رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وقال : كُل جسدي واشرب دمي أو تموت، لحسبته مجنوناً، لأنه مستحيل وغير قابل التصديق. ولكن يسوع المسيح الذي قال هذا ليس مجرد إنسان، وإنما هو إله المحبة الصادق الأمين. إنه جدير بثقتنا الكاملة، حتى نؤمن بأن هذه الكلمات الغريبة صحيحة وطاهرة وراحمة. لقد حذّر المسيح خاصته من العثرة في كلمته، لأن الإيمان بما يقوله المسيح في أحيان كثيرة، يخالف منطق البشر. إنه كلام روحي لا نستطيع فهمه إلا بإرشاد المعلم الصالح، أي الروح القدس، الذي يثير أذهاننا، ويحيي أنفسنا، ويعدنا لمعرفة المسيح والطاعة لمشيئته. الإنسان، بدون الروح القدس، يبتعد عن الله. ولذلك فهو يحتاج إلى عمل الروح القدس، لكي يؤهله للعيش في المناخ الروحي الذي أعدته محبة الله. الروح القدس يخلق فيك التواضع لقبول كلام الله بدون جدال أو اعتراض. ويزودك ببصيرة عميقة تخولك درس الكلمة الإلهية بعيداً عن روح السطحية أو التكبر. ويكشف لك سر الفداء، فتنال قوة من الأعالي. كل كلمة للمسيح تشبه مركباً مشحوناً بالبضاعة والكنوز الثمينة. وفي كل كلمة من كلماته روح وحياة. الروح القدس نفسه يدخل بالكلمة إلى أعماق نفوس السامعين، وحينئذٍ تنشأ الحياة الروحية فيهم. لو خلت كلمات المسيح من الروح القدس، لكانت فارغة وباطلة. مثلها كالمعمودية بالماء تصبح باطلة إن لم تقترن بمعمودية الروح القدس. وكذلك جسد المسيح بلا روح، يصبح لا قيمة له. هكذا رموز العشاء الرباني بدون الروح القدس، تكون ميتة وفارغة . وعلى هذا الإعتبار، فالطقوس والعبادات المزخرفة بدون الروح القدس لا تخلص أحداً بل بالحري تكون مميتة. الخلاص ينال بالنعمة تجاوباً مع الإيمان بالكفارة التي قدمها المسيح على الصليب ويتممه الروح القدس ويغذيه بكلمة الله والمعمودية والعشاء الرباني. تذكر أن المسيح يعلم مقدماً ما ستفعل في المستقبل. إنه يرى رفضك وخيانتك وسقطاتك. لكنه يقدم لك اليوم كل وسائل النعمة. لذلك فأنت مسؤول عن الإستهانة بنعمته والازدراء بكلمته الغنية بالمعرفة الصحيحة. اليوم، يقف المسيح أمامك ويدعوك من وسط الجماهير لكي يخلّصك ويقدّسك. إحفظ: "الكلام الذي أكلمكم هو روح وحياة " (يوحنا ٦٣:٦). موضوع الصلاة: لنسجد للمسيح، الذي بذل نفسه لأجلنا. ولنطلب إليه أن يجسّد كلامه فينا. |
|