الشعب الأشوري:
لدينا وثائق أشورية أولية تبدأ بُعيد السنة 2000 ق م. فقائمة الملوك الأشوريين، وهي وثيقة هامة تعود إلى زمن لاحق، تُبين أن الأشوريين كانوا في بلادهم نحو السنة 2300 ق م. وتُبرهن النصوص أن الأشوريين كانوا شعباً سامياً. وكانوا يستعملون لغة قريبة من البابلية قرابةً وثيقة. كذلك تبين لنا النصوص أن سكان البلاد كانوا مختلطين جداً، الأمر الذي نتوقعه بالنظر إلى وضع البلاد. فقد دخل من الشرق والغرب كثيرون ممن ينتمون إلى الشعوب غير السامية. ويبدو أن هذا قد حدث سلمياً. حتى أن رجالاً لم يكونوا أشوريي الأصل شغلوا في ما بعد مناصب حكومية ذات شأن.
غالباً ما يُعتبر الأشوريون غُزاة قُساة. إلا أنه ينبغي أخذ وضع أشور بعين الاعتبار عند التفكير بهذه الصورة التي تعود جزئياً إلى حروبهم مع إسرائيل على حدٍّ ما جاء في كتاب العهد القديم. ذلك أن الأخطار الخارجية ظلت قائمةً، فعلاً أو وهماً، ولو بدت حدود أشور آمنة، ومصدر هذه الأخطار الحكام الأجنبيون في أماكن بعيدة قليلاً. وهذه الأخطار لم يستطع الأشوريون صدها إلا بشن حملات عسكرية متوالية. ولا شك أن الانتصار شجعهم على القيام بمزيد من الحملات. غير أن الأشوريين، شأنهم شأن معظم الشعوب، كانوا يقدّرون قيمة السلم والازدهار.