رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يوحنا ٨ : ٥٨). بلغ الحوار بين يسوع وأعدائه الذروة، حين اتخذوا من اسم إبراهيم، ضماناً لعهدهم مع الله. لأن تاريخ الله بدأ من جديد بذلك البدوي، إذ قطع له عهداً بأن الأمم ستتبارك بنسله. ومات إبراهيم شيخاً شبعاناً أياماً. أما يسوع، فقد صرّح أن من يسمع كلامه فلن يموت إلى الأبد. ولذلك فهو خليق بأن يكون أعظم من إبراهيم. رأى اليهود في تصريح المسيح تجديفاً، وغلواً واستكباراً. فأرادوا أن يعاقبوه بمقتضى ما جاء في لاويين ٢٤ : ١٦ وهو الرجم بالحجارة. بيد أن المسيح لم يقصد بتصريحه أن يضفي على نفسه شرفاً خاصاً، وإنما شهد لحقيقته. وأشار إلى مجده، الذي وإن كان الناس لم يعرفوه، فهو كائن قبل تأسيس العالم. قال المسيح أن إبراهيم اشتهى أن يرى يومه، والله أشبع رغبة إبراهيم الطيبة فأعطاه أن يراه بالإيمان. فهو من جماعة مختاري الله في العهد القديم، "الذين نظروا مواعيد الله في المسيح، وصدقوها، وحيوها" (عبرانيين ١١ : ١٣) الواقع أن الكتب المقدسة، دونت أموراً رأى فيها إبراهيم ما اشتاق أن يراه. فقد رأى في ملكي صادق أنه مشبه بابن الله، "وأنه كاهن إلى الأبد " (عبرانيين ٧ : ٣) " ورأى منظر الرب مع ملاكين في بلوطات ممرا " (تكوين ١٨ : ١ – ٢) "وفي ذبح الكبش بدلاً من إسحق رأى رمزاً للذبيحة العظمى، فسمى المكان هوه يراه " (تكوين ٢٢ : ١٤). في الحقيقة أن رؤية المسيح ويومه بالإيمان، تضع الفرح في القلب. ولا يمكن أن يوجد فرح، مثل فرح الإيمان. ونحن لن نعرف الفرح الحقيقي، إلا إذا عرفنا المسيح. استهزأ اليهود بتصريح المسيح بأزليته. وإذ أرادوا إهانته، اتهموه بأن روحاً شريراً، قد حل فيه. ولما أكد لهم أنه كائن قبل إبراهيم، أي منذ الأزل، جربوا أن يقتلوه رجماً. ولكنه اجتاز في وسطهم، دون أن يتحرك أحد منهم ليمسك به، لأن ساعة موته، لم تكن قد أتت بعد. |
|