منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 01 - 2013, 05:46 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

( ابنة يايرس ونازفة الدم )




( ابنة يايرس ونازفة الدم )





"في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان اسمه يايرس وهو رئيس للمجمع وخرَّ عند قدمي يسوع وطلب إليه أن يدخل إلى بيته* لان له ابنةً وحيدة لها نحو اثنتي عشرة سنة قد أشرفت على الموت .وبينما هو منطلق كان الجموع يزحمونه* وان امرأة بها نزف دم منذ اثنتي عشرة سنة وكانت قد أنفقت معيشتها كلها على الأطباء ولم يستطع أحد أن يشفيها* دنت من خلفه ومست هدب ثوبه وللوقت وقف نزف دمها* فقال يسوع من لمسني. وإذ أنكر جميعهم قال بطرس والذين معه يا معلم إن الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني* فقال يسوع انه قد لمسني واحد. لأني علمت أن قوة قد خرجت مني فلما رأت المرأة أنها لم تخْفَ جاءت مرتعدةً وخرّت له و أخبرت أمام كل الشعب لأية علة لمسته وكيف برئت للوقت* فقال لها ثقي يا ابنة إيمانك أبرأك فاذهبي بسلام* وفيما هو يتكلم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له إن ابنتك قد ماتت فلا تُتعب المعلم* فسمع يسوع فأجابه قائلاً لا تخف. آمن فقط فتبرأ هي* ولما دخل البيت لم يدع أحداً يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها* وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها. فقال لهم لا تبكوا. إنها لم تمت ولكنها نائمة* فضحكوا عليه لعلمهم بأنها قد ماتت* فأمسك بيدها ونادى قائلاً يا صبية قومي* فرجعت روحها وقامت في الحال فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها فأوصاهما أن لا يقولا لأحد ما جرى."

(لوقا (8: 41-55)


العظة :
باسم الآب والابن والروح القدس آمين .
ايها الاحباء : تعلمون ان المسيح اقام من بين الأموات ثلاثة اشخاص ذكرها العهد الجديد – إلى جانب قيامته المجيدة .القيامة هي عودة للحياة من بعد الموت، لكن هذه القيامات مع ذلك تختلف من حيث من قاموا وكيف قاموا، ومتى قاموا وايضا تختلف عن اعمار القائمين.
إذ أقام ابنة يايرس وهي صبية في الثانية عشرة من عمرها، وأقام ابن أرملة نايين، وهو شاب في مقتبل العمر، وأقام لعازر من بين الأموات، ولعله كان كامل الرجولة، وجميع الأعمار بين يديه، وهو الذي يقيم الموتى صغارًا وكبارًا، روحيًا وجسديًا على حد سواء، وأقام الصبية فور انفصال الروح عن الجسد، وقبل أن تخرج من البيت، وأقام الشاب في الطريق إلى القبر، وأقام لعازر بعد أربعة أيام من موته، وأقام الصبية بأن أمسك بيدها، وأقام الشاب بعد لمس نعشه، وأقام لعازر بعد رفع الحجر، وهو – في كل حال – هو القيامة والحياة،
إن الصورة الأولى التي يعطيها لنا النص الانجيلي الذي قرأ الآن عن يايرس صورة مضيئة بل يبدو أن اسمه يعني «الرب ينير» وقد كان رئيسًا للمجمع، وهو مركز لا يأخذه إلا واحد اكثرهم شهرة ونفوذًا، ويبدو أنه كان رجلاً ميسور الحال إذا قورن بغيره.
كانت هناك أشياء كثيرة في حياة الرجل يمكن أن تجعله مستريحًا وسعيدًا، فهو راض كل الرضا سعيد كل السعادة بأن تكون له ابنة صغيرة حلوة جميلة تملأ بيته سعادة وبهجة ، ولمدة اثني عشر عامًا عاش الرجل سعيدًا بهذه العطية الإلهية، هي عمر الصغيرة الحلوة حتى جاءت اللحظة التي تغير فيها كل شيء!! اذا الشمعة المضيئة في بيته، ابنته الصغيرة، التي كانت تضيء حياته هي الان مشرفة على الموت.
ايها الاحباء: كان من المستحيل على يايرس أن ينبطح على وجهه ويسجد أمام المسيح، لان يطلب ان تشفى ابنته ، أليس هو رئيس المجمع اليهودي، وكانت نظرة اليهود والفريسيين وقادة الدين إلى المسيح نظرة مصحوبة بالكراهية والحقد، فهل يمكن أن يخضع أو يخشع رئيس المجمع في حضرة يسوع الناصري ، وهل يمكن مع كبريائه أن يطلب المعونة من المتجول الذي يجول هنا وهناك، وماذا يقول عنه أصدقاءوه وهو يسجد جهارًا أمام الجميع في حضرة السيد؟!لقد كتب الانجيل لنا بان هذا الرجل، تحول وتغيير مجرى حياته عند مرض ابنته، الذي غيره بالتمام في كل شي .
ولكن أخذت قصة يايرس بعدًا أعمق عندما جاءته الصدمة القاسية : «ابنتك ماتت لماذا تتعب المعلم بعد» أو بعبارة أخرى إن المسيح وصل متأخرًا بحسب المفهوم البشري، وقد انتهى الأمل والرجاء، واستولت الخيبة على يايرس عندما سمع هذا الكلام .بالحقيقة أن السيد المسيح تباطأ متعمدًا لكي يصل يايرس إلى هذه النتيجة الغريبةز
ولكن يبدو أن هذه هي سياسة الله الثابتة، عندما يريد أن يصنع شيئًا عظيماً في حياة الناس، إذ أنه في العادة يصل في الوقت المتأخر، ألم يفعل هذا مع النبي إبراهيم، عندما وعده باسحق، وبالنسل الذي سيكون كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطيء البحر، وانتظر الرجل حتى أضحى ابن مائة عام، وأصبحت الزوجة في التسعين من عمرها، وعندما سمعت سارة وهي في الخيمة أن الوقت قد حان ضحكت في باطنها، وقالت : «لقد جئت ياسيد ولكن للأسف في الوقت المتأخر!!
أليس هذا هو إحساس زكريا وإليصابات عندما جاء الوعد بالمعمدان،ايضا أليس هذا هو إحساس موسى وهو في الثمانين من عمره، عندما جاءه القدير في سيناء ليعطيه الوصايا
الله يصل متأخرًا بحسب المفهوم البشري. يعلمنا الانجيل اليوم :أن أي وقت متأخر بالنسبة للإنسان، لا يمكن أن يكون متأخرًا بالنسبة ليسوع المسيح!!
هنا احس يايرس بانه بحاجة الى المسيح اكثر من قبل، يظهر الانجيل لنا أن المسيح عميق الإحساس بالألم البشري، اذا قرأنا الاصحاح الانجيلي كله يبين لنا ان المسيح جاء من منطقة الجرجسيين المعزولة من الناس الى منطقة تمتلئ بالجماهير : «ولما اجتاز يسوع في السفينة أيضًا إلى العبر اجتمع إليه جمع كثير» اذا كانت الجماهير في حاجة إلى يسوع المسيح، والمسيح لا يمكن أن يتخلى عن المحتاجين إليه،
ولعلنا نتعلم من ذلك، كيف نواجه احتياجات الناس وآلامهم ومتاعبهم ومآسيهم وأحزانهم ، الجميع في حاجة إلى الخلاص، وإلى المخلص، ولا يجوز بحال من الأحوال، أن يتركوا دون مساعدة أو معونة،
فلقد توقف المسيح ليعطي قوته ومعونته لنازفة الدم التي انسلت بين الجماهير تنتظر شفاء من لمسة مباركة لمست بها هدب ثوبه، وقد توقف المسيح لمساعدة المرأة المجهولة من الناس والمعروفة له، ليعطي هذا اليقين أن طريقه دائمًا مليء بالحنان والرفق والعطف والشفقة، وهو لا يقصد بذلك إهمال الصبية التي يسعى إلى بيتها، أو التقاعس عن معونتها،
لهذ طلب من يايرس شرط واحد لا يتعدى كلمتين قالهما المسيح ليايرس : «آمن فقط» اي اجعل شعار حياتك هو العيش بالايمان بكل ظروف الحياة لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه» (عب 11 : 6).
لقد تعمد المسيح التأخير،كما قلنا، حتى يطبق اليأس على الجميع.فذهب ليرى الصغيرة ، ويقول انجيل لوقا ان ابنتة قد ماتت ، هنا ظهرت عدة مظاهر وعواطف منها الحزن العميق ومنها السخرية والعجز الكامل .
وعندما قال المسيح إن الصبية «لم تمت لكنها نائمة» ضحكوا عليه ساخرين منه، فإن هذا الضحك أو السخرية، تحول وتغيير إلى الاجلال والتعظيم بعد فترة فصيرة، عندما تثبت قيامة ابنة يايرس أمام الجميع، على أي حال. إن الحزن والسخرية كانا أساسًا نتيجة العجز الكامل واليأس الذي استولى على الجميع : «لا تتعب المعلم».
اخيرا، نحن نعلم ان يسوع جاء لاجل خلاص جميع البشر، وهنا في هاتين القصتين نرى ان البشر يبحثان عن يسوع وعن خلاصه، لكن يسوع لا يفوت الفرصة ايضا، بل يمنح بركته وشفائه ونعمه وخلاصه لهم، ولنا جميعا.
بقي علينا نحن ان نتوجه مثلهما (المنزوفة، ورئيس المجمع) الى يسوع مليئين من الايمان والرجاء، وهو يمنحنا من فيض محبته الالهية اللامتناهية، كل ما نحتاج اليه، امين.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يايرُس ونازفة الدم
إقامة ابنة يايرس من الموت
قصة اقامة ابنة يايرس
احياء ابنة يايرس
أيقونة أثرية للسيد المسيح وهو يشفى أبنة يايرس ونازفة الدم


الساعة الآن 08:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024