رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخدمة12 الخدمة..أهميتها..مجالاتها..فاعليتها بقلم قداسة: البابا المعظم الانبا شنودة الثالث أهمية الخدمة: تحدث القديس بولس الرسول عن المواهب المتنوعة كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الإيمان بحسب النعمة المعطاة لنافقالأنبوة فبالنسبة إلي الإيمان أم خدمة ففي الخدمة, أم المعلم ففي التعليم, أم الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد!رو12:3-8 وهكذا جعل الخدمة في مقدمة هذه المواهب المتنوعة لكي يرينا بهذا أهميتها. ربنا يسوع المسيح نفسه ,قال عن ذاته إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرينمز10:45فإن كان السيد المسيح قد جاء ليخدم فماذا نقول نحن وأية كرامة تكون للخدمة إذن؟إن كان السيد المسيح أخذ شكل العبد ليخدم البشرية فماذا يفعل البشر؟ وكما جاء المسيح ليخدم هكذا رسله أيضا كانوا خداما..سواء من جهة الخدمة الروحية أو الخدمة الإجتماعية من الناحية الروحية قالوا عن أنفسهم لما أقاموا الشمامسة السبعة.أما نحن فنعكف علي الصلاة وخدمة الكلمةأع6:4 ويقول القديس بولس عن هذه الخدمة الروحيةوأعطانا خدمة المصالحة ,نسعي كسفراء المسيح,كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله2كو5:20,18ويقول لتلميذه تيموثاوس أعمل عمل المبشر ,تمم خدمتك2تي4:5وفي هذه الخدمة قال عن القديس مرقس إنهنافع لي للخدمة2تي4:11أما من جهة الخدمة الأخري فيقول القديس بولس أيضا: إن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان أع20:34 ويمدح العبرانيين فيقوللأن الله ليس بظالم حتي ينسي عملكم وتعب المحبة.. إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهمعب6:10 إن الآباء لم تكن لهم روح السيطرة بل روح الخدمة كانوا يخدمون الناس ويبذلون أنفسهم عنهم وفي الكهنوت كان من يرسم علي كنيسة يعتبر نفسه خادما لهذه الكنيسة. يخدم السرائر المقدسة,ويخدم الله,والشعب إن القديس أوغسطينوس أسقف هبو لما صلي لأجل شعبه قالاطلب إليك يارب من أجل سادتي عبيدك فاعتبر أن أفراد هذا الشعب الذي يخدمه كأسقف هم سادته. ولم تكن كلمةخادممجرد لقب وإنما حقيقة واقعة وكان الآباء يتعبون في هذه الخدمة إلي آخر نسمة في أسفار مرارا كثيرة في جوع وعطش في برد وعري في تعب وكد في أسهار في أصوام2كو11:27,26يسهرون لأجل النفوس كأنهم سوف يعطون حساباعب13:17 كانوا مثل الشموع التي تذوب لكي تعطي نورا للآخرين. وما أجمل قول الشيخ الروحاني في الخدمة: في كل موضع مضيت إليه كن صغير إخوتك وخديمهمإن نزعة العظمة ,ليست دليلا علي القوة بل هي حرب أما القوي فهو الذي يدرب نفسه علي أن يكون خادما القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة كان وهو أسقف يحمل الطعام إلي بيوت الفقراء في الليل في الخفاء ويقرع أبوابهم ويترك ما يحمله أمام الباب ويمضي وهو سعيد بخدمته. والأنبا موسي الأسود كان يحمل الماء إلي قلالي الرهبان والقديس بينوفيوس كان يدرب ذاته علي أن يقوم في الدير بالخدمات الحقيرة التي لايقبل عليها الكثيرون مثل تنظيف دورات المياه وكنس الدير,وحمل القاذورات خارجا وسائر عمليات التنظيف. والآباء كانوا يقومون بهذه الخدمات في فرح بلا تذمر بل كانوا يتطوعون لهذه الخدمة,دون أن يطلبها منهم أحد وكانوا يقومون بها بكل تواضع قلب ,سعداء بخدمة إخوتهم. قديس يري رجلا مجذوما فيحمله إلي قلايته ويخدمه وينفق عليه مدة ثلاثة أشهر لكي ينال بركة خدمته.. وما أكثر الآباء الذين بصبر كثير,فرغوا أنفسهم فترات طويلة لخدمة المرضي وخدمة الشيوخ كما فعل يوحنا القصير مع أبيه الشيخ الأنبا بموا في احتمال عجيب حتي تنيح بسلام ,ونال بركته وقال عنه الأنبا بموا هذا ملاك لا إنسان وكان الآباء,إن رأوا أحدا مرهقا في عمل يمدون أيديهم في محبة ليحملوا العبء عنه كما قال الربتعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكممتي11:28 محبة الخدمة: وفي الخدمة نراعي أمرين :محبة الخدمة وروح الخدمة فمن جهة محبة الخدمة يحب الشخص أن يعين كل من هو في حاجة ولايستطيع أن يقوم بنفسه ومع محبة القلب لكل المحتاجين والاستعداد لمعونتهم قد يوجد تخصص في الخدمة فهناك من يجد لذة في خدمة الأيتام بالذات وأعطائهم ما فقدوه من حنان الأبوة أو الأمومة وهناك من يجد لذة في خدمة المرضي أو العجائز أو المسنين أو أطفال الحضانة أو المصدورين أو العائلات الفقيرة أو الطلبة المتغربين أو الفتيات المعرضات للضياع أو للانحراف. ومحبة الخدمة تلازمه في بيته وفي عمله وفي كل مكان إن جلس علي المائدة ليأكل يطمئن أن الجالسين معه لا ينقصهم شيء فيحضر لهذا كوب ماء ويقرب من ذاك الملح أو الخبز وإذا انتهي الطعام يساعد في ترتيب المائدة وحمل الأواني ولايتركها ثقلا علي الوالدة أو الأخت أو الزوجة. كذلك إن قام من فراشه يرتبه وإن خلع ملابسه لا يتركها مبعثرة هنا وهناك في انتظار من يجمعها لأن هناك من له خطأ مزدوج فهو من ناحية لايخدم غيره ومن ناحية أخري يترك نفسه ثقلا علي الآخرين ليخدموه.. والخادم الحقيقي إنسان حساس نحو احتياجات الناس يجلس ويدرس ويتأمل ماذا يحتاج إليه الغير وكيف يدبر لهم احتياجاتهم. وهذا أيضا هو عمل الراعي النشيط والخادم الروحي الناجح الذي يدرس ما يحتاج إليه الناس ويدبر المشروعات والأنشطة التي تفي بكافة احتياجاتهم روحية ومادية دون أن يطلبوا منه ذلك. كثير منا من ينتقدون الآخرين وقليلون من يهتمون بإصلاحهم. النقد سهل يستطيعه كل أحد ولكن إصلاح هؤلاء المخطئين ,هو العمل الروحي المملوء من المحبة العملية النافع للملكوت لأنه لايحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي. سهل أن تطرد ولدا شاذا من فصلك, والمطلوب إصلاحه ولاشك أنها خدمة عميقة ولازمة, أن يتفرغ البعض لخدمة الأطفال والطلبة الشواذ ما أعظم أجر هذه الخدمة عند الله! ما أجمل أن تخدم الأماكن التي لايوجد فيها اسم المسيح علي الإطلاق أو أن تخدم الذين يسخرون من الدين والتدين!أو الذين لم يخدموا الكنيسة قبلا ولا يريدون. غالبية الخدام يبحثون عن الخدمة السهلة المعدة وأن يدخلوا علي مالم يتبعوا فيه ويبنوا علي أساس وضعه آخر. أما المجاهدون الكبار فهم الذين يتعبون في تأسيس خدمات غير موجودة ولامانع أن يدخل خدام آخرون علي تعبهم فهكذا فعل السيد المسيح وترك لنا مثالا لنعمل .قال الرب:الحصاد كثير والفعلة قليلون اطلبوا إلي رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده وفي كل مكان نجد هذا الاحتياج. ولعلنا نقول:كان الفعلة قليلين في ذلك الزمان يارب أما الآن فلنا عشرات الآلاف من الخدام يعملون في كرمك فهل مازالت تنطبق علينا عبارةالفعلة قليلون؟! نعم الفعلة الذين لهم قوة الروح في الخدمة قليلون نقصد الفعلة الذين يعمل فيهم روح الله بقوة الذين لخدمتهم تأثيرها العميق وثمرها المتكاثر.. لاشك في أن هؤلاء قليلون فالمسألة ليست مسألة عدد وإنما المهم هو وجود الخدام الذين لهم فاعلية وتأثير وقوة وروح الذين في أفواههم كلمة الرب الحية الفعالة. فاعلية الخدمة: إن الاثني عشر لم يبدأوا الخدمة إلا بعد أن حل الروح القدس عليهم ونالوا منه قوةأع1:8ولبسوا قوة من الأعالي لو24:49حينئذإلي أقاصي المسكونة بلغت أصواتهموفي كل الأرض خرج منطقهممز19:4أسطفانوس الشماس,لأنه كان مملوءا من الروح القدس والحكمة لذلك لما وقفت أمامه ثلاثة مجامع فلسفية لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به أع6:10 وبفاعلية عمل الروح في العصر الرسوليكانت كلمة الرب تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في أورشليم..أع6:7وكان الرب كل يوم يضم إلي الكنيسة الذين يخلصونأع2:47والكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة كان لها سلام وكانت تبني وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثرأع9:31 أما نحن فلنا عشرات الآلاف من المدرسين,ولكن الخدام العاملين بالروح قليلون.. تأملوا خادما واحدا مثل بولس الرسول لاشك أن اختياره كان حدثا خطيرا في الكنيسة لقد تعب أكثر من جميع الرسل1كو15:10وتألم وجاهد أكثر من الكل عدا الاهتمام بجميع الكنائس وغيرته التي يقول فيها من يعثر وأنا لا ألتهب؟!2كو11:29,28هذا الذي دعي رسول الأممووصلت خدمته من أورشليم إلي أنطاكية إلي قبرص ثم إلي آسيا الصغري وبلاد اليونان وإلي رومة وكتب 14 رسائل وكرز وهو في السجن إننا مستعدون أن نستغني عن عشرات الآلاف من الخدام الذين معنا,في مقابل بولس واحد. وستكون خدمته أكثر فاعلية من الآلاف.. ربما نجد في أحد فروع الخدمة خمسين خادما ولكن بلا حرارة في خدمتهم. ثم يلحق بالخدمة خادم جديد فيحول الخدمة إلي لهيب نار بقوة الروح الذي فيه.. إن ألسنة النار التي حلت علي التلاميذ في يوم البندكستي أعطتهم لسانا ناريا وكلمات نارية وخدمة لها لهيب وفاعلية وحرارة في الروح وحرارة في الصلاة وحرارة في الحركة والأسفار. إنها جمرات نار ظل العالم يتقاذفها حتي اشتعل العالم كله نارا ألهبت القلوب بالإيمان انظروا ماذا فعل أوغسطينوس مثلا حينما دخل في محيط الخدمة وكيف أن تأثيره لم يقتصر فقط علي جيله وإنما حتي الآن مازلنا نستفيد من تأملاته وتادرس تلميذ باخوميوس لما صار راهبا كم كان عمق التأثير الذي أحدثه في الحياة الرهبانية في جميع الأديرة وكذلك يوحنا القصير الذي قيل عنه إن الأسقيط كله كان معلقا بأصبعه.. حقا هناك أشخاص في كل جيل مميزون في خدمتهم خدام من طراز خاص كل منهم معلم بين ربوةنش5:10 أما نحن الآن, فلنا خدام يخدمون الفصول العادية ولكن الذين لهم قدرة علي خدمة اجتماعات الشبان والشابات والأسرات الجامعية وإعداد الخدام أو الذين يتكلمون في مؤتمرات الخدمة فلاشك أنهم قليلون والعجيب أنه علي الرغم من احتياج الخدمة نجد خداما يتشاجرون ويتنافسون في مكان للخدمة تاركين ميادين عديدة غير مخدومة. في تشاجرهم وتنافسهم لا يعطون مثالا عن روحانية الخدام بل يكونون عثرة إذ يفقدون روح المحبة والتعاون وإنكار الذات وفي نفس الوقت توجد مجالات عديدة تستوعب كل طاقة مستعدة للخدمة وهم يتجاهلونها من أجل محبتهم لمكان أو وضع بالذات دون محبة النفس البشرية أينما كان موضعها..! مجالات الخدمة: إننا لو أحببنا النفوس المحتاجة في كل مكان ما تنافسنا مطلقا علي خدمة. فالميادين واسعة والخدمة بذل وليست تنافسا الذي يتنافس في الخدمة إنما تهمه ذاته وليس الخدمة فإن كانت الخدمة تشغل كل قلبه فإنه يعمل علي نجاحها بأية طرق وعلي يد أي شخص غيره فالمهم هو نجاح الخدمة.والذي يحب الخدمة لايشكو إن ثقلت أعباؤها عليه بل هو علي العكس يفرح بنمو الخدمة ويجد لذة في أن يحمل أثقال الناس كما حمل المسيح أثقال العالم كله. ولذلك فإن هذا الخادم لايرفض أية خدمة تعرض عليه ولا يفضل خدمة علي أخري فيقبل هذه ويرفض تلك. لأن هنا يبدو المزاج الخاص وليس الاهتمام بإحتياج الآخرين! إن الخدمة تتسع للجميع كل من يريد يجد مجالا.ما أجمل أن نجد مجالا في الخدمة للأشخاص الفاضلين الذين يحالون إلي المعاش مستفيدين من وقت الفراغ الذي لهم ومن وقار السن ومن خبرة الحياة ومن مواهبهم ومقدراتهم المتعددة. كما أن الخدمة تعطيهم حيوية ونشاطا وتشعرهم بأن رسالتهم في الحياة لم تنته وأن الكنيسة والمجتمع لا يستغنيان عنهم فالخدمة تستفيد منهم وهم أيضا يستفيدون منها. كذلك توجد مجالات واسعة لخدمة النساء في الكنيسة سواء في مدارس الأحد أو الخدمة الاجتماعية أو الإشراف علي نظافة الكنيسة وعلي تنظيم النساء فيها والمرأة يمكن أن تكرس للخدمة وتعمل عمل الشمامسة وفي هذا المجال يمكن أن تشرف علي خدمات معينة ,مثل دور الحضانة وخدمة المشاغل وترتيب النساء في التناول وأثناء المعمودية, كما تخدم في افتقاد العائلات وفي زيارة المرضي وفي مجال العزاء وفي الإشراف علي بيوت الطالبات وعلي بيوت المغتربات. حقا كما قال الرب:في بيت أبي منازل كثيرة ليس فقط في الأبدية وإنما علي الأرض أيضا يوجد منزل ومنزلة لكل أحد في بيت الله.. مميزات الخدمة الروحية: 1- حرارة الخدمة والتهابها : إنها الخدمة الباذلة التي لاتقف عند حد..مثلها قول الرسولإذ الضرورة موضوعة علي: فويل لي إن كنت لا أبشر.. استعبدت نفسي للجميع لأربح الكثيرين..صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء لأخلص علي كل حال قوما..1كو9:16-22. 2- الافتقاد في الخدمة: آباؤنا الرسل لم يؤسسوا خدمات ويتركوها بلا متابعة بل علي العكس كانوا يتابعون خدمتهم ويفتقدونها بشتي الوسائل: بالرسائل بتلاميذ من قبلهم كما كان بولس يرسل تيطس أو تيموثاوس وكثيرا ما كانوا يفتقدونهم بزيارات خاصة كما قال القديس بولس عبارته المملوءة محبة لنرجع ونفتقد إخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف همأع15:36. 3- خدمة مملوءة بالروح والقوة: وما أجمل قول الكتاب في ذلك: وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت علي جميعهمأع4:33. من طبيعة الخدمة الروحية أنها قوية,لأنها بالروح ولأن كلمة الرب حية وفعالة ,وأمضي من كل سيف ذي حدينعب4:12ولذلك فإنها لاترجع فارغة بل تعمل كل ما يسر الرب به,وتنجح فيما يرسلها لهأش55:11. 4- خدمة مملوءة حبا: السيد المسيحأحب خاصته..حتي المنتهييو13:1 بنفس الحب خدم الرسل.فلم تكن مجرد خدمة رسمية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة مخافة الله (14) |
سلسلة مخافة الله (13) |
سلسلة مخافة الله (4) |
سلسلة الوسائط الروحية (11) |
سلسلة الخدمة(19) |