْبَهَائِمَ عَلَى الْجِبَالِ الأُلُوفِ... لأَنَّ لِي الْمَسْكُونَةَ وَمِلأَهَا" (مزمور 50: 10 و12). "لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا..." (مزمور 24: 1). لقد خلق الله كل شيء، ثم خلق آدم وأعطاه السلطان على كل شيء. صنع كل هذا من أجل آدم جبلته، فأعطاه السلطان على البهائم على الجبال الألوف.. على الفضة والذهب.. على الأرض وملأها. بمعنى أخر صار آدم سيد هذا العالم. لكن آدم ارتكب خيانة عظمى وخضع لإبليس، فصار إبليس هو سيد هذا العالم. لكن أتى يسوع ليخلصنا من قوة إبليس وسلطانه على حياتنا. نقرأ في (رومية 5: 17): "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ". أو حسب الترجمة الموسعهAmplified : "فَمَا دَامَ الْمَوْتُ بِمَعْصِيَةِ (زلة – تعدي) الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ، قَدْ مَلَكَ بِذَلِكَ الْوَاحِدِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى يَمْلِكُ فِي الْحَيَاةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْوَاحِدِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَنَالُونَ (من الله) فَيْضَ النِّعْمَةِ (امتياز غير مستحق) وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ الْمَجَّانِيَّةَ (وضعهم في علاقة صحيحة مع الله) سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (الشخص الممسوح)". لقد قُصد لنا أن نملك كملوك في هذه الحياة، وهذا يعني أن يكون لنا السلطان على حياتنا. لقد دُعينا أن نسود، لا أن تسود علينا أشياء أو أشخاص ما. ليس للظروف سلطان علينا، بل لنا نحن السلطان على الظروف. ليس للفقر سلطان علينا، بل لنا نحن السلطان على الفقر. ليس للأتعاب والأمراض سلطان علينا، بل لنا نحن السلطان على الأتعاب والأمراض. لنا سلطان كملوك في هذه الحياة من خلال يسوع المسيح الذي لنا فيه الفداء. |
|